في السياق المتصل، على سبيل المثال لا الحصر، تحدثنا الكاتبة البلغارية روميانا تونيغا في مقالة نشرتها في صحيفة «24 ساعة» واسعة الانتشار، عقب زيارتها إلى سورية، تحدثنا عن مشاهداتها في بلدنا، وهي تنتقل من موقع إلى آخر، حتى توقفت عند «أبو جورج» بائع التحف التذكارية في بلدة معلولا، وقرأ أمامها صلاة صغيرة باللغة الآرامية، لغة السيد المسيح.
وتضيف أنها بعد أن استمعت إلى تاريخ هذه البلدة العريقة في قدمها، وأشارت إلى منازلها المحفورة على الصخر وفيها أول معهد لتعليم اللغة الآرامية، سارت على الشق الذي نتج عن انشقاق الجبال لتستطيع القديسة تقلا الهروب من قبضات الجنود الذين حاولوا اعتقالها ومحاكمتها كونها لاتؤمن بما يؤمنون به.
وتذكر الكاتبة تونيغا في هذا المجال أن آلاف السياح يزورون هذه البلدة شهرياً ومن كل أنحاء العالم للصلاة والدماء وزيارة دير القديس سركيس وتناول جرعات من ماء النبع المقدس في ساحته.
ومالفت انتباه الكاتبة تونيغا كما تذكر «وجود العديد من المقدسات المسيحية في دولة غالبية سكانهامن المسلمين، ومع ذلك حافظت على تميزها عبر القرون رغم اختلاف الديانات والأعراق الإثنية» ومايثير انتباه القارئ في سياق هذه الوقفة مع الكاتبة قولها وهي تخاطب قراءها «وإذا ماقيل لكم أن زجاج البندقية الشهير هو اختراع سوري كونوا على ثقة من قولي هذا وصدقوه».
ترى إلى أي مدى استطاعت مؤسساتنا ذات العلاقة المباشرة تحديداً، إلى أي مدى استطاعت أن تجعل الراغب في زيارة سورية التنوع والحضارة، في صورة ما هي عليه لاكما تصوره وسائل الإعلام الغربية وصولاً إلى زرع الخوف في نفسه وبالتالي امتناعه عن القيام بزيارة
بلدنا؟ قد يقول البعض إن الظروف الحالية غير مواتية لتشجيع مؤسساتنا السياحية على التواصل مع المؤسسات المماثلة لها في الدول الأخرى، ولكن من يدعي أن الغرب لاسواه هو كل العالم وباقي الدول على الهامش؟.
لهذا الاعتبار، نضيف بأن المؤسسات المعنية لدينا، بدءاً بوزارة السياحة وانتهاء بوزارة الإعلام مدعوة، اليوم قبل الغد، لأداء دور مايعيد سورية التنوع والحضارة إلى الخارطة السياحية إن لم يكن في الغرب ففي الشرق الأقصى كما في بلدان أميركا اللاتينية.
iskandariouka@yahoo.com