وأوضح ميدفيديف في تصريحات لوسائل الاعلام الفنلندية عشية زيارته إلى فنلندا أن السلام لن يحل في سورية ما بقيت بعض الدول الغربية تطالب بتنحي الرئيس السوري وتزود المتمردين بالاسلحة.
وأعرب رئيس الوزراء الروسي عن الاسف لكون مواقف بعض الدول أحادية الجانب حيث تقول انه على البعض التنحي فورا بينما تنوي تسليح الطرف الاخر مؤكدا أن بلاده ترى أن هذه المواقف غير صائبة وانه لا يمكن حل الازمة في سورية بهذا الشكل أبدا مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تفتيت الدولة السورية.
وأشار ميدفيديف إلى أن الاحداث التي جرت في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا خلال العامين الاخيرين لم تحقق السلام والاستقرار للمنطقة.
لافروف : حل الأزمة
فـي سورية يكون عبر الحوار فقط
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حل الأزمة في سورية يكون عبر الحوار فقط مع ضمان سيادة سورية وسلامة أراضيها وأن الاولوية هي لوضع حد للعنف وفق ما يتطلبه بيان جنيف الذي يشكل أساسا لعمل مستقبلي.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي بعد لقائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض اننا مقتنعون بضرورة البحث حول تشكيل الهيئة الانتقالية التي نص عليها بيان جنيف مع ضمان سيادة سورية وسلامة أراضيها ودعوة الحكومة والمعارضة للجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق حول تشكيل هذه الهيئة اضافة الى ضمان حقوق كل المجموعات في سورية.
وأضاف لافروف ان نظراءنا الغربيين يقولون انه يمكن اتخاذ قرار من مجلس الامن تطويرا لبيان جنيف وتفعيلا له يتضمن تفاصيل حول المواعيد المنصوصة ولكن باعتقادنا وقبل كل شيء أنه يجب أن يسعى كل اللاعبين الخارجيين لتطبيق بيان جنيف لان لا أحد حاول ذلك وبالتالي يجب الضغط على كل الاطراف في سورية لتطبيق البيان بما يعني أنه لا حاجة الى قرار جديد من مجلس الامن لان كل عوامل التسوية موجودة في بيان جنيف.
وأوضح لافروف أن روسيا اقترحت اصدار بيان جنيف على شكل قرار من مجلس الامن ولكن الدول الغربية أفشلت ذلك من خلال سعيها لادخال فقرات غير موجودة في البيان الى نص القرار كما أنها رفضت اقتراح روسيا بالاجتماع في نيويورك في اطار مجموعة العمل التي اجتمعت في جنيف.
وأشار لافروف الى أن روسيا هي أول من دعت مجلس الامن الى التعامل مع الازمة في سورية منذ آب من العام الماضي حيث أصدر مجلس الامن بيانا رئاسيا أكد فيه ضرورة الحوار بين السوريين وسيادة سورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ثم أصدر قرارين حول خطة كوفي أنان ومهمة المراقبين الامميين ولكن أولئك الذين لم يريدوا تهدئة الاوضاع نسفوا المهمة وخلقوا ظروفا غير مقبولة لعمل المراقبين.
وأكد لافروف أن روسيا تدافع عن الشعب السوري وأولويتها هي منع سقوط الضحايا في سورية وقال نحن لا نقوم بتغيير الانظمة ولا ندافع عن النظام في سورية بل ندافع عن الشعب السوري واذا كان هناك من يرى أن مصير الرئيس هو أهم شيء فلابد أن يعرف أن سفك الدماء سيستمر مضيفا لابد علينا أن نكون مستعدين لهذه الحالة وأولويتنا في سورية هي تجنب وقوع الضحايا وكما قلت فان كل عوامل الحل موجودة في بيان جنيف ويجب على اللاعبين الخارجيين تنفيذه واعطاء الفرصة لوقف اطلاق النار وبدء الحوار حول تشكيل هيئة بين السوريين انفسهم من دون فرض عليهم.
ولفت وزير الخارجية الروسي الى أن اجتماع المعارضة الذي حدث في الدوحة لم يوحد المعارضة كلها لان هناك مجموعات معارضة داخل سورية لم تشارك فيه لان لها موقفها من التدخل الخارجي العسكري وروسيا تلتقي مع كل ممثلي المعارضة وتسعى الى توحيدها على أساس الحوار وليس على أساس اجتماع الدوحة الذي بني على رفض الحوار وضرب وتدمير مؤسسات الدولة السورية بالكامل وبالتالي علينا أن ندرك من يقف وراء الوصية المبرمة في الدوحة.
وقال لافروف ان موقف روسيا متوافق مع موقف دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة ضمان سيادة وسلامة أراضي سورية وتسوية الازمة فيها من خلال الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي وعلى أساس قراري مجلس الامن وبيان جنيف.
ودعا لافروف الى الوقف الفوري للعنف وكل الاعمال الحربية في قطاع غزة معبرا عن أسفه لان اللجنة الرباعية لم تستطع خلق ظروف مناسبة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية حيث تراكمت الظروف السلبية في حين دفع أبناء المنطقة ثمن الفرص الفائتة داعيا لاستئناف اللجنة الرباعية أعمالها بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
وانتقد لافروف مماطلة بعض الاطراف في المنطقة لمنع عقد المؤتمر الخاص باعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وقال ان مصلحتنا المشتركة تكمن في ايجاد طرق لضمان الامن والاستقرار في منطقة الخليج.
ريابكوف خلال لقائه جليلي:
تسليح المعارضين يشكل طريقاً خاطئاً
في غضون ذلك أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان الحل المنطقي الوحيد للازمة في سورية يتمثل بانهاء اعمال العنف والعمل بالديمقراطية وان طريق الحل العسكري وتسليح المعارضين خاطئ وهو ناجم عن الانانية والسياسات المتغطرسة لبعض الدول.
وقال ريابكوف وهو ممثل روسيا في مجموعة دول خمسة زائد واحد حول الملف النووي الايراني خلال لقائه في طهران أمس امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي ان وجهات نظرنا مشتركة مع الاصدقاء الايرانيين بشان سورية وتتركز على الحل السياسي ورفض الخيار العسكري مشددا على ان الحوار الوطني الشامل في سورية هو الحل الوحيد والمقبول مؤكدا رفض روسيا دعم المجموعات الارهابية المسلحة.
من جانبه اكد جليلي خطأ حسابات الغرب حيال سورية معتبرا ذلك انموذجا صارخا لفشل سياسات اميركا والكيان الاسرائيلي المتغطرسة في المنطقة.
من جهة ثانية اعتبر جليلي ان لايران رؤية استراتيجية ومنطقا مبدئيا محددا وبناء عليه اتخذت على مدى الاعوام الـ 33 من عمر الثورة الاسلامية الايرانية الخطا في مسار التقدم لافتا الى ان الرأي العام العالمي ينتظر بان يكون لمجموعة الدول5 زائد 1 ردا منطقيا للتأخير الحاصل لمدة 4 اشهر في مسار المحادثات.
واشار جليلي الى التعاطي البناء بين ايران وروسيا في مختلف القضايا معتبرا توسيع التعاون الاستراتيجي بين البلدين يؤدي الى توفير المصالح والمزيد من استثمار الطاقات المشتركة لدى الجانبين.
واعرب جليلي عن امله بان تقوم المجموعة الدولية عبر رد مبني على توفير حقوق ايران بالترتيب لعقد المحادثات على وجه السرعة.
وبدأ ريابكوف زيارة الى طهران صباح أمس والتقى مساعد امين المجلس الاعلى للامن القومي في شؤون الأمن الدولي علي باقري.