مثل فرقة ومضة حيث لها خصوصية متفردة في أسلوبها وإبداعها والتعبير عن قضايا يعيشها الوطن، وقد أنجز فيلما تسجيليا طويلا عن الفرقة وأعمالها إخراج عمر حاتم علي، عرض في مهرجانات عدة منها المهرجان السينمائي، من عروضها (ومضة محبة لكل السوريين) (ومضة كيماوية) (ومضة إلى كل المغتربين)، كان آخرها ما أقيم في المركز الثقافي في أبو رمانة بالتعاون مع جمعية نور للإغاثة والتنمية.
وكان العرض إهداء للمتطوعين في سورية، حول العمل الأخير وطبيعة أعمال الفرقة وأسلوبها وهدفها تحدثت مديرة الفرقة الأستاذة (نغم ناعسة): نحن نعمل على فكرة جديدة في سورية، ولكننا نعتمد فيها على مسرح موجود منذ آلاف السنين، ألا وهو المسرح الخفي، وهو معروف في العالم اليوم باسم فلاش موب، ولكننا كسوريين أول من قام بهذا النوع من المسرح، والذي أساسه الشارع، ففي ظل حرب دامية، كان الهدف من قيامنا بهذه العروض، هو كسر الروتين الذي يعيشه الإنسان السوري، وإخراجه من حزن مقيت، عاشه في ظل هذه الحرب البشعة، وكانت الوسيلة الأبرز هي الفن. اعتمدنا في عملنا على قيامنا بالبروفات داخل المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث نرسم المكان الذي نريد أن نقدم ومضتنا فيه، ونحدد مكان كل موسيقي وممثل ومغني ومصورين، ويوزعوا حيث تتم نقطة الالتقاء، فتتشكل دائرة وحولها كل التي استقطبها الحدث، ونقوم بالتقاط ردود أفعال الناس وبعدها يتم تسجيل الأغنية في استوديوهات، ومن ثم مونتاج الفكرة والهدف التي نريد إيصالها للناس، أما بالنسبة لأعضاء الفرقة الأستاذ مصطفى برقاوي مسؤول عن العمليات الفنية، ساندي نحاس مغنية وممثلة رئيسية في المشروع، وبالنسبة للمشرفين الموسيقيين والمغنين، يتبدلون حسب فكرة العرض.
أما طبيعة العروض فإنها تفرض حلولا فنية مختلفة، عدا عن كون فكرة مشروع ومضه مختلفة كليا،عما نراه اليوم في العروض، فهي فكرة خاصة وحساسة في نفس الوقت، لأن أساسها الشارع،والشارع يفاجئنا دوما، حيث إن أهم عنصر من عناصر المسرح الخفي، هو مفاجأة العرض للناس، والعكس صحيح، ولذلك نحن نعتمد على العمليات الفنية في عملنا، لأنها أساس توصيل الفكرة للناس الآخرين، الذين لم يتسن لهم فرصة مشاهدة العرض على أرض الواقع، كما أن عملنا في الشارع، ليس فيه أي تقنيات أو صوت أو سينوغرافيا، واعتمادنا الأساسي على قدرات الفنان بإيصال الإحساس الصحيح، وأكثر المضامين جذبا هي مفأجاة الناس قبل أن نفاجئهم، كما قلت سابقا معرفة ردود أفعالهم الحقيقية، ولذلك نحن نعتمد على كاميراتنا لالتقاط كل شي حقيقي، ولاحظنا أن مشروع ومضة، كان الأول في اقتحام الشارع، وفي ظل هذا الموت والدمار، ولو أننا شاهدنا ردة فعل عكسية تجاه عروضنا من قبل الشارع، لتوقفنا عن عملنا، لكن حقيقة وجدنا إقبالا مدهشا، وما الحرب إلا تراكما في القلوب والعقول، فكانت كلمتنا الحب للجميع من خلال الفن، ولاشي يداوي الجراح في الحروب إلا الفن.
أما عرضنا القادم فهوموجه للشهيد، ومن الممكن أن يقدم خارج سورية.