أي ليس المستقبل الوظيفي والتعليمي فقط وانما أيضا العلاقات الأسرية، وهنا يمكن القول إن الحياة المتوازنة هي التي تحمي الشاب أو الفتاة وتبعدهم عن القلق فعندما يلتزمون بأصول الحياة الأسرية سواء على الصعيد العاطفي لتبادل مشاعرهم بشكل كامل مع بعضهم كأسرة متكاملة فيغدو كلّ منهم محط اهتمام ومودة الآخرين مثلما يعمل هو يبادلهم محبته. أيضا احترام حيز شخصية الآخرين، وهو من الأسس الأساسية التي تقوم عليها الحياة المتوازنة، لأنها الطريقة التي تحفظ للشباب مكانتهم وشخصيتهم وتوفر الشعور بالاستقرار النفسي لجميع أفراد العائلة. وأن لاتكبر توقعات العائلة منهم، أو توقع ما هو خارج عن نطاق طاقة الشاب، وعندئذ يشعر جيل الشباب بالهناء والسعادة وتتحقق في ظلها العدالة الأسرية أيضاً.
وهناك مايخص الشباب أنفسهم وذلك بتعيين أهدافهم بالنظر إلى مواهبهم وقابلياتهم لأن اختيار الأهداف البعيدة المنال والخارجة عن حدود قابلياتهم يؤول بهم إلى مواجهة ظروف صعبة ، وإضافة إلى ذلك فإن تتابع تجارب الفشل واليأس يؤثر سلبا في أكثر مراحل حياتهم هشاشة.
ورغم صعوبة أن نطلب من الشباب الابتعاد عن تقييم الحياة على أساس الضوابط المادية التي تعرِّض معيشتهم للصدمات والأضرار، خلافاً للصيغ الأخلاقية التي تعمق نظرتهم للحياة وتمنحهم تطلعاً أوسع نطاقاً ، إلا أنه لابد من عدم التركيز على الحياة المادية فالفرص لم تزل قائمة ويمكن الشاب خطوة خطوة تحقيق مايريد.
فالمهم هو السعي لتحقيق هدفه حتى نيل الحياة الناجحة، دون أن يكون متعجلا ويريد كل شيء دفعة واحدة فعندها سيبقى في القلق ويقل انجازه.
linadayoub@gmail.com