تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«جسور » مع الأطفال ولهم

اللاذقية
الثورة
شــباب
الأحد 18-1-2015
جسور التسمية التي اختارها المشاركون الشباب لمجموعتهم لتكون تعبيرا عن العلاقة التي ستربطهم بالأطفال ، لأن أيادي هؤلاء الشباب امتدت لتصنع جسورا تساعد الأطفال المتضررين من هذا العدوان الذي نتعرض له .

انهم فريق شبابي يعمل على رفد الطفل بكل أشكال العون لتجاوز محنته عبر برامج متخصصة بالدعم النفسي الاجتماعي الموجه لأطفال الشهداء وأبناء المهجرين بالإضافة إلى المتضررين جسديا والذين يتم التوجه إليهم ببرامج خاصة تناسب وضعهم الجسدي والمعنوي.‏

اطلقت هذه المجموعة الشابة على نفسها اسم فريق جسور للأطفال لتعمل ضمن هذه التسمية مع كل طفل متضرر باعتباره عماد المستقبل وأمله الموعود فكان الانطلاق الفعلي منذ شهرين عبر هذا المشروع التطوعي اللاربحي و الهادف إلى تنمية المجتمع وتمكين هؤلاء الأطفال من الاندماج مجددا في المجتمع و التعافي من الآثار السلبية للأزمة الراهنة إلى جانب التوجه لأولياء الأمور بعدد من جلسات الدعم أيضا لاطلاعهم على كيفية التعامل مع أطفالهم أثناء الأزمات ووضعهم في صورة ما تم انجازه مع الأطفال خطوة بخطوة.‏

وحول الآليات المقررة للعمل قال يزن عيسى المنسق الإعلامي للمشروع : إن الفكرة تعتمد بالمقام الأول على دمج هذه الفئات المتضررة من الأطفال مع بعضها البعض حيث يتم العمل في البداية مع أطفال الشهداء وأطفال المهجرين والأطفال المتضررين جسديا كل على حدة ليصار في المرحلة التالية إلى إقامة فعاليات مشتركة تجمع تلك الفئات مع بعضها البعض بشكل يسهم في تغيير بعض نمط المفاهيم الاجتماعية السائدة في الوقت الحالي وتقريب مختلف الفئات الاجتماعية من بعضها البعض أملا بتجاوز الآثار السلبية الاجتماعية التي خلفتها الأزمة في أذهان الأطفال حول بعضهم البعض.‏

وأضاف تسببت الأزمة ببعض المشاكل في المجتمع لذلك أردنا كمجموعة شباب أن نقوم بدورنا بطريقة مدروسة ومنظمة فعمدنا بداية الأمر إلى الانخراط في تدريبات ودورات متخصصة في أصول التعامل الأمثل مع هذه الحالات تحت إشراف مدربين متخصصين واخترنا البرامج التي تم الاتفاق على اعتمادها بعد العودة لاختصاصيين نفسيين لديهم خبرة في هذا المجال لنبدأ في المرحلة التالية بالعمل مع رياض الأطفال في مختلف المناطق عبر أنشطة موجهة عمليا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 16 عاما.‏

وتتنوع الأنشطة التفاعلية التي ينفذها الفريق مع الأطفال بعد تقسيمهم لمجموعات حسب فئاتهم العمرية فهناك أنشطة خاصة بالفئات الصغيرة و التي يتم فيها التعامل مع فئة المهجرين ممن لم يتمكنوا من اتقان القراءة والكتابة نظرا لانقطاعهم عن التعليم نتيجة ظروفهم الصعبة وهنا يشير عيسى إلى أن الفريق وضع خطة تربوية تعتمد على تعليم الطوارئ ضمن برنامج اتبعته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا مع الأطفال الفلسطينيين المهجرين وأثبت فعاليته وهو برنامج يركز على اختصار المدة التعليمية للأطفال بحيث يحصلون على أساسيات الحساب والقراءة والكتابة والعلوم المختلفة في فترة وجيزة قبل دفع الأطفال للعودة إلى المدرسة وطلب العلم كأحد أهداف المشروع.‏

وأضاف عيسى إلى أن الأنشطة المختارة تساعد الأطفال أيضا على كسر حاجز الخجل وزيادة الثقة بأنفسهم وتمتين علاقتهم مع الغير ودفعهم إلى المشاركة و تقبلهم من قبل الآخرين بالإضافة إلى تجاوز آثار العنف الذي عايشوه عبر إتاحة الفرصة لهم بالتعبير عن أفكارهم بالرسم والكتابة والموسيقا واللعب والاستماع إلى القصص بطريقة تفاعلية مرحة.‏

من جهتها قالت هبة الرومي منسقة النشاطات في المشروع ان الفريق يتميز بتنظيم عالي المستوى ينعكس أثره إيجابا على طريقة التعاطي مع الأطفال وجذبهم لافتة إلى أن المجموعة ستوسع نطاق عملها لتصل إلى أبعد قرية في ريف اللاذقية ليستفيد الأطفال هناك من خدمات المشروع بالإضافة للتوجه إلى أطفال مراكز الإقامة المؤقتة ضمن المحافظة فالمشروع كبير لا يحدده مكان أو زمان فالمدة الزمنية المخصصة لتنفيذ الأنشطة منوطة بتفاعل الأطفال وعدد الأنشطة المنفذة .‏

وأضافت..اعتمدنا على استبيانات وزعناها بأنفسنا للوصول إلى الأطفال الذين نستهدفهم في مشروعنا وقمنا ببناء قاعدة بيانات خاصة بهم فنحن نتوجه إلى فئات مهمشة استطعنا أن نلمس من خلال العمل معها الكثير من النتائج المرضية فعدد الأطفال الذين يستفيدون من برامجنا وصل حتى الأن إلى 500 طفل وطفلة وهو رقم جيد يتزايد بشكل مضطرد وخاصة في ظل تفاعل و التزام الأطفال معنا وهو دليل على نجاح برامجنا وتعاملنا الصحيح معهم.‏

وتابعت إن الفريق يعرف عن نفسه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فصفحة جسور للأطفال على الفيسبوك تلقى انتشارا متزايدا بين السوريين الراغبين بالتعرف على تجربتنا ونقلها إلى محافظاتهم المختلفة .‏

أما عدد الأنشطة التي ينفذها الفريق اسبوعيا فهو مرتبط كما ذكرت منسقة النشاطات بتوافر المكان اللازم لتجمع الأطفال إذ يتم حاليا تنفيذ ثلاثة أنشطة إسبوعيا و هو رقم معرض للزيادة في حال توافرت الإمكانات اللازمة وخاصة أن الفعاليات تحتاج إلى تحضيرات هائلة تشمل كل فئة على حدة ما يجعل الفريق يأمل دائما باتساع الدعم المادي و اللوجستي لتتوسع النشاطات بشكل أكبر وتتسارع خطا تنفيذ المشروع بتواتر أعلى فالبرنامج قابل للتطوير تبعا لحاجة الأطفال وأعدادهم المتزايدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية