سورية بألوان الكبرياء وعلى عتبات الزمن المنسوب إليها..!
شــباب الأحد 18-1-2015 غـانم محمد وضعنا أنفسنا أكثر من مرّة تحت مقصلة السؤال: إلى متى سيبقى البعض منّا خارج الحدث وإلى متى سيبقى البعض القليل الآخر على التلّة خاصة وأن الحقيقة السورية تفرض وهجها فعلاً لا مجرّد أقوال؟
بإمكاننا أن نتجاوز الحديث عن تفاصيل الحياة اليومية لا لأنها لا تعنينا بل على العكس فمعظمنا يكتوي بلهيبها ولكن لأننا مقتنعون بأن كل ما أصاب هذه التفاصيل من سوء إنما هو بسبب الإرهاب الذي فُرض علينا من كل حدب وصوب ولأننا قررنا التصدّي له، وبإمكاننا أن نتلمّس درب الحقيقة دون الاستعانة بمحللين مأجورين أو بإعلام خارجي يكتب ويقول على قدر ما يُدفع له.. استمعت كما الكثيرين غيري إلى توقعات المنجمين في الأيام الأخيرة من عام 2014 فهل استطاع أحدهم أن يقرأ الكبرياء السوري كما هو دون زيادة أو نقصان، وشاهدتُ كغيري أيدي «السادة المزيفين» وهي ممدودة لأتباعهم يقبلّونها تبرّكاً بالعار الذي صنعته وابتسامة اللؤم والخداع مرسومة على محياهم، لكن كلّ المشاهد تذوب على وقع حرارة مدفأة «قمّرت» الخبزَ السوري الذي التقى في محراب الدفاع عن طهارته وقداسته جنديٌ وقائدٌ عظيمان على خطّ النار الأول في مدينة جوبر التي ينسج فيها بواسل جيشنا لوحة النصر الآتي لا محالة.. هنا، حيث كل واحد من هؤلاء الرجال وطنٌ شامخٌ فإن كسرة خبز تُنضَج من جديد على مدفأة، وحيث بساطة الوجبة الوداعية في 2014 تحمل من الرسائل ما عجز عن حمله كل موفدي السلام إلى سورية تنبتُ الحقائق وتتساقط الأوهام..
ربما نجح البعض في إنارة أعلى برج في العالم، وربما كان منظر الألعاب النارية في ألمانيا هو أجمل عروض استقبال العام الجديد، وربما كانت هدية الأرجنتين لشعبها السماح لهم باصطحاب كلابهم الصغيرة معهم في الطائرة حالة غريبة بعض الشيء وربما كان اضطرار مملكة آل سعود للسماح لاثنتين فقط من الإناث بحضور فعاليات كأس الخليج بكرة القدم في أواخر 2014 لوجودهما ضمن وفد إعلامي لإحدى الدول خروجاً على المألوف بالنسبة لهذه المملكة المريضة وربما وربما..إلخ، لكن ما هو حقيقي إلى درجة الإدهاش، وما هو واقعي إلى حدّ الخيال هو أننا في سورية قلب واحد مهما كانت الظروف ومهما كان الموقف، هكذا قال سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد عندما اقتسم في سهرة اليوم الأخير من عام 2014 كسرة الخبز مع رجال عاهدوا الله والوطن أن يكونوا الحصن الواقي من كل من يتربّص بهذا البلد شرّاً، أرأيتم كيف أن كل مقاتل ممن فاجأهم السيد الرئيس بقي مقبضاً على الزناد وهو يقف وجهاً لوجه أمام القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وكيف أن السيد الرئيس يسكب كل الحبّ في لحظة استثنائية عاشها هذا المقاتل أو ذاك فهل يفهم الآخرون الرسالة السورية؟
ربما لم تأتِ الأفكار مرتبةً ولكن وهج اللحظة التاريخية بين القائد وحماة الديار أكبر من أن توصف ولكن يستحيل أن تمرّ مرور الكرام على كل سوري مؤمن بالله وبوطنه وفحوى أمنياتنا بالعام الجديد أن نتواجد جميعاً في حضن أمّنا سورية فنعتذر منها عن تقصيرنا بحقّها ونطلب رضاها ونعاهدها على الوفاء ودام عزّك يا سورية.
|