فيثبتون يومياً أنهم ليسوا على قدر المسؤولية، بعد أن تركوا الناس في مهب الريح تائهين عن كهربائهم، فلا ليلهم ليل، ولا نهارهم نهار، وفي كل يوم جديد يتلقون صفعات استفزازية لا يبررها عقل ولا منطق.
قصة تفاقم أزمة الكهرباء في اللاذقية لا ترتبط فقط بساعات التقنين الطويلة العريضة، فهذه المسألة تمرّس المواطنون عليها، وقدّروها جيداً، ولم نلاحظ إلا أنهم يمتازون بقدر كبير من الوعي والإدراك لخطورة ما يحصل في البلاد، فقد استمر برنامج التقنين لفترة طويلة بمعدّل 14 ساعة قطع مقابل 10 ساعات إنارة كل 24 ساعة، وكان الناس يتقبلون الأمر ويقدّرون، ولاسيما أن برنامج التقنين كان منتظماً ودقيقاً إلى حدّ كبير، ليتحسّن بعد ذلك قليلاً، حيث ازدادت ساعات الإنارة ساعتين، وانخفضت ساعات القطع ساعتين، ليصير برنامج التقنين مساوياً بين الحالتين، وبمعدّل 12 ساعة قطع و12 ساعة إنارة كل 24 ساعة، وهذا البرنامج من المُفترض أنه لا يزال سارياً إلى الآن، ولم نرَ المواطنين إلا متحمّلين وراضين، غير أن ما يحصل اليوم تجاوز هذه الاعتبارات كلها، وصار من الواضح أن الأمر يرتبط بقضايا إهمال وعجرفة وسوء إدارة، فمن غير المعقول أن تبقى الكهرباء - مثلاً - مقطوعة عن حي الدعتور في اللاذقية لمدة عشرة أيام متواصلة، وعن بعض المحاضر والأبنية في ضاحية بسنادا لمدة ثلاثة وأربعة أيام، وعن جب حسن لمدة أربعة أيام، وفي مشروع الزين ليومين، وفي العديد من الأحياء تذهب وتجيء بلا انتظام، أمّا في الريف فحدّث ولا حرج، بينما بالكاد تنقطع في مشروع الزراعة ووضعها يبدو جيداً في المشروع العاشر، وبعض الأماكن الأخرى دون أن نعرف السبب..!
مافاقم المشكلة هو الأسلوب المزعج لشركة الكهرباء وطوارئها القابعة - من حيث المبدأ - على الرقم 117، حيث لا يردون على اتصالات أحد في أغلب الأحيان، وإن ردّوا فعلى مضض، ويكون الجواب تسويفياً..!
نحن بدورنا أعددنا جملة من القضايا لطرحها على إدارة شركة كهرباء اللاذقية، وكان السؤال العريض عن هذه الأعطال المتكررة خارج أوقات التقنين، وكنّا ننوي التركيز على مشكلة الدعتور وضاحية بسنادا ومشروع الزين، ففي الدعتور لم تعد معقولة وطلب السيد أبو كمال والعديد من أهالي الدعتور إجابة شركة الكهرباء على هذه المسألة وتوضيحها، ولكننا لم نتمكن من ذلك بكل أسف، فمدير الكهرباء في اللاذقية خارج المكتب دائماً، وخارج التغطية، وخارج التيار بالكامل..!
أما في ضاحية بسنادا فيروي لنا السيد ( أبو بشار ) أنَّ ضاحية ضباط بسنادا القديمة المؤلفة من ثلاثة محاضر أو كتل بناء، تمتد على الشارع الرئيسي من بعد مدرسة ( عماد علي ) على طريق سقوبين، حيث تمَّ سلخ هذه الكتل الثلاث (كهربائياً) عن بقية مساكن الضاحية، وتمَّ ربطها مع الحي المقابل، وهو كله عبارة عن حي مخالفات سكنية عشوائية تجري فيه سرقة الكهرباء على قدم وساق وعلى مرأى الجميع، وقد يكون هذا الأمر يؤدي إلى زيادة الأحمال على الشبكة، ما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء في غير أوقات التقنين.
وبكل الأحوال لا يمكن لأحد حل هذه المشكلة سوى شركة الكهرباء، فنحن مواطنون ولسنا دولة.. والدولة هي الدولة، أي شركة الكهرباء هي المعنيّة، ومن واجبها إيجاد حل، فمن غير المعقول أن تنعم الضاحية كلها بالكهرباء إلا تلك البنايات الثلاث، فنحن نطالب شركة الكهرباء بإعادة شبكة هذه المحاضر الثلاثة إلى شبكة الضاحية وفصلها عن منطقة المخالفات.
أما في مشروع الزين فتوضح السيدة (أم عروة) أن الأعطال تكررت كثيراً في هذا الحي، الأمر الذي غدا يؤثر فعلياً على دراسة الطلاب، وعلى الكثير من شؤون الحياة، وليس لنا سوى الذهاب إلى أقرب مركز طوارئ لتسجيل شكوى من أجل إصلاح الأعطال، والمركز الذي نقصده هو خلف الملعب البلدي، ويكون عليه ازدحام شديد لتسجيل الشكاوي ومن مختلف المناطق، المهم أن نسجل الشكوى وننتظر بعد ذلك دورنا بالإصلاح، حيث تأتينا ورشة متخصصة وتقوم فعلياً بإصلاح العطل.
وماذا بعد..؟
عبثاً أعددتُ هذه الاستفسارات والعديد من الاستفسارات الأخرى بنيّة طرحها مع مدير كهرباء اللاذقية مضر اسماعيل، واتصلت معه على الرقم الخليوي، ليتحول هذا الرقم الخليوي إلى هاتف أرضي لا أحد يردّ عليه..!!
ثم اتصلت معه على رقم مكتبه المباشر، فردّ عليَّ أحد الشباب ليقول لي كلاماً مضحكاً من شدّة ما هو مكشوف، حيث قال لي: إن مدير الكهرباء يجول على ورش الإصلاح، فسألته عمّا إن كان هناك معاون له فقال: نعم هناك معاون له السيد ( فادي سعّود ) ولكن لا أعرف رقمه - قال الشاب .
وعلى كل حال كان رقم معاون المدير معي فاتصلتُ معه، ولكن عبثاً فلا أحد يرد، إذ يبدو أن سياسة التطنيش هذه وعدم الاكتراث بالناس وهمومهم ومشكلاتهم سياسة متبعة وثابتة عندهم ..! وهذه ليست المرة الأولى التي نحاول فيها الاتصال مع إدارة كهرباء اللاذقية للحصول على معلومات من أجل إبلاغها للرأي العام غير أن محاولاتنا تبوء بالفشل، ونحن على ثقة لو أننا طلبنا الحديث مع السيد وزير الكهرباء لكنّا قد تمكّنا من ذلك، ولهذا نرجو من السيد وزير الكهرباء المهندس عماد خميس العزيز على قلوبنا أن يتوسط لنا مع فخامة مدير كهرباء اللاذقية ليرد علينا من أجل مناقشة مصالح الناس وهمومهم المتعلقة بإدارته.!