بعدما استفاقت واشنطن وغيرها من العواصم الغربية على مخاطر تمدد الإرهاب، واليوم المطالبة جاءت على لسان رئيس حكومة نظام حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو في محاولة لمد يد العون للتنظيمات الإرهابية التي أرهقتها الضربات التي تلقتها من الجيش السوري.
فبعد فشل كل محاولات نظام أردوغان في استجلاب التدخل العسكري الغربي لإنقاذ التنظيمات الإرهابية التي قدم لها وما زال مختلف أنواع الدعم عاد رئيس حكومة العدالة والتنمية أوغلو للعزف على وتر المطالبة بفرض (منطقة حظر جوي) فوق سورية مستلهماً من الخراب الذي خلفه مخطط مماثل في ليبيا لإعادة تعويم أحلام حزبه الاخواني باستعادة السيطرة العثمانية على المنطقة.
وكرر داود أوغلو الغارق ونظامه بفضائح الفساد المالي ودعم الإرهاب مواقفه الحاقدة على سورية وقال صراحة لوكالة رويترز: إن الحل في سورية لا يكمن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وحده وإنما يجب إقامة منطقة حظر طيران بحراسة دولية مدعياً بأن المطالبة بهذه المنطقة تستهدف (حماية مدينة حلب) من جيشها الوطني دون اكتراث بما يردده الحلبيون من وقائع حول تسهيل نظام حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان وأدواته الإرهابية سرقة مصانعهم وبيعها بعد تفكيكها في تركيا.
وضمن محاولاته لإيجاد ذرائع وتبريرات لمثل هذا التدخل السافر في سورية ادعى داود أوغلو أن (منطقة حظر الطيران) التي يطالب بها (تهدف لحماية مدينة حلب) مما سماه (القصف الجوي) و(حتى لا يكون هناك لاجئون جدد يأتون إلى تركيا) متناسياً أن تهجير المواطنين السوريين كان جراء جرائم أدواته الإرهابية وارتكاباتها العدوانية، وقدم داود أوغلو حجة تضليلية جديدة لشهيته العدوانية ضد سورية ملوحا باحتمال أن (تتوسع) تركيا في المناطق الحدودية مع سورية بدعوى وقف مرور المسلحين الأجانب حسب زعمه وهو أمر تدحضه الوقائع واعترافات مسؤولين أتراك أنفسهم كان اخرهم وزير خارجية نظام أردوغان مولود جاويش أوغلو الذي أقر في تصريح له قبل أيام بأن الإرهابية المدعوة حياة بومدين زوجة الإرهابي أحمدي كوليبالي المسؤول عن احدى الهجمات الدامية التي ضربت باريس الأسبوع قبل الماضي دخلت إلى تركيا في الثاني من الشهر الجاري وتمكنت من التسلل إلى سورية في الثامن من الشهر ذاته دون أن يعطي مبرراً لكيفية حصولها على حرية الحركة بهذه الطريقة وبقائها ستة أيام داخل الأراضي التركية دون مساءلة أو مراقبة.