تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مكافحة الإرهاب .. بين قرارات الأمم المتحدة ومقاسات أميركا الملتبسة !!

دراسات
الاثنين 19-1-2015
دينا الحمد

ترى العديد من دول العالم الرافضة للسياسات الأميركية حيال سورية بوجه خاص والمنطقة بشكل عام أن مهمة التصدي للإرهاب والتطرف اللذين يهددان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط ومناطق العالم الأخرى يجب أن ترتدي طابعا أولوياً ,

وأن العبء الأساسي لمكافحة الإرهاب تتحمله حكومات المنطقة , لأن ما تسمى بعملية محاربة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها دون تنسيق مع سورية بدأت تسفر عن نتائج معاكسة وتؤدي إلى ارتدادات الإرهاب إلى المجتمعات الغربية بشكل خطير , وما جرى من اعتداء إرهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية مؤخراً ومقتل أكثر من اثني عشر شخصاً من موظفيها خير برهان على ذلك.‏‏

لكن الولايات المتحدة وفرنسا وحلفائهما يرفضون هذا الأمر ولا يريدون الحل السياسي للأزمة في سورية من خلال الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي بل يريدون فرض أجنداتهم أو قراراتهم ورسم أي شيء يتعلق بمستقبل سورية وفق مقاساتهم , ومن هنا رأينا إصرارهم على المضي قدماً بحربهم المزعومة على الإرهاب دون أي اعتبار لرأي الآخرين أو لنتائج ارتدادات الإرهاب إلى بلدانهم كما حدث مع الصحيفة الفرنسية المذكورة.‏‏

ومع أن هناك قوانين دولية وقرارات أممية صادرة عن مجلس الأمن الدولي لمحاربة الإرهاب وأن هناك أولويات للتسوية السياسية في سورية وهي وقف العنف ومكافحة الإرهاب وصولاً إلى المبادئ الأساسية للتسوية السياسية إلا أن هذه الأطراف الدولية الداعمة للتنظيمات الإرهابية لا تزال تصر على سياساتها العدوانية وترفض التقدم نحو تسوية سياسية بعيداً عن التفسيرات الخاطئة ومحاولات تزوير ما تنص عليه الشرعية الدولية واحترام مبدأ سيادة الدول على أراضيها.‏‏

وأكثر من ذلك فإن الولايات المتحدة لا تكتفي بكذبة الحرب على التنظيمات الإرهابية بل إنها تدعمها بالمال والسلاح بما فيها تنظيم داعش الإرهابي وهو ما أكده نائب عميد كلية العلوم السياسية في جامعة موسكو أندريه مانويلو مؤخراً حين قال إن الإدارة الأميركية توجه التنظيم بطرق غير مباشرة وبما يتناسب مع إستراتيجيتها السياسية في الشرق الأوسط.‏‏

وفوق هذا وذاك فإن الإستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب ركزت حتى الآن على المقاربة الأمنية فقط دون التركيز على تجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية ودون أي جهد لمنع تدفق عناصرها إلى المنطقة , فضلاً عن أن الوسائل والتقنيات التي تعتمدها الولايات المتحدة لمواجهة الحملات الدعائية المنظمة والدقيقة التي يطلقها الإرهابيون بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية فشلت في تحقيق أهدافها وجاءت ضعيفة للغاية بحيث لم تتمكن من إقناع الأشخاص الذين لديهم ميول متطرفة بالابتعاد عن التنظيمات المتطرفة لأن الولايات المتحدة ليست جادة أساساً في تلك الحملات بل إنها ساهمت بتحويل الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي إلى أداة خطرة بيد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي الذي يقوم باستغلال هذه المواقع من أجل اختراق عقول الشباب وتجنيد المزيد منهم لارتكاب جرائم فظيعة بحق المدنيين سواء في سورية أم في العراق.‏‏

وخلاصة القول فإن زعزعة الاستقرار في المنطقة تعتبر إلى حد كبير نتيجة للسياسة الخارجية الحالية للدول الغربية التي تتجاهل مبادئ القانون الدولي وتلجأ لفرض أجنداتها الخاصة على السياسات الداخلية لدول ذات سيادة وترفض الاعتراف بنظام عالمي متعدد الأقطاب وبالعمل المشترك بما يتفق مع جميع ممثلي المجتمع الدولي لوضع سبل حل للمشكلات العالمية ما يؤدي كل ذلك إلى مأساة لا يمكن إصلاحها والى وقوع العديد من الضحايا بين السكان المدنيين.‏‏

ومثل هذا الأمر لا يهدد دول المنطقة فقط بل العالم كله ولذلك فإن على المجتمع الدولي العمل في أقرب وقت ممكن لوقف واجتثاث الإرهاب الذي يهدد العالم بأسره وتجفيف كل مصادر تمويله.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية