تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العلاقة بين إيران والسعودية وانعكاسها على المنطقة

عن طهران تايمز
دراسات
الاثنين 19-1-2015
ترجمة: ليندا سكوتي

ثمة حدود يصعب على سلطات الدول تجاوزها إن رغبت في تغيير البيئة السياسية في بلادها. إلا أنه في ضوء الاوضاع الإقليمية السائدة التي تتطلب بالضرورة اسلوباً جديداً في التفكير لم يعد بالإمكان تفهم العلاقات الإيرانية-السعودية

(التي تمثل ساحة المنافسة الإقليمية) من خلال وجهات النظر القديمة لأن الظروف التي دفعت إلى توتر العلاقات بين البلدين، سواء على الصعيد الداخلي أو من وجهة نظر السياسة الخارجية، قد تغيرت جذرياً.‏

لا ريب بأن كلا من إيران والمملكة السعودية يجابه في الوقت الراهن تحديات جسيمة. ومن بعض تلك التحديات ما يحدو بالطرفين المتنافسين منذ أمد طويل إلى الاقتراب من بعضهما.‏

تعاني المملكة العربية السعودية من معضلات عديدة ومعقدة لكونها من جهة تناهض أي مذهب ديني آخر التزاما منها بالإسلام السلفي والوهابي، ومن جهة أخرى كون تعزيز مصالحها الاستراتيجية في المنطقة يتطلب بالضرورة تحقيق الاستقرار والأمن الأمر الذي يتعارض مع الوضع الراهن في المنطقة. ولا شك بأن حدثين في السنوات الأخيرة قد خلقا نوعا من التغيير في التفكير الاستراتيجي السعودي الاول وهو التحركات الناجمة عن الاحتجاجات العربية التي اندلعت منذ عام 2011 والثاني ظهور داعش كعامل تهديد للمنطقة وكلا الحدثين فرضا على السعودية ومنافستها الإقليمية الأكبر إيران اللجوء إلى مستوى أعمق من التفكير الاستراتيجي طويل الأمد بعد أن أدركت الرياض أن اللعب بالورقة الطائفية في مواجهتها لإيران سيكون له نتائج عكسية ومكلفة سياسيا فضلا عما قد ينجم عنه من عواقب سلبية كبيرة تطول المنطقة برمتها.‏

في خضم أزمة الخلافة أخذ القادة السعوديون بتوجيه أنظارهم إلى العلاقات مع العراق بعد أن أدركوا بأن المنافسة مع إيران بشأن سورية أفضت إلى انقسامات وتشرذم وزعزعة للاستقرار بشكل خطير وبالتالي قادت إلى ظهور مجموعات متطرفة من أمثال داعش وغيرها لذلك فإن قرار السعوديين القاضي بإعادة فتح السفارة بالعراق بعد ربع قرن من قطع العلاقات الدبلوماسية مع بغداد يشير إلى أن قادتها يعيدون النظر في مواقفهم.‏

لقد سعى السعوديون لتحقيق هذا التقارب مع العراق بعد تسمية حيدر العبادي لرئاسة الوزراء في شهر آب. كما وأن خططا وضعها سعوديون بشأن فتح قنصلية في أربيل تعرب عن رغبة السعودية بوضع قدم لها في هذه البلاد.‏

أثار هذا التصرف عددا من التكهنات منها أن السعوديين يحرصون على العمل لتحقيق نوع من التقارب مع إيران من خلال وضع يمكنهم من العمل معها بهدف تحقيق بعض مظاهر الترتيب في المنطقة، وفي ذات الوقت الحد من نفوذ داعش وتوسعها في المناطق التي تسيطر عليها في العراق وأجزاء من شرقي سورية. ويقابله تخمين آخر يقول بأن الاستراتيجية السعودية تسعى إلى إقامة علاقات ودية مع العراق بهدف تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة. أما آخرون فيرون بأن التعاون بين القوى المتناحرة يمكن أن يفضي إلى منعكسات إيجابية على الاستقرار في لبنان وسورية.‏

في مواجهة التطورات الجديدة في المنطقة، يرى معظم الخبراء بأن إقامة العلاقات الودية بين إيران والولايات المتحدة لم يعد أمرا ضرورياً فحسب بل إنه الخيار السياسي الأفضل في ضوء الظروف الحالية. ويعتبر السعوديون بأن هذا التقارب يضر بتوازن القوى في المنطقة. وإننا نتساءل ما هي نتائج ومنعكسات التقارب بين إيران والولايات المتحدة بالنسبة للسعودية؟ وفي ضوء رغبة السعودية وقف خسائرها وإعادة حساباتها مع إيران فقد آن الأوان لإحداث تقارب دبلوماسي وتعاون بناء بين البلدين. وفي حال تحقيق هذا السيناريو فلا شك بأن ذلك يمثل بشائر خير تعم المنطقة بأسرها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية