تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بطرس المعري في معرضه «3 سنوات من ممارسة الفيس بوك».. مـــن الافتراضــي إلـــى الواقعــــي «ســورية لنــا.. وأنـــت أخــــــي»

ثقافة
الاثنين 19-1-2015
فاتن دعبول

برعاية وزير الثقافة عصام خليل استضافت صالة «تجليات» للفن التشكيلي معرض الفنان بطرس المعري بعنوان «ثلاث سنوات من ممارسة الفيس بوك»، وعن أهمية هذا المعرض ومبادرة الصالة لاحتضان الأعمال الفنية من جديد يقول معاون وزير الثقافة ماهر عازر: إن النشاط الثقافي والفني في سورية

لم يتوقف لكنه ربما تباطأ قليلاً ولكنه عاد ليقلع من جديد عبر نشاطات عديدة ليس أولها أو أخرها هذا المعرض للفنان بطرس المعري الذي يشكل معرضه حالة ثقافية متقدمة جداً فيها من التداعي العفوي باللون والفكرة والعمل ما يستطيع أن يصل إلى المتلقي على اختلاف شرائحه، واستطاع بطرس أن يؤكد هويته الفنية ويترك بصمة لنفسه مميزة في المسيرة الفنية السورية.‏

وأضاف: لا شك أن للمعرض دلالات كبيرة في أن الثقافة السورية اليوم لازالت هي العظيمة وتثبت في كل يوم استمراريتها متجاوزة كل العقبات والأزمات لتشكل كما كانت دائماً المنارة الفكرية للثقافة العربية، وما المعرض إلا إحدى المحطات الفكرية والجمالية في الآن نفسه وعودة صالة تجليات لنشاطها يؤكد أن المنابر الثقافية لا يمكن أن يخبو أوارها مهما كانت الظروف.‏

وعن هدف إقامة هذا المعرض يقول الفنان بطرس من مغتربه: إنه وإن هجرنا أهلنا ووطننا لكننا نفكر بهم دائماً، ففي دمشق من يستحق الحياة ويستحق أهلنا جميعاً في سورية عناء العمل والتحضير لتخرج أعمالنا بصورة لائقة ما أمكننا ذلك ومعرضي هذا هو مساهمة خجولة ضمن تلك النشاطات الثقافية التي يحاول البعض إقامتها في دمشق مغامرين بأرواحهم ليلقوا قصيدة في مقهى ما أو يلعبوا دوراً في مسرحية ما أمام جمهور قليل، نشاط يقارع الدمار وبشاعة ما يحدث، فهذه المدينة تستحق أن تبقى حية على مدار الساعة كما يستحق شبانها جهداً مهماً كان حجمه، ربما نستطيع أن نعيد للوطن ألقه والبسمة إلى ساكنيه جميعاً.‏

أما عن أعماله والتقنية المستخدمة فيقول: يحمل هذا المعرض مجموعة من الأعمال نفذت بتقنيات مختلفة على الورق بقياس صغير قبل السنة ونيف «3 سنوات من ممارسة الفيسبوك» وتحمل هذه الأعمال قصصاً وأفكاراً كتبتها على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي ليخرج هذا كله من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي ويصبح ملموساً ومرئياً، لا أعرف تحت أي مسمى يمكن أن تصنف هذه الأعمال، المهم أنني وضعت فيها ما أشعر به بصدق وعفوية بغض النظر عن قيمته الفنية‏

.‏

وتقول مديرة الصالة سهير نور الله أسعد: إن الفيسبوك كان بالنسبة للمعري فعلاً توعوياً ونقدياً ومعرفياً موجهاً للجميع وخصوصاً الشباب في محاولة لإطلاق التفكير والحوار لدى الآخرين ليجسد حالة من التواصل اليومي مع الوطن دونها بنبضها الأول على الورق لتصبح حقيقة في هذا المعرض، وما تلك السخرية التي نراها في أعماله إلا نوع من الاستفزاز الايجابي للخروج من الركود و الانطلاق نحو إنقاذ البلاد مما تعانيه، فهو لا يصور الحدث كما هو بل يحلله ويحيله إلى صورة لتصبح اللوحة عنده فعلاً متحركاً وجديراً بإثارة العواصف فينا لرفض كل فكر ظلامي.‏

ويقول عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة: إن المعرض استطاع أن يعبر عن شخصية الفنان وفكره وأنه ابن بيئته، استخدم تقنية التواصل الاجتماعي ليعبر بشكل مباشر تارة باللون و تارة بالكلمات وبعض الشخصيات التي اعتمدها في لوحاته، وهذا ما عهدناه من فنانينا وتبنيهم لقضايا أمتهم والتواصل مع أبناء وطنهم حتى مهما بعدت المسافة وفصلتهم عنه البحار و المحيطات.‏

ويبين المصور الضوئي فرج شماس أن المعرض يحكي عبر هذه اللوحات حالة حقيقية يعيشها الوطن استطاع الفنان أن يغوص في عمق الحدث ببساطة وسلاسة، حتى لنسطيع أن نقول إنه شكل مدرسة خاصة به لا يشبه بها أحداً، فمعرضه امتاز بالطرافة والعمق الفلسفي تارة والسخرية تارة أخرة ليوصل إلى المتلقي أفكاره وفلسفته.‏

أما ليلى كحالة زائرة للمعرض تقول: إن الفنان استطاع أن يعيش يوميات وطنه ويتأثر بها ويتواصل عبر الفيسبوك ليجسد ذلك في هذه اللوحات التي حملت الكثير من الحنين والكثير من الفلسفة وتضمنت ذاك العنف الذي يعاني منه وطننا وشعبنا.‏

والفنان بديع جحجاح يرى في أعمال المعري لفتة لطيفة وذكية وخصوصاً أن الناس في هذه المرحلة يتواصلون عن طريق شاشات الكومبيوتر وقنوات التواصل الاجتماعي واستطاع بذكاء أن ينقل هذا العالم الافتراضي إلى أرض الواقع بلمسات فنية متميزة وأبطال نعرف أكثرهم استثمرهم في لوحاته كلوحة «فان كوخ» وصديقه الذي يرجع له أذنه المفقودة وفي ذلك استحضار للتاريخ و الذاكرة.‏

وجدير ذكره أن الفنان بطرس المعري مواليد دمشق 1968 حاصل على إجازة في الفنون الجميلة قسم الحفر والطباعة، دكتوراه في مجال فن الكتاب المصور.‏

له العديد من المعارض الفردية مثل معارضه في باريس وهناك معارض مشتركة في دمشق وباريس والاسكندرية، وشارك في العديد من الندوات كما عمل في مجال كتب الأطفال وله ثمانية كتب باللغتين العربية والفرنسية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية