و تحقق أحلام الآباء و الأمهات و تشبع رغبتهم بنجاح يرفع الرأس ، و يكون مدعاة للتباهي بين الأهل و الأصدقاء ، كما يضمن مستقبلاًو مكانة اجتماعية لائقة تتناسب طرداً مع تحصيل علمي عالٍ ، و نيل الشهادات كبوابة عبور نحو الحياة العملية بأقدام واثقة غير واهنة .
و حالياً يخوض طلابنا معركتهم على مقاعد الامتحان في رهان حتماً سيكسبونه ، مسلحين بأقلامهم التي باتت أشبه بالرصاص الموجه نحو من راهنوا على استمرار العملية التعليمية في ظل ظروف قاهرة ، حيث وابل قذائف أحقادهم تمطر حرمة المدارس و الجامعات ، و تزرع طرق طلبة العلم بالموت اليومي المجاني .
في ظروفنا الطارئة التي فرضتها حرب آثمة ، لم يعد الامتحان مجرد معركة تعبئة فكرية و درجات تحصيلية يخطها المدرسون على أوراق الامتحان ، بل باتت أشبه بالتحدي و المبارزة العلنية بين طرفين شرسين أحدهما يمثل الظلام و الجهل ، و الآخر يشع علماً و نوراً ، بينما يصر كل من الطرفين أن يردي خصمه خاسراً ليعلن الانتصار و نهاية المعركة لصالحه .
و بينما يصر أبناؤنا من أطفال و مراهقين و طلاب جامعيين على متابعة الدراسة في ظروف استثنائية صعبة من برد و ظلام يفرضه انقطاع تيار كهربائي ، كما يعاني الكثير منهم الأمرين لضبط إيقاع التركيز في ظل تشتت فكري لفقدان الأمان النفسي و النزوح المكاني ، ليس بوسعنا إلا أن نشد من أزرهم و ندعمهم نفسياً من خلال التشجيع و التعزيز الايجابي ، و نحيطهم بالاهتمام و المحبة ليشعروا بالأمان ، و لتكن توقعاتنا منهم نجاحاً يتناسب و قدراتهم الفكرية و ظروفهم الحياتية ليكونوا قادرين على تحقيقها ، لا أن يقفوا عاجزين أمام توقعاتنا التي قد تحلق بعيداً عن الواقع .