متممات صبرها الجميل الذي يأتي إلينا و كأنه مسؤول الانتماء متوهج الاسئلة بما يسترحب بحرها من مدد العتب..
المدد الممتن بأرجوان الشكر والمعرفة..
كأنها القواميس خلت من أوزان الشعر، أو الحياة ربما خلت من نبض المحبة، من نبض أشياء بُعثرت بها أمجاد زمنٍ ولد بنا، ولد بين كلماتنا التائهة هناك، التائه بين قوميات حزننا القديم الجديد..
أشاهقُ يا زمن بجراحات عظيمة..
ونحن شاهقات وجعٍ ينتمي لذلك الزمن، شاهقات محبة ما زلنا نلقي عليها السلام..
ما زلنا نصلّي أوقات الاشتياق الجارح لكل شيء جميل، ما زلنا امتداداً لمتممات أمرٍ ما زال الأجمل..
هناك على ضفتي الزمن الواعد ما زلنا نقرأ حلماً بعمر كل شيء نبتغي الوصول إليه..
أشاهق يا زمن بمقادير المحبة اليتيمة، أشاهق يكتب قصائد بلا أحرف، كمن يمضي وراء اصحاحٍ خالٍ من الكلمات..
خالٍ من مفردات كنا لها الحروف و كنا رحيقاً ما زال يئنُّ..
يقال: نحنُ زيتون لكل العصور، نحنُ مشكاة ألفة..
مشكاة شوقٍ غير عابر إلى قارات الاستسلام..
يقال: الزمن جبل مضاء الذكريات، مضاء الأوجاع..
هو صور تُلتقط هنا و هناك..
وترانيم تغني: ألاّ ليت الزمان شاهقات غير موجوعة، غير يتيمة الانتماء، غير يتيمة الكلمات المخضرة..
أشاهق يا زمن بجملٍ التعجب المكتوبة ما بين كل حرف وآخر..
أشاهق بتمتمات وجعٍ ما زال يسري بنا، أشاهق بثقافة مازالت تُقرأ بروايات تكتبُ تفاصيل وقتنا..
تفاصيل الحدث بين فصول الحياة، بين فصول الحلم الآني بين بديهيات الزمن الجريح..
أشاهق يا زمن تعبر مشتاقاً إلى ضفاف الذكرى، ضفاف الغياب الأبدي، أهي اللغات كما قاراتنا تبكي أنين الجرح..
هذه القارات وإن كانت مضافة بطبيعة الحال والترحال..
أنت يا زمن شاهقات وجع مجرورة الحدود والقارات..
أنت متممات أمر شاهق الأوجاع، قصائده أساطير غير مبتغاة الحنين، هذه المتممات أمر تجفل منه كل النحويات..
أشاهق يا زمن بوجع المحبة، بوجع الفراق والافتراق..
بوجع الغياب الساكن فينا و الراحل منا وإلينا..
هناك على الدروب حيث طواحين الكلام و ربما طواحين البلاغة، بلاغة الشيء إذ افتعل زمن المسميات أو التسميات..
لا فرق بين الأوزان الناطقة و بين الأفعال الهائمة في دنيا الوجع، في دنيا التحدي، تحدي الذات أولاً وبناء أهرامات متعددة الأشكال، متعددة الاصحاح المادي والمعنوي في الوقت ذاته..
هناك حيث تولدُ الشاهقات من نبل الأوجاع ربما، و ربما من سياسة العض على الجراح، العض على سفرجل الأيام والأعوام، تلك الأعوام التي تمثل شاهقات ما نتحدث عنه..
شاهقات بركانية الاحتراق وربما بركانية القهر، بركانية الكلمات النازفة، هل تنزف الكلمات من ذواتنا قهراً..
هل تنزف المواعيد وتكون مشتاقة اللقاء، مشتاقة الرؤى..
مشتاقة الزمن و قرنفله الباقي..
أنكتبُ عن شاهقات وجعٍ ما زال ينبض بنا و نفتعل به..
نفتعل بتلك القادمات إلينا، بتلك القصائد التي تُلقى على أسماعنا و تُلقى في حضرة الذكرى، في حضرة الجلوس على أرائك الأحبة، على أرائك الوجع المتواجد في ملامح كل الوجوه، كل الأخيلة، أمعقول أن يدور بنا فلك الأيام..
ونكون نحن تلك الشاهقات و تراكمية الأحزان، تراكمية الأوجاع وحتى إذ لم نتكلم عنها، نكون شاهقات رغم عاتيات الدهر..
ننتظر الأيام حتى تأتي إلينا بمتممات خبرها الآتي..
ونكون جزءاً لا يتجزأ من متممات أمرٍ عظيم..