هو دولة العائلة.. فالعائلة المالكة لاتمسك بكرسي العرش،وحسب، كما هو الحال في أوروبا وبلدان أخرى ..وإنما تمسك بكل مفاصل الحياة السياسية والثقافية، والاقتصادية الكبيرة والصغيرة، الهامة وغير الهامة، و بالسلطة الدينية، حيث تعمل تلك السلطة على تمجيد الملك،والدعوة له، ومبايعته والسير خلفه، سمعاً وطاعة، لأنه ولي الأمر، وتكفير كل من يخرج على سلطة الملك، فسلطة الملك ... امتداد لسلطة الله، على الأرض، ليس في رحاب المملكة، وإنما على صعيد العالمين العربي والإسلامي، وبتعبير أدق « الملك ممثل الله المعتمد على العباد والبلاد..» فهو من يصدر أحكام القتل والذبح، وقتل العلماء، وشنقهم وقطع رقابهم، وأكثر من ذلك.. هو من يقرر من يحق له الحج إلى بيت الله الحرام، ومن لايحق له، كما هو الحال بشأن الحجيج السوريين الذي حرموا من ممارسة حقهم في الحج إلى بيت الله الحرام.. لاوجود في ممالك النفط.. لما يسمى «ديموقراطية» .. ولا وجود لمفهوم اسمه الشعب، والمؤسسات التشريعية .. فالشعب رعية «من الرعي» والملك هو الراعي، والقوات المسلحة، والأمن، كلاب الراعي على الرعية .. والوقائع في ممالك الرمال تؤكد ذلك.. في مدن الحجاز يمسك أبناء الأسرة المالكة، بكل شيء.. حتى بإطلاق اسم العائلة على «الحجاز» وهذا استلاب لحق الشعب التاريخي، والسياسي والثقافي والاجتماعي..ولأبناء هذه الأسرة الحق في ممارسة عهرهم، وسلطتهم، مهما كانت قاسية ودموية، لأن السلطة الدينية التي تقوم على الفلسفة الوهابية منحتهم هذا الحق.. ولهم الحق في المال، فأمير واحد من الأسرة السعودية، يمتلك من المال أكثر ماتمتلكه دول في العالم العربي، أو في أفريقيا.. وليس من حق احد أن يسأل «من اين جاء هذا المال.. وليس من حق أحد أن يسأل لماذا تقام محطات فضائية لنشر العهر السياسي والأخلاقي والطائفي والمذهبي، أليس هؤلاء وكلاء الله ، في وقت يحق لجماعة النهي أن يضربوا الناس وسوقهم إلى الصلاة.
مفتي دولة العائلة، اعتبر الملك السعودي بمثابة النبي..والخروج على النبي ارتداد عن الدين.. وبهذا المفهوم كانت احكام الإعدام التي تمت، ومن بينها إعدام الشيخ نمر النمر، لأن هذا الشيخ طالب بالمساواة، والعدل، والإصلاح .. ولأنه عمل بقول الرسول «أعظم جهاد قول كلمة حق في وجه سلطان جائر».
الخليفة عمر بن الخطاب طالب الناس: «إن رأيتم بي اعوجاجا فقوموه بحد سيوفكم»
وقال أيضا «خير الناس من أهدى إليّ عيوبي..» هذا الخليفة الراشدي قبل النقد ودعا الناس إلى ممارسته ..ولكن نقد الأسرة السعودية يكلف صاحب النقد عنقه.
تقول الأحداث إن سلطة دولة العائلة منذ قرابة المائة عام وإلى الآن .. تقوم على القتل والدم والرعب والتخويف والتكفير.. وأن ممارساتها منذ قيامها لم تتغير.. لافي السلوك ولا في الفكر .. بل تحول سلوك دولة العائلة إلى ثقافة، عمل على نشرها إلى خارج المملكة ، لبسط سيطرة دولة العائلة على العالم الإسلامي، وتحريكه وفق رغبات ومصالح ومخططات الجهات الحامية لمملكة العائلة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل.
إن كل مآسي العالمين الإسلامي، والعربي.. منشؤه اليوم هذا الفكر الوهابي الذي عملت الأسرة السعودية الوهابية على نشره، وتحويله إلى ممارسةلا للقتل، والذبح، والتكفير، تقول الدراسات أن ماصرف على نشر الفكر الوهابي في اوروبا وحدها خلال ربع قرن يعادل» اثنين وثمانين مليارا من الدولارات، في وقت تعاني فيه شعوب إسلامية كثيرة من الجوع والفقر والحرمان والتشرد.
وزير الشؤون الاجتماعية في هذا النظام الذي يدعي حرصه على الشعب السوري، قال نرحب بالنساء السوريات خادمات، ولهن الأفضلية على الفلبينيات، كم في هذا التصريح من احتقار للشعب العربي السوري، للأخوة العربية، والإسلامية، وهو النظام الذي يقدم اليوم نفسه وكيلا عن الله على العرب والمسلمين.. إذا كان الغرب راغبا في محاربة الإرهاب حقا.. فعليه أن يستأصل منابع الفكر الإرهابي، الذي تنشره الوهابية السعودية، والغرب يعرف جيدا، أن كل مانراه اليوم من إرهاب منذ احداث الحادي عشر من أيلول وإلى الآن مصدره النظام الوهابي السعودي، والواضح تماما في الخطاب الديني السعودي، وفي الخطاب التربوي، والسياسي، والمذهبي.