تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسؤول سابق في «سي آي إيه» يؤكد أن المملكة كانت تستعد للانفصال عن أميركا سياسياً واستراتيجياً .. نيويورك تايمز تزعم أن واشنطن تدعم مخططاً لتغيير نظام الحكم في السعودية

وكالات - الثورة
الصفحة الاولى
الأحد 10-1-2016
التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية أشد خطراً من معاداتها.. مقولة سياسية أثبتت صوابيتها للتعامل مع واشنطن وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وتأكدت هذه المقولة بعدما وقفت واشنطن مكتوفة الأيدي بل وساهمت في إسقاط أنظمة حكم عربية موالية مطلقاً لها.

مارتن إنديك، المساعد الأول السابق لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكينجز، قال إن الرياض ضربت بالتهديدات والتحذيرات الأمريكية عرض الحائط، لأنها بدأت تشعر ببوادر أزمة ومخطط أميركي لتغيير نظام الحكم في المملكة أو إسقاطه لصالح بروز قوى أخرى في البلاد، يكون لها دور مهم وفعال في حكم المملكة مستقبلاً.‏

وكان السيناريو الأميركي، يستهدف تكرار التجربة المصرية عام ٢٠١١ وإسقاط نظام حسني مبارك، والذي كان الحليف المقرب والرئيسي لواشنطن في المنطقة، لكن هذا لم يشفع له أمام المخططات الأمريكية التي رأت ضرورة إسقاطه.‏

وأوضح إنديك، في تحليل نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن سماء العلاقات السعودية الأمريكية، كانت ملبدة بالغيوم‏

الفترة الماضية، وقال: «في الحقيقة لم يكن هناك وفاق بين الرياض وواشنطن، تجاه الكثير من القضايا والرؤى على مدى السنوات الماضية، وبدأ التوتر في العلاقات منذ تزايد الشعور السعودي بأنهم هدف لمخططات أميركية لتقسيم المملكة وتغيير نظام الحكم».‏

ولفت إلى أن إعدام النمر، هو الإجراء الأخير في سلسلة إجراءات ومواقف وصدام بين الجانبين طوال الفترة الماضية، بدا مع هبوب رياح ما يعرف بالربيع العربي، ثم تعقد الوضع في سورية واليمن وأخيراً الاتفاق النووي الإيراني ، الذي اعتبرته المملكة المسمار الأخير في نعش علاقتها الإستراتيجية مع واشنطن.‏

من جانبه أوضح بروس ريدل، مسؤول كبير سابق عن شؤون الشرق الأوسط في المخابرات المركزية «سي آي إيه»، أن المملكة كانت تستعد للحظة الانفصال عن الولايات المتحدة سياسياً واستراتيجياً، وبدا الصدام واضحاً، عندما وبخ القادة السعوديون الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب سياسته في المنطقة، وتخاذله الشديد في إنقاذ حلفائه، فضلاً عن إثارة الفوضى في الشرق الأوسط، سواء من خلال التخلي عن مبارك أم في التوجه بقوة إلى إيران، وعدم اتخاذ موقف حاسم مما يجرى في سورية، وكان هناك بالفعل قلق سعودي من أن أوباما أو من سيأتي بعده سيفعل نفس الشيء معهم.‏

وحملت زيارات المسؤولين السعوديين المتكررة لواشنطن مشاعر الغضب والقلق تجاه السياسة الأمريكية، خاصة قبل وبعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران ، ووجه بعضهم سؤالاً مباشراً للمسؤولين الأميركيين : هل ما زلنا حلفاء ويمكن لنا الاعتماد على واشنطن أم لا؟‏

وكانت هناك تحذيرات من أن إيران وراء كل الأزمات التي تؤدي لزعزعة استقرار المنطقة، ولم تفلح محاولات أوباما في تهدئة مخاوف السعوديين، وجاء اتفاق يوليو العام الماضي بين طهران والقوى الدولية، ليمثل القشة التي قصمت ظهر البعير.‏

وخلص المحلل الأميركي إلى أن إعدام النمر، لم يكن رسالة لإيران فقط ، بل حمل أيضاً رسالة قوية مرتبطة بالسياسة الخارجية، مفادها أنه «إذا لم تقف الولايات المتحدة في وجه إيران، فإن الرياض ستفعل ذلك بنفسها».‏

كما أن هناك قلقا أمريكياً من سياستها في سورية ازداد خلال المحادثات حول سورية تشرين الأول الماضي ، وذلك بعد تراجع جون كيري عن مطالبة الولايات المتحدة بتنحّي القيادة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية