ففي خطوة قد تؤدي إلى تفاعلات خطيرة أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس على اعتقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين بعد مداهمة منزله في مدينة القدس المحتلة.
وبحسب ما نقلته قناة «الميادين» عن مراسلتها في القدس فإن مجموعة من قوات الاحتلال الإسرائيلية دخلت بزي مدني وسيارات مدنية منطقة جبل المكبر لكي لا تثير انتباه السكان وداهمت منزل المفتي مضيفة إن قلة من الجيران انتبهوا لاحقاً إلى أنه تتم عملية اعتقال المفتي.
وقال مدير المسجد الأقصى ناجح بكيرات إن الاعتقال جاء غداة الموقف المشرّف للمفتي تجاه ما يتعرض له «الأقصى» معتبراً أن اعتقال الشيخ حسين يدل على السياسة الإسرائيلية التي تسعى لبسط سيطرتها وسيادتها على المسجد الأقصى».
وفيما اجبر الحراك الشعبي الفلسطيني سلطات الاحتلال على اطلاق سراح المفتي حسين لا يزال رئيس لجنة المقابر الاسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة قيد الاعتقال، الذي اعتقل من جهة باب الأسباط وهو إحدى بوابات المسجد الأقصى المبارك.
ويأتي كل ذلك على وقع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى ومحيطه وفي هذا الإطار أفاد العاملون في المسجد الأقصى بأن عناصر من شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى أعاقت دخول المصلين من خلال فرض إجراءات مشددة واحتجاز بطاقاتهم إلى حين خروجهم من المسجد.
في الوقت نفسه شرع المستوطنون باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة عبر مجموعات صغيرة ومتتالية برفقة حراسات مشددة من شرطة الاحتلال التي كانت وزعت أول أمس إعلاناً على تجار القدس القديمة تطالبهم فيها بعدم عرض بضائعهم أمام محالهم لإفساح المجال لاختراق مسيرات المستوطنين شوارع وأسواق القدس القديمة خلال توجههم الى باحة حائط البراق.
مواجهات واعتقالات
وفي خطوة استفزازية أقدم مئات من المستوطنين على الدخول الى البلدة القديمة في القدس المحتلة من باب العمود بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، أدت إلى وقوع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والمستوطنين عند باب العمود، واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين المعتصمين أمام باب العمود في القدس المحتلة ما ادى الى اصابة عدد منهم بجروح بينهم صحفيان كما اعتقلت عددا اخر ومنعت وسائل الاعلام من نقل حقيقة ما يجري.
وكان مئات الفلسطينيين في القدس المحتلة اعتصموا أمس أمام باب العمود أحد أبواب المدينة القديمة في القدس المحتلة احتجاجا على اعتداءات الاحتلال الوحشية بحق المقدسات العربية الاسلامية والمسيحية وتدنيس المستوطنين ساحات المسجد الاقصى واقتحامه يوميا بحماية قوات الاحتلال اضافة للاعتداء الذي حصل على الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية واعتقاله.
وفي اطار سياسة الاحتلال التضليلية ومحاولة اخفائه حقيقة ما يجري أكدت وسائل اعلام عربية ومحلية في القدس المحتلة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على فرق وسائل الاعلام واعتقلت عددا من الصحفيين والمصورين من بينهم قناتا الميادين وفلسطين ومصور وكالة أخبار اسوشييتد برس.
وذكرت محطات تلفزيونية أن قوات الاحتلال انهالت بالضرب على النساء والشبان وكبار السن الفلسطينيين المعتصمين واعتقلت طفلين وشابا فلسطينيين وأمنت الحماية والحراسة لمستوطني الاحتلال كي يمارسوا استفزازات جديدة باقتحام البلدة القديمة في القدس المحتلة من جهة باب العمود كما وزع مستوطنون منشورات «تبشر» بإقامة مستوطنات جديدة في خطوة استفزازية دون رادع أو احترام لكل الدعوات الدولية الرافضة لاستمرار الاحتلال بإقامة المستوطنات.
ودعا الفلسطينيون المعتصمون الى انتفاضة ثالثة بوجه الاحتلال واعتداءاته اليومية ورددوا هتافات تؤكد أن القدس فلسطينية وعربية حيث وردت انباء عن انتقال المواجهات الى شارع سليمان القانوني وأن قوات الاحتلال أغلقت كل مداخل المدينة القديمة وأخرجت كل المصلين لتدخل حشود المستوطنين اليها.
إدانة
من جهة ثانية ادان تحالف القوى والفصائل الفلسطينية اقتحام المستوطنين الصهاينة للمسجد الاقصى معتبرا اياه خطوة خطيرة تمثل استهتارا بكل القيم والاعراف الدولية وتدنيسا للمقدسات الاسلامية والمسيحية.
واشار التحالف في بيان : الى ان هذه الخطوة جاءت بعد لهاث بعض القادة والزعماء العرب والتسابق على التنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية وتسول التسوية السياسية مع الكيان الغاصب وتقديم المزيد من التنازلات والتفريط والتخلي عن الأراضي العربية الفلسطينية من خلال الانخراط العربي الرسمي في المنظومة الفكرية الصهيونية والتي تفرض على المفاوض العربي نزع كل قدسية تاريخية عن تراب فلسطين المقدس من خلال مبدأ تبادل الأراضي والمساومة على القدس وحق العودة.
وحذرت القوى والفصائل الفلسطينية الكيان الصهيوني من مغبة الاستمرار في عدوانه مطالبة جماهير شعبنا وامتنا العربي والقوى والهيئات الانسانية والمجتمع الدولي ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالوقوف بحزم امام الاجرام الصهيوني والاعتداءات المتكررة على الأراضي والمقدسات.
واستغربت فصائل المقاومة الفلسطينية الصمت العربي المريب الذي يؤكد تواطؤ بعض الانظمة العربية الرسمية ودورها المشبوه في تصفية الحقوق الوطنية ارضاء لأمريكا وربيبتها اسرائيل.
كما أدانت وزارة الاوقاف الفلسطينية هذا الاقتحام وتسهيله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستنكر حسين العربي ممثل الرئاسة الفلسطينية الاعتداء على الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية واعتقاله مؤكدا أن اعتقال شخصية دينية وعلمية كالشيخ حسين يمثل خرقا فاضحا للأعراف والقوانين الدولية.
وأوضح العربي ان هذه الجريمة هي اعتداء على حرية العبادة ونوع من الاضطهاد الديني ومحاولة لتكريس وجود الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة مبينا أنها محاولة اسرائيلية لفرض الامر الواقع على المسجد الاقصى ضمن مسلسل التهويد الذى تحاول فرضه.
من جانبه أكد عدنان الحسين وزير شؤون القدس أن الانتهاكات الاسرائيلية بحق القدس المحتلة والشخصيات المقدسية وصلت الى مرحلة خطيرة جدا وهي تهدد حرية العبادة في القدس المحتلة.
وطالب الحسين العالمين العربي والإسلامي والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي وكل الاحرار والشرفاء في العالم بتحرك جدي لنصرة القدس ولجم الاعتداءات الاسرائيلية لان القانون الدولي ينتهك من قبل المستوطنين الصهاينة وسلطات الاحتلال مضيفا ان العالم لا يحرك ساكنا ازاء ما يحدث من انتهاكات في القدس المحتلة.
***
عالم بريطاني يقاطع مؤتمراً إسرائيلياً احتجاجاً على استمرارها باحتلال فلسطين
أعلن عالم الكونيات البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ مقاطعته لمؤتمر إسرائيلي احتجاجا على ممارسات الكيان الصهيوني واستمراره باحتلال الاراضي الفلسطينية .
ونقلت رويترز عن جامعة كامبريدج البريطانية قولها أمس: ان هوكينغ اعلن مقاطعته للمؤتمر الذي كان من المقرر ان يلقي كلمة فيه لينضم الى الداعمين للمجموعات التي تؤيد الفلسطينيين والتي تريد ان تعزل اسرائيل عن الساحة الدولية بسبب استمرارها في احتلال الاراضي الفلسطينية.
بدورها قالت اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين على موقعها على الانترنت ان قرار هوكينغ المستقل جاء بناء على معرفته بفلسطين ومشورة معارفه الاكاديميين هناك بالإجماع.
وبعد مقاطعته للمؤتمر أصبح هوكينغ واحدا من كبار العلماء الذين انضموا الى حركة مقاطعة اسرائيل.