وأكد جميل أن الامور في سورية تسير نحو حل سياسي وأن السوريين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم داعيا قوى السلم في العالم لمساعدة الشعب السوري في كسر الحصار الاقتصادي الذي يضرب المواطن البسيط ويطيل أمد الازمة ويقوي القوى المتشددة اضافة إلى العمل على منع تدفق المال والسلاح والمسلحين الاجانب إلى سورية.
وأشار جميل إلى وجود آلاف الارهابيين داخل سورية وهؤلاء لا حوار معهم ولا حق لهم بالحوار وأمامهم اما الاستسلام الكامل دون شروط أو التراجع والانسحاب أو القضاء عليهم بشكل كامل لان ذلك دفاع عن السيادة الوطنية.
ولفت جميل إلى أن القوى المتشددة من جميع الاطراف التي لا ترى حلا للازمة في سورية الا بالقوة تعزل نفسها شيئا فشيئا عن الشعب السوري حيث انه يعاد اليوم الاصطفاف في الفضاء السياسي بين قوى معتدلة موجودة في الطرفين وقوى متشددة مشيرا إلى أن هناك مسلحين مستعدين للذهاب إلى الحوار الا ان المتشددين منهم يقومون بذبحهم لعدم رغبتهم بالوصول إلى حل أو حوار.
ورأى جميل أن تمثيل المعارضة احدى النقاط الاشكالية في أي مؤتمر لانه لا أحد يستطيع أن يقول ماذا يمثل في الشارع ولذلك فلابد من تمثيل كل المعارضة وكل الاطراف حتي الوصول إلى توافق يفضي إلى صندوق الاقتراع معتبرا أن قوى المعارضة المعتدلة أصبح تأثيرها اليوم اقوى شعبيا وانه في حال حصلت انتخابات ديمقراطية فهناك احتمال ان يشكل هو الحكومة.
وراى جميل ان الازمة لها عوامل داخلية وخارجية وباعتبار ان سورية مستهدفة دائما من الخارج فمن غير المسموح ان نترك ثغرات في الداخل وان السياسات الحكومية الاقتصادية خلال العقد الاخير كانت خاطئة.
وأكد جميل أننا نريد المخرج الامن من أجل الحفاظ على سورية والتغيير بشكل تدريجي وديمقراطي اجتماعيا وسياسيا وهو ما سيصل بنا إلى سورية المتجددة مبينا أننا رفضنا أن نوضع أمام ثنائية اما الموافقة على التدخل الخارجي أو المعاناة تحت وطأة الارهاب. واعتبر جميل أن جوهر مؤتمر وزيري الخارجية الروسي والامريكي لا يضع الا مخرجا واحدا للازمة في سورية هو الحوار السياسي.
بدورها أكدت رئيسة الوفد ماغواير أن التزام قوى المعارضة بالحل السلمي والحوار والشفافية والتغيير الديمقراطي يشكل التزاما بالقانون الدولي وخاصة لجهة المصداقية وبناء الثقة المتبادلة مشيرة إلى ان هذا الالتزام يمكن أن يؤسس لمخرج من الازمة في سورية على أسس ديمقراطية وتعددية.
ولفتت ماغواير إلى ان اللقاء أتاح التعرف إلى مواقف ووجهات نظر مختلف القوى السياسية في سورية وخاصة ان العالم ينظر إلى سورية في هذه اللحظة والى الطريقة التي يمكن للسوريين حل مشكلاتهم من خلالها.
ورات ماغواير ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يشكل نموذجا يحتذى به كطريق ومخرج للازمة مشيرة إلى ضرورة تعزيز العلاقة بين المجتمعات المحلية والقيادات السياسية لايجاد حل ومخرج امن للازمة. واعربت ماغواير عن املها في ان تخرج سورية من الازمة التي تمر بها مؤكدة عزم الوفد على التعاون والعمل لتحقيق هذا الهدف الهام.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير عادل نعيسة أن الشعوب تعاني من الرؤية الناقصة لوسائل الاعلام لما يجري في سورية معتبرا أن أولوية السوريين يجب أن تنصب على سورية الجديدة دون النظر إلى القضايا الثانوية التي تعيق ايجاد حل سياسي للخروج من الازمة.
ودعا نعيسة كل فصائل المعارضة التي تحمل الوطن في صدرها وعقلها وقلبها إلى التركيز على الاولوية لان سورية تحتاج لجهود جميع أبنائها وتتسع لهم جميعا.
وأشار رئيس الهيئة الدولية لدعم المصالحة والتضامن مع سورية في تصريح للصحفيين إلى أن الكل يجمع اليوم على أن المسلحين وخاصة الغرباء منهم عن سورية هم الذين يعيقون الوصول إلى الحوار والحل السياسي وهو ما لمسه الوفد الدولي من خلال سلسلة لقاءاته خلال اليومين الماضيين لافتا إلى أن الوفد تبلورت لديه الصورة عن حقيقة ما يجري في هذه الحرب وكيفية ادارتها ووجود قوى خارجية تدعم وتمول وتسلح المسلحين لحسابات سياسية.
حضر اللقاء ممثلون عن عدد من الاحزاب والتيارات السياسية الوطنية المعارضة.
***
.. والشماط تستعرض الجهود الإغاثية التي تقوم بها الحكومة مع الوفد الدولي
في سياق متصل عرضت وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة كندة الشماط خلال لقائها الوفد الدولي للسلام أمس الجهود التي تقوم بها الحكومة فى المجال الاغاثي بالتعاون مع الجمعيات الاهلية لتقديم المساعدات الانسانية لجميع الاسرالمتضررة من الاحداث الجارية فى سورية.
ولفتت الشماط الى ان المساعدات الدولية الاغاثية لا ترقى الى المستوى المطلوب وخاصة فى ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري موضحة ان عدد المتضررين بلغ نحو اربعة ملايين داخل سورية فيما بلغ عدد المهجرين خارج الحدود نحو 600 الف الا ان بعض الدول تضخم هذا العدد بغية الحصول على معونات اضافية من المنظمات الدولية.
بدورها اكدت مايريد ماغواير رئيسة الوفد الدولي للسلام ان الحكومة السورية تواجه تحدياً كبيراً بالنسبة لتأمين المساعدات الاغاثية المطلوبة للأسر المتضررة وهي تقوم بواجبها وبمسؤولياتها تجاه المتضررين لافتة الى ضرورة ان يقوم المجتمع الدولي بمساعدة الحكومة السورية والعمل على اعادة الامن والامان الى سورية لتسهيل عودة الاسر الى اماكن سكنهم الاصلية.
وشددت ماغواير على ضرورة رفع العقوبات عن الشعب السورى ليتمكن السوريون من تأمين مواردهم وحاجياتهم بالشكل اللائق.
واشارت رئيسة الوفد الى ان المدنيين ينزحون من الاماكن التى يدخلها المسلحون موءكدة انه علينا ان نطلب من المسلحين عدم الدخول الى الاماكن المأهولة حفاظاً على السكان المدنيين ليعود الامان.
وبين اعضاء الوفد ان الهدف من الزيارة هو التعرف على الالية التى يمكن فيها تقديم الدعم والمساندة للشعب السورى حتى يتجاوز محنته وايجاد السبل الكفيلة بمساعدة الفئات الاكثر ضعفا في المجتمع كالنساء والاطفال وتجنيبهم الاثار السلبية للازمة.
ويضم وفد السلام الذي يزور سورية برئاسة ماغواير الناشطة من ايرلندا الشمالية والحائزة جائزة نوبل للسلام أكثر من 16 ناشطاً وصحفياً من استراليا وأمريكا وكندا والبرازيل ولبنان اضافة الى اعضاء من اللجنة الشعبية السورية للمصالحة الوطنية.