حيث استطاع هذا المشروع ان يخفف من حدة الاعباء المعيشية عن مجموعة كبيرة من الشباب المتضرر عبر اعادة دمجه و تشغيله في سوق العمل لتوفير مصادر رزق تنهض بواقعه الجديد.
ويقول ابراهيم عزو مدير المشروع ان الهدف الأساسي لهذه الورشة هو خلق فرص عمل للوافدين والمتضررين ممن فقدوا مصدر رزقهم وعيشهم بعد رحيلهم عن مناطق سكنهم الاصلية بفعل الاعمال الارهابية ليجدوا انفسهم بلا عمل بالاضافة الى مساعدتهم في التدريب على حرفة الخياطة و تصميم الألبسة و إكسابهم مهارات نوعية في هذا المجال بحيث تكون لهم مهنة عمل مستقبلية تضمن لهم عيشا كريما.
وأضاف تم افتتاح المشروع بمبادرة من الجمعية التي طرحت الفكرة و اعدت الجدوى الاقتصادية اللازمة بمساعدة لجنة متخصصة على مدى شهرين من الزمن اعقبها اجراء مسح ميداني للتعرف على الأسر المهجرة الأكثر عوزاً وحاجة حيث تمت الموافقة على المشروع وانجازه بموجب عقد موقع مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي في سورية.
وأشار عزو الى ان المشروع سيستمر لثمانية اشهر يوضع بعدها تحت الإدارة الكاملة لجمعية مصياف لمواصلة عمله و تحقيق أهدافه الإنسانية ذات الطابع الإنمائي متمثلة بتشغيل أكبر قدر ممكن من الوافدين والمتضررين.
اما جيلا الدرزي احدى المشرفات الاداريات على المشروع فاوضحت ان العمال موزعون على قسمين الاول اداري و الثاني انتاجي حيث يضم الاخير 34 عاملا 29 منهم من الإناث و الباقي ذكور و قد تم تجهيز المشروع الذي يقع مقره في الحي الشمالي من المدينة بمختلف الآلات والتقنيات التي تساعد في صناعة الألبسة ومنها حوالي 20 ماكينة خياطة وحبكة ودرزة.
ويمتلك المشروع اليوم كل مقومات النجاح وفق جيلا فالكادر العمالي هو في أغلبيته كادر متخصص في التصميم وصناعة الألبسة كما ان الخطة الموضوعة تستهدف صناعة ألبسة ذات مواصفات عالية وبأقل التكاليف الممكنة و في هذا الامر ما يناسب شريحة واسعة من المستهلكين ولا سيما ان المدينة تفتقد لمثل هذه الورشات.
وقالت كل ما نأمله هو مواصلة العمل لعدة سنوات قادمة من أجل المحافظة على مورد رزق العاملين المهجرين والوافدين وهو ما يضعنا امام تحديات كبيرة لاثبات الجدارة والقدرة في هذا الميدان.
اما مبدأ عمل المشروع فيقوم على دخول سوق التصريف بموديلات وأزياء جديدة أو العمل وفق الطلب حيث اوضحت الدرزي أن الورشة استطاعت على مدى شهرين فقط من انطلاقتها ان تجد لمنتجاتها موطئ قدم في سوق صناعة الالبسة المحلية في المدينة كما ان هناك العديد من الأفكار المستقبلية للقائمين على المشروع و التي من شأنها ان تساعد على تحسين موقعه في هذا المجال ومنها توسيع نطاق العمل ليشمل في وقت لاحق صناعة البياضات و افتتاح صالة مصغرة لعرض منتجات الورشة وبيعها مباشرة للمستهلك و بأقل تكلفة ممكنة.
من جانب اخر ذكرت صفاء ترميني و هي والدة لأربعة أطفال و تعمل في الورشة بعد تهجيرها من مدينة حلب انها تعرفت على المشروع من خلال فريق المسح الذي أخبرها عنه مشيرة الى انها اعجبت بالفكرة و تقدمت للعمل الذي تزاوله اليوم بكل كد وجهد في محاولة لتحسين ظروف حياتها بعد ان انتقلت للعيش في مسكن مستأجر في مصياف فصارت لديها قدرة على مساعدة زوجها في تأمين معيشة أطفالهم و تحسين ظروف دراستهم ودفع أقساط المنزل الذي يسكنونه.
وأضافت كان لدي خبرة بسيطة في مجال الخياطة حيث عملت سابقا على نحو فردي في منزلي اما اليوم و بفضل المشروع فقد تمكنت من اكتساب خبرة جيدة تؤهلني للعمل في أي مشغل خياطة و لو انني آمل الاستمرار في العمل بهذا المشروع.
اما أحمد نكاش وهو ايضا عامل في المشروع و رب أسرة مكونة من 3 أطفال فأوضح انه أتى الى مصياف بعد تهجيره بفعل الاعمال الارهابية التي قامت بها المجموعات المسلحة في داريا ورغم انه شعر بالطمأنينة في هذه المدينة الوادعة وبين ابنائها الودودين الا ان تأمين لقمة العيش بقي هاجسا يلاحقه طوال الوقت حتى التحق بالعمل في هذا المشروع.
وقال في هذه الورشة وجدت فرصة عمل كريم يجنبني القلق و الخوف من الجوع و قد انعم الله علي بوجودي هنا وسط أصدقاء ومحبين اعيش و اياهم كأننا اسرة واحدة وخاصة انني اتقاضى حاليا راتبا يساعدني على إعالة أسرتي دون الحاجة لأية مساعدة كانت و هو اكثر ما كنت اطمح اليه.
الامر نفسه اكد عليه أمجد مجر الذي يعمل في الورشة كمصمم أزياء حيث اوضح ان هذه المهنة هي مهنته الاصلية منذ سنوات لكنه لم يستطع مزاولتها منذ قدومه الى مصياف مهجرا من ريف دمشق نظرا لقلة ورشات الخياطة في المدينة و هكذا وجد نفسه يصارع قوت ابنائه الاربعة يوميا الى ان حالفه الحظ بالعمل في هذا المشروع حيث تم قبوله فورا نظرا لخبرته الطويلة في مجال الخياطة.