هي حرمة دم الأبرياء وتشظي الإرهاب الذي يضرب بنحر من يحاول العمل بتمائمه وتعويذاته الشيطانية الإجرامية فترعب أهل الشعوذة السياسية... وهو الغرب ذاته الذي أوعز لخيم الديمقراطية وساسة النوق بتصدير حرية دموية باتت منتجاتها تصل إلى صدورهم فتعلو الصرخات وتبدأ المسيرات والصلوات في جنازات الضحايا المقتولين بأيدي من ساروا في شوارع باريس إلا ما خلا ربي, فكان المارّون الذين أخذوا صلواتهم وكلماتهم وألقابهم وانصرفوا وبقي من يحارب الإرهاب عن العالم كله يقاتل بحق.
بلجيكا التي صدّرت ما يقارب الـ 300 إرهابي إلى عديد التنظيمات التكفيرية تدعو لوضع لائحة أوروبية بالمقاتلين الأجانب المنضوين في صفوف الإرهابيين ليهمس متابع ومهتم بالأحداث أن الولايات المتحدة الأميركية لديها كل اللوائح وأكبر قاعدة معلومات عن هؤلاء المرتزقة.
الكلام لوزير الداخلية البلجيكي قبيل دخوله الاجتماع الوزاري الدولي أمس في باريس حول مكافحة الإرهاب حيث قال إن التعاون بين أجهزة بلداننا بالغة الأهمية ويجب وضع لائحة أوروبية للمقاتلين الأجانب.
وزير العدل الأميركي طيَّب على كلام وزير الداخلية البلجيكي وأشار إلى نية الولايات المتحدة عقد قمة في الـ 18 من شباط القادم للبحث في سبل محاربة التطرف تستضيفها هي في العاصمة واشنطن بهدف توحيد الامكانيات.
الفرنسيون نسجوا تصريحاتهم بإقرار مبطن وضعوا فيه التصريح وأبدوا فيه التلميح فانبرى وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ليؤكد أن ظاهرة «المقاتلين الأجانب» في العراق وسورية ساعدت على انتشار الإرهاب ليقول علينا مواجهته باستراتيجية.
رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومنيك دو فيلبان وضع يده على الجرح ولكن بعد فوات الآوان. حيث أكد ان تنظيم «داعش» الإرهابي وليد مشوه لسياسة الغرب المتغطرسة التي ضاعفت بؤر الإرهاب حول العالم.
ووصف دو فيلبان في حديث للقناة التلفزيونية الفرنسية (بي اف ام) قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما بتشكيل تحالف دولي لمحاربة «داعش» أنه خطير وسخيف لانه سيعمل على مضاعفة البؤر الإرهابية.
وقال دو فيلبان ان تنظيم «داعش» يكشف الإرهاب الحقيقي ويبرىء المسلمين من هذه الاعمال الاجرامية مطالبا الغرب بالوقوف امام الحقيقة المؤلمة التي شارك بقوة في صنعها.
وشدد دو فيلبان على ان الوقت حان لأن تتعلم أوروبا والولايات المتحدة من تجربة الحرب على أفغانستان لانه في عام 2001 كانت لدينا بؤرة إرهاب رئيسية واحدة أما الان وبعد خوض عمليات عسكرية على مدار الـ13 عاما الماضية شملت أفغانستان والعراق وليبيا ومالي أصبحت لدينا نحو 15 بؤرة إرهابية بسبب سياستنا المتناقضة.
فيما يحاول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وحكومته تجنيد العالم لمساندة بلاده بعدما بدأ الإرهاب الذي دعموه منذ العام 2011 يرتد عليهم ويصيبهم بعقر دارهم اثر الاعتداء الإرهابي على اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية بوسط باريس الاربعاء الماضي والذي ادى لمقتل 12 شخصا واصابة اخرين واعقبه عمليات إرهابية اخرى حيث اتخذت الاجهزة الفرنسية اجراءات غير مسبوقة لملاحقة اثنين فقط من الإرهابيين المشتبه بارتكابهما الاعتداء على الصحيفة الفرنسية.
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون..نحن في بريطانيا نواجه تهديدا مماثلا لما جرى في فرنسا يتمثل بالتطرف المتعصب وهو تهديد عاش معنا عدة سنوات واعتقد انه سيستمر معنا لعدة سنوات قادمة. مبشراً بذلك بسنوات من الإرهاب المرتد إلى أحضانهم.
** ** **
مسؤولون استخباراتيون: أحداث فرنسا كشفت قصور قدرات وكالات التجسس ومكافحة الإرهاب الغربية
سانا- الثورة:
أكد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وأوروبيون أن الأحداث الدامية التي شهدتها فرنسا مؤخرا أظهرت قصور قدرات وكالات التجسس ومكافحة الإرهاب الغربية التي تملك في معظم الأحيان معلومات عن مرتكبي مثل تلك الأعمال لكنها تعجز رغم ذلك عن منعهم من ارتكاب جرائمهم.
ونقلت رويترز في تقرير عن مجموعة مسؤولين استخباراتيين غربيين إن السلطات الفرنسية قلصت مستوى متابعتها للشقيقين سعيد وشريف كواشي اللذين شنا الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الأربعاء الماضي في باريس وذلك عندما تصرفا بطريقة عادية خلال السنوات القليلة الماضية.
وأكد المسؤولون أن وكالات الاستخبارات الفرنسية والأمريكية صنفت سعيد كواشي وشقيقه شريف ضمن الأشخاص الذين يحتمل أن يرتكبوا أعمالا إرهابية حيث اعتبرا من الأهداف ذات الأولوية الكبيرة لعمليات الرصد والمراقبة بعد أن تورط شريف في جماعة تعمل على تجنيد فرنسيين لمصلحة تنظيم القاعدة في العراق وبعد أن تسلل سعيد إلى اليمن عام 2011 للتدريب مع تنظيم القاعدة.
وأوضح المسؤولون أنه يتوجب على وكالات إنفاذ القانون والتجسس تخصيص ما يصل إلى 30 فردا يوميا لمراقبة شخص واحد من المشتبه بهم ومتابعة كافة الاتصالات المشبوهة والأشخاص الذين يقابلهم مؤكدين ان تسلل آلاف الأجانب للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية مثل تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وعودة الكثير منهم إلى بلادهم بما اكتسبوه من خبرات قتالية يعقد من التحديات التي تواجهها تلك الوكالات.
يشار الى أن إدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي اكد سابقا أن معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية ام آي 6 والموساد ووكالة الأمن القومي الأمريكي مهدوا لظهور تنظيم (داعش) الإرهابي.
** ** **
هجمات «شارلي ايبدو» تطلق لسان كيري المنغمس بدعم الإرهاب: مصممون على التصدي للمتطرفين
سانا-الثورة:
مناورة أميركية جديدة باسم الحرية، فكيف لمن ينتهك الحرية ويغذي الإرهاب أن يتحدث عن الحرية، إنه النفاق الأميركي الذي يتماشى مع المصالح الأميركية فقط.
وقد جاءت الهجمات على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية يوم الأربعاء الماضي لتطلق لسان السيد الأميركي للتحدث عن الحرية المزعومة، الحرية التي تنطلق من قاموس الأميركي فقط، متناسيا أن بلاده تفرش غطاءها لتغطي على الإرهابيين في سورية والمنطقة.
ومن الهند هاهو وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعتبر أن أي عمل إرهابي لن يوقف أبدا مسيرة الحرية، مشيرا بذلك إلى الاعتداء الإرهابي الذي ارتد على فرنسا واستهدف أسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كيري قوله على هامش زيارته للهند صباح أمس: إننا متضامنون مع الفرنسيين الذين يسيرون اليوم تكريما لضحايا الهجوم الذي سقط فيه قتلى على مكاتب صحيفة شارلي ايبدو في باريس، مضيفا إننا نقف إلى جانب الفرنسيين ليس بالتعبير عن الغضب والاستياء فقط بل بالتضامن والتصميم على التصدي للمتطرفين وللقضية التي تثير خوف المتطرفين وهي الحرية.
هذه المواقف الأميركية التي تظهر «تعاطفا» مع ضحايا الإرهاب يراها مراقبون أنها لا تعبر عن حقيقة الموقف الأميركي والذي أسهم بشكل مؤثر في صناعة الإرهاب وتمدده عبر العالم، ولا يزال يستمر في هذا الموضوع من خلال الإصرار على دعم التنظيمات والمجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت قتلا وتخريبا في سورية على مدى السنوات الماضية بالمشاركة مع حلفاء الولايات المتحدة الغربيين ومن بينهم فرنسا نفسها، إضافة إلى أدواتهم في المنطقة من نظام رجب طيب اردوغان إلى ممالك ومشيخات الخليج.
تصريحات كيري هذه تأتي بعد أن كان مسؤول أميركي أعلن أن الرئيس باراك أوباما لن يشارك في باريس بـ «مسيرة الجمهورية» التي تنظمها السلطات الفرنسية استنكارا للهجوم على الصحيفة والهجمات التي تلته وأدت إلى سقوط 17 قتيلا و20 جريحا.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان أكد أن سياسات الغرب المتغطرسة أدت إلى تضاعف بؤر الإرهاب حول العالم وولادة تنظيم «داعش» الإرهابي.