والمستفيدين من ظاهرته، ولكن الشكوك الآن تحوم حول حجم مسؤولية الدولة الفرنسية عن هذا الهجوم ومدى تورط أجهزتها الأمنية فيه، فمن الواضح أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يشكو من شح شعبيته وتعاظم عدد معارضيه والناقمين على سياسته داخليا وخارجياً يريد أن يجير القضية لمصلحة حزبه في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وخاصة انتخابات الرئاسة التي تبدو حظوظه فيها أقرب إلى حظوظ إبليس في الجنة.
فمنذ لحظة الإعلان عن الهجوم بدا هولاند رصيناً ومتماساً على غير عادته وفطناً أكثر من حقيقته بحيث لم يطلق ردات فعل غبية تزيد الأمر سوءاً، في حين كان رد فعل السلطات الفرنسية أسرع مما عودتنا عليه في قضايا مشابهة، بحيث قضت على الفاعلين المفترضين بسرعة تحسب عليها لا لها، حيث كان من المفروض أن يتم القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة لترى فيهم رأيها، وأن يستفاد من اعترافاتهم في كشف بقايا عناصر الشبكة المنفذة، حيث يبدو واضحاً أنها شبكة واسعة ولها امتدادات داعشية قاعدية من العراق وسورية وصولا إلى أفغانستان واليمن، ولا يستبعد أن يكون بعض عناصرها يقيمون في أحد فنادق تركيا أو باريس استعداداً للعملية التالية التي قد تنقذ هولاند من سقوطه السياسي أو تقضي على مستقبله السياسي بشكل نهائي..!
ولا تبدو الشكوك حول سهولة تنفيذ الهجوم بأقل من الشكوك التي تحوم حول سرعة القضاء على المنفذين ولا بأكبر من الشكوك حول سرعة هولاند في استغلال الحادث، ويبقى السؤال المطروح كيف يتحرك هؤلاء الإرهابيون بهذه السهولة بين مطارات فرنسا وتركيا وغيرهما دون أن تشعر بهم الاستخبارات الفرنسية وهم معروفون بتطرفهم وانتمائهم للقاعدة، وسبق لهم أن هددوا الصحيفة الباريسية..؟!
في كل الأحوال لا تبدو فرنسا ضحية بريئة للإرهاب كونها تشارك في دعمه وتسليحه على الساحة السورية، فجبهة النصرة التي أشاد بها وزير خارجية فرنسا هي فرع من القاعدة ولا تقل بشاعة عن داعش أم أن للفرنسيين رأي آخر..؟!