ولأننا أبناء الحياة على ما يحمله هذا التعبير من فلسفة يظنها البعض هروبا من ظروف وزمن قاس، زمن نكاد نفقد فيه مقومات الحياة حسب مقاييس البشر، لكننا نسعى ليكون عنوانا لمرحلة صعبة نمر بها وشعارا لحياتنا متحدين تلك الثقافات الوافدة من خلف المحيطات والبحار، ثقافة الموت والدم، لكننا لم نعتد الهروب من الواقع مهما قست مفرداته بل لا بد أن ترد بضاعتنا لنا و هي المحبة والخير والسلام، ولا شيء يفسد وثيقة عيشنا وأملنا بأن يكون المستقبل المضيء لنا، ولا بد أن تنهض سورية شامخة فوق حطام ازمتنا مخيبة آمال كل المعتدين والحاسدين.
فجولة سريعة في تفاصيل الحياة اليومية نجد أن الحياة تنبعث من جديد في كل لحظة وفي كل شارع وكل حي وفي زقزقة العصافير وتحليق الطيور وابتسامة طفل وبطولة جندي يقف غير هياب للموت يستقبله بقلب يفيض وفاء لكل ذرة تراب من هذا الوطن العزيز.
صور حياتية لم يستطع كل حقد الحرب ان يمحوملامحها التي تشكلت منذ آلاف السنين، بل لازالت تضج بالحياة والأمل وايمان بأن السوريين هم أبناء الحياة ويستحقونها وهم أبناء المحبة وهم أولى بها، فالمحبة ثقافتهم وسمة حضارتهم، وسورية هي لكل السوريين ولهم وحدهم الحق في ترتيب حياتهم كما يشاؤون فطوبى لشعب لا يعرف لليأس طريقا بل لاتزال بوابات الأمل بالنصر القريب مفتوحة على مصاريعها، والنصر آت لامحالة.