الإسرائيليون تصدروا المشهد، وسمحت ازدواجية المعايير للإرهابيين نفتالي بينت، ومعلمه بنيامين نتنياهو قاتلي أطفال غزة، أن يتظاهروا في شوارع باريس ضد الإرهاب ويتصدروا الصف الأول في مسيرة أقل ما توصف به أنها مسيرة العار والنفاق.
رئيس وزراء حكومة العدالة والتنمية التركي وشريك داعش بقتل السوريين واللصوصية الدموية وسرقة النفط السوري من خلال رعايتها للتنظيم الإرهابي وتهريب الإرهابيين إلى سورية عبر الحدود، كانت في صدارة المشهد شاركت لتمثل الإرهابي أبو بكر البغدادي أكثر مما تمثل الشعب التركي.
إذاً هي المعايير المزدوجة تتحكم بالمشهد، أن يصل القتل إلى قلب أوروبا، فذلك يكفي لتتضامن الكرة الأرضية كلها معها، ولكن أن نُقتل يومياً في بلادنا فذلك من بديهيات الزمان، والمصيبة أن ذلك ليس موقفاً غربياً فحسب، هو موقف الأعراب أيضاً، تهزه جريمة تقع في أوروبا أو أميركا فيتداعى للاستنكار والتنديد والتظاهر، إنهم عديمو الإنسانية من ينتفضون لقتل 12 شخصاً في فرنسا ولا ينتفض لقتل الآلاف في سورية والعراق حيث يفتك الإرهاب بالأبرياء، ولا يكون ذلك كافياً لنتضامن مع أنفسنا.
الدرس الذي تقدمه جريمة باريس البشعة والمدانة هي أن تعزية الضعفاء للأقوياء لا تعبر عن مشاعر التعاطف دائما، بل عن الذلة والهوان، والاعتراف بأن دماء الغرب دماء، ودماءنا ماء، وأن حبل النفاق الغربي والعربي بات قصيرا وأن من يريد صد الإرهاب عن أوروبا وأميركا عليه أن يتراجع عن دعمه في سورية والبلاد العربية، عبر تجفيف منابعه وتطبيق القرارات الدولية بهذا الخصوص، لأن تفكيك منصات العدوان هو شرط الوجوب لإنقاذ الشعوب الأوروبية من إرهاب التكفيريين الذين تورط الغرب بدعمهم وتمويلهم.
مسيرة باريس مسرحية ويمكن القول براحة ضمير إن من تصدروا المسيرة الاستنكارية كانوا هم المسؤولين عن خطة إعادة توجيه الإرهاب التكفيري في العالم لاستعماله في الحرب ضد سورية.
daryoussi@hotmail.com