|
نصر الله : أحبطنا أهداف حرب تموز .. وأحلام فريق السلطة بدأت تتلاشى الثورة وحمل نصر الله في كلمة القاها أمس من مدينة بنت جبيل بمناسبة ذكرى شهداء الوعد الصادق على كل من يحاول التشكيك بذلك عبر الكذب ووسائل إعلام الفريق الحاكم التي تعتمد على التلفيق والتضليل. وأكد أن المقاومة احبطت اهداف حرب تموز وأثبتت أنها لا تنتقم ولا تثأر ولا تحاكم ولا تنفذ الأحكام بحق أحد. وقال نصر الله ان احلام فريق السلطة بدأت تتلاشى موجها رسالة الى الداخل اللبناني بأن المقاومة وحزب الله وقوى المعارضة لا تطمح لحكم لبنان أو الاستئثار بالسلطة وأقصى ما تطمح اليه هو الوصول الى شراكة سياسية وتأمين الخدمات البسيطة لبلداتنا وقرانا والتعاطي معنا كالبنانيين وليس كمواطنين من الدرجة الثانية مشيراً الى ان الاتفاق الذي وقعه حزب الله مع التيار الوطني الحر هدفه ابعاد اللبنانيين عن الفتنة والاقتتال.
وجدد القول ان الحكومة الحالية فقدت ثقة اللبنانيين وفقدت الشرعية بسبب رفضها المشاركة الوطنية واصرارها على الاستئثار بالسلطة, وطالب اللبنانيين بالعودة الى الحوار بما يخدم مصلحة لبنان الواحد والعيش المشترك. وخاطب نصر الله المجتمع الدولي الذي يغض النظر عما تملكه اسرائيل من اسلحة فتاكة تقتل بها الشعب اللبناني والشعوب العربية ان حزب الله يمتلك صواريخ قادرة على الوصول الى اي نقطة في فلسطين المحتلة في حال جددت اسرائيل اعتداءاتها على لبنان وان المقاومة ستدافع عن نفسها وشعبها وبلدها ولن تطلب من احد أن يدافع عنها. وسنتمسك بهذه المهمة وهذا الواجب حتى يمتلك الجيش اللبناني العتاد والامكانيات التي تمكنه من الدفاع عن الوطن. واكد نصر الله ان الفشل البري لإسرائيل في حرب الصيف الماضي هو الذي منع الاهداف السياسية للحرب ومنع تطبيق القرار ,1701 واكد ان المقاومة انتصرت استراتيجيا وان انتصار المقاومة هو الذي سيصنع شرق اوسط جديداً ينتمي الى المنطقة وتاريخها. وجدد التأكيد بأن الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى حزب الله لايمكن ان يفرج عنهما الاّ بالتفاوض غير المباشر ومقابل عودة اسرانا الى بيوتهم. ودعا نصر الله فريق السلطة الى عدم المراهنة على المتغيرات الاقليمية والدولية والعودة الى الحوار والابتعاد عن المكابرة وأكد أن المعارضة لا تبحث عن سجالات مع فريق السلطة. واجرى السيد نصر الله مقارنة بين حربي 1982 وتموز 2006 اللتين شنتهما اسرائيل على لبنان, واكد ان الحرب الثانية هي الاخطر على لبنان والمنطقة من حيث الاهداف والنتائج التي ارادتها اسرائيل. واوضح السيد نصر الله انه في حرب 1982 كان هناك نقاش حول الدور الاميركي في الحرب بينما في 2006 لمسنا قراراًاميركياً معلناً داعماً للحرب سياسياً ومادياً.بل ضغط على اسرائيل لموصلة الحرب. وفي حرب 1982 كان هناك ايضا التباس حول الموقف الدولي والموقف العربي بينما في 2006 كان هناك تبن دولي وغطاء عربي واضحان للحرب. وفي حرب 1982 اعلنت اسرائيل ان هدفها هو القضاء على منظمة التحرير واخراجها من لبنان واقامة سلطة سياسية لبنانية موالية لاسرائيل ثم عقد اتفاق ملحق لبنان نهائيا بالمشروع الاسرائيلي - الاميركي. في حرب 2006 كانت الاهداف ابعد من ذلك تتجاوز لبنان باتجاه اقامة شرق اوسط جديد على انقاض لبنان ومن خلال دماء ابنائه وفق مااعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندا ليزارايس. واوضح السيد نصر الله انه طرحت اهداف محددة للحرب تتمثل في القضاء على المقاومة اللبنانية وبسط نفوذ سلطة الفريق الحاكم الحالي على لبنان وهذه مسألة طرحها الاسرائيليون بوضوح وصراحة منذ الايام الاولى للحرب وهذه مسألة شائنة بحق هذا الفريق حتى لوكان الطرح الاسرائيلي تم دون التنسيق معهم. واضاف نصر الله ان الحكومة الاسرائيلية كانت تخطط أيضاً في الحرب الثانية لعقد اتفاقات امنية مع الحكومة اضافة الى هدف تفصيلي استعادة الجنديين الاسيرين دون قيد او شرط. وتساءل السيد نصر الله : ماذا تحقق من هذه الاهداف? واوضح انه بالنسبة لحرب 1982 تمكنت اسرائيل من تحقيق بعض الاهداف مثل ضرب واخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان واحتلال جزء كبير من الاراضي اللبنانية حتى بيروت وفرض حكومة بقوة الدبابات عبر اتفاق 17 ايار. لكن هذه انجازات لم تعمر طويلاً وسرعان ما انهارت نتيجة التطورات الدولية وولادة المقاومة اللبنانية حتى انكفأت اسرائيل الى الشريط الحدودي عام 1985 وسقطت اهداف الحرب وصولاً الى حرب تموز 1993 وعناقيد الغضب 1996 والتي فشلت جميعاً بسبب صمود المقاومة والشعب اللبناني الى موعد الانتصار الكبير في 25 ايار عام 2000 حيث تم طرد المحتل من معظم الاراضي اللبنانية. اما بالنسبة لاهداف حرب 2006 فقد اوضح السيد نصر الله انها سقطت جميعاً خلال 33 يوماً من الحرب وانقلب السحر على الساحر حيث لاشرق اوسط جديداً وبلعت كوندا ليزارايس لسانها الى الابد, ولم يتمكنوا من القضاء على المقاومة او نزع سلاحها او المس ببنيتها الجهادية, واكد ان المقاومة هي اليوم اقوى واصلب مماكانت عليه قبل الحرب. وقال ان الحكومة الحالية فقدت ثقة اللبنانيين بفعل ادائها واستئثارها ورفضها للشراكة الوطنية, ماجعلها حكومة غير شرعية وخرج مليون ونصف المليون لبناني ليقولوا لهذه الحكومة بأنها فاشلة وعليها الرحيل وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد ذهبت احلام هذه الحكومة ادراج الرياح لانه لايمكن فرض حكومة على الشعب حتى لو كانت مدعومة من العالم كله. وسخر السيد نصر الله من الاهداف الجديدة للحرب التي باتت يتحدث عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بأنها تتمثل في منع السيد نصر الله من التجول في شوارع بيروت وخاطب اولمرت بالقول: انني اتجول في شوارع بيروت واذا كان هدفكم فقط منعي من التجول فهذا وصمة عار في جبين من يقول عن نفسه بأنه أقوى الجيوش في العالم. وتحدث السيد نصر الله عن اخفاقات العدو الاسرائيلي في الحرب بحسب استنتاجات لجنة فينوغراد الاسرائيلية. فشل الحملة البرية الاسرائيلية وعجزهم عن احتلال القرى الامامية لايقاف اطلاق الصواريخ. فشل الوصول الى نهر الليطاني بسبب صمود المجاهدين في مارون الراس وعيتا الشعب وباقي البلدات اللبنانية, فكان القرار الاسرائيلي بمحاولة احتلال بلدة بنت جبيل ومعها عيناتا وعيترون وكان دافعهم لذلك ان بنت جبيل شهدت الاحتفال بالنصر عام 2000 وخطب فيها نصر الله وقال ان اسرائيل هي اوهن من بيت العنكبوت ماولد حقداً اسرائيلياً على هذه المنطقة. وجدد نصر الله القول ان اسرائيل هي بالفعل اوهن من بيت العنكبوت وهذا مااثبته مجاهدو حزب الله. وعرض السيد نصر الله للمأزق الذي خلفته الحرب للاسرائيليين وخاصة على مستوى قيادة الجيش وادارته وعشرات الالالف من جنودهم بينما كان رجال المقاومة يخوضون معارك الشرف بكل رجولة وإقدام.
|