تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حتى لا نبقى أسرى بعض التفاصيل..

شـــــــــــــــــباب
الأحد 7-12-2014
غـانـم مـحـمـد

على وقع أكثر من خبر مفرح عن استمرار تقدّم بواسل جيشنا البطل في ميادين محاربة الإرهاب والدفاع عن سورية الأرض والشعب والدولة بمؤسساتها المختلفة،

ومع حلول فصل الشتاء بخيره العميم إن شاء الله وبرده الذي بدأ يلفح الوجوه والعروق فإن ثمّة تفاصيل صغيرة من حيث الشكل لكنها قد تسكب الدفء من حيث المضمون يجب علينا ألا ننساها وأن تبقى في وجداننا، وخاصة ما يتعلق منها بأشاوس جيشنا وحماة ديارنا..‏

قد يصل بنا الغضب إلى درجة لا تُحتَمل لأن أبناء القرية الفلانية استلم كل منهم خمسين لتر مازوت تدفئة بينما نحن لم نستلم سوى عشرين لترا، وقد تشعل النار في رؤوسنا لأن خبز الفرن في حارتنا أسوأ من خبز فرن الحارة الأخرى، وربما نعتبر أنفسنا مظلومين وأن هذا الظلم متعمّد لأننا لم نصوّت لهذا المسؤول وأن من صوّتنا له لم يصبح رئيس بلدية أو عضو مجلس محافظة إلى آخر قائمة الظنون التي تأخذنا من مكاننا ولا تعيدنا إليه ولكن وحتى تبرد هذه الظنون ما علينا إلا مغادرة سجنها إلى آفاق أوسع وأكبر وإلى عناوين أكثر حضوراً، فلنتذكّر على سبيل المثال أن هناك من لا يقيه قرّ الشتاء سوى بزّته العسكرية وإيمانه بقضيته وربما لا يحصل على خبز طازج باستمرار ومع هذا لم تفتر عزيمته ولم يعلن شكواه بل أنه يزداد عزيمة وإصراراً في الدفاع عنّا وعن دفئنا وعن خبزنا وعن حكايا أمسياتنا ولو كان زاده الوحيد هو إيمانه ببلده..‏

نقرأ ونتابع على المواقع الالكترونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ونسمع الناس فيما يتعلّق بانقطاعات الكهرباء و«فن النكتة الكهربائية» الذي انتشر بكثرة متناولاً وضع الكهرباء ووزير الكهرباء ومديري شركات الكهرباء في مختلف المحافظات وهي بطبيعة الحال تستحضر الضحكة إلى حدّ ما لكن ذلك يفترض أن يذكّرنا بالأبطال الذين يستميتون في الدفاع عن حقل غاز الشاعر بريف حمص الشرقي والذي يصرّ الإرهابيون على استهدافه لما له من أهمية كبيرة بالنسبة لتوفر الطاقة وأن يطون دعاؤنا لهؤلاء الأبطال بالنصر والصمود أكبر حجماً من «نقّنا» على الكهرباء وتأليف النكتة وتعميمها هنا وهناك...‏

نتأفف من ضعف رواتبنا وعجز هذه الرواتب عن الإيفاء بمصروف أسبوع واحد في الشهر وما أن يقول أحدهم إن هذا نتيجة طبيعية للأزمة الحالية حتى تهب في وجهه المئات متهمة إياه بأنه لا يعاني مثل ما نعاني وإلا لما قال ما قاله.. نعاني نحن أيضاً كغيرنا، ونتمنى لو يصل راتبنا إلى مئة ألف ليرة شهرياً لكننا نعرف ونقرّ أن الأولوية لدى الدولة هي لمصلحة الدفاع عن البلد، وقبل أن يقاطعنا أحد نقول: إن تعزيز قدرة الإنسان السوري على العيش الكريم يصبّ في النهاية بتعزيز قدرة البلد وصموده ونحن على ثقة أيضاً إن موضوع زيادة الراتب سيحضر فور أن تحضر الإمكانية على ذلك وإن شاء الله يكون ذلك بوقت قريب..‏

في العموميات بدأنا نشعر بانفراج ولو طفيف على أكثر من محور، سواء من حيث توفّر مازوت التدفئة أو انخفاض أسعار بعض المواد وربما لا ينتبه الكثيرون لهذا التحسّن لأن الصعوبات مستمرة لكنه يبشّر ولو بنسب محدودة أن تكون الأيام القريبة القادمة أكثر سعةً وانفراجاً، وكما صبرنا على الأيام القاسية جداً وتجاوزناها بالصبر وبالإيمان فإن هذا الصبر سيمكنّنا من حمّل بعض الوقت وسورية التي تعشق الحياة لن تضنّ بأبنائها على الإطلاق..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية