أولهما أن الإعلام الرياضي لم يكن يوماً للتهليل و التزمير إذا لم يكن هناك ما يستحق ذلك. والأمر الثاني أن الإعلام ليس عدواً لأحد، و النقد لم يكن تعبيراً عن عداء شخصي أو لغايات شخصية، و إن كان هناك حالات شاذة، إلا أنها تبقى نادرة و تعبر عن أصحابها، كما هو الحال بالنسبة للرياضيين و قادتهم، فمنهم من يتقبل النقد و يعمل على البحث لمعالجة الأخطاء و السلبيات في عمله. و منهم من لا يعرف أساساً ما هو الإعلام و لايفهم منه إلا المديح و الإطراء (عالرايحة و الجاية).
ولابد هنا من التكرار و التذكير بالقول المأثور( رحم الله امرأً أهدى إلى عيوبي)، ومجنون من يظن أنه بلا أخطاء، وقد قال المسيح عليه السلام : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر. و مجنون أكثر من يظن أن أخطاءه وتجاوزاته و فساده لن يدري بها أحد أو لن يفهمها أحد.
ولعل المؤسف أن رياضتنا ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بسبب التمادي في الأخطاء و التجاوزات، و بسبب المعرفة التامة و بالخبرة أنه لا أحد سيُحاسَبْ، و هاهم من أخطؤوا و عاثوا فساداً يسرحون و يمرحون و ينتقلون من منصب إلى آخر. ومما أذكره في مجال النقد الأستاذ المرحوم عدنان بوظو الذي لم يتأخر أبداً في قول الحق و النقد الدائم، و هو الذي كان يدير جريدة منظمة الاتحاد الرياضي، رغم أن رياضتنا في وقته كانت أفضل بكثير مما هي عليه الآن.
نعم أيها السادة، نعم يا من تدّعون أنكم و الإعلام الرياضي شركاء، اسمعوا و عوا، فالإعلام الرياضي في نقده يبين أخطاءكم إن لم تكونوا على علم بها، أو لم تكن بمباركة منكم. و إن أردتم ألا تكونوا موضع نقد فاعملوا بإخلاص و جد و حرص حقيقي على الوطن من خلال حرصكم على رياضته المؤتمنين عليها..
mhishamlaham@yahoo.com