وقد ارتكبت القوات المسلحة الأميركية جرائم حرب على اتساع الرقعة الجغرافية العالمية على مر تاريخها الارهابي والدموي، وكثير من جرائم حربها يندرج تحت قوانين المحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف وقوانين الحرب الموجودة في القانون الدولي.
وكون الولايات المتحدة الاميركية دولة مارقة على القوانين وخارجة عن المواثيق والاعراف الدولية وترفض الانصياع والالتزام بسلطة القانون الدولي فإن الادارات الاميركية لا تقبل بسلطة المحكمة الجنائية الدولية على قواتها العسكرية، علماً أن جرائم الحرب يتم ملاحقتها من خلال قانون جرائم الحرب لعام 1996.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى اليوم قادت واشنطن أكثر من 75 حرباً وتدخلاً عسكرياً سافرا في شؤون الدول، ودعماً لانقلاب وتمرد عسكري لا شرعي نفذتها في مناطق شتى من العالم وقتلت خلالها مئات الالاف من المدنيين والعسكريين، وكلها لا علاقة لها بالدفاع عن حقوق الإنسان، ولا بالديمقراطية المزعومة التي تطبل بها، فتاريخ الإدارات الاميركية المتعاقبة يعج بالشعارات الزائفة التي تتغنى بها صاحبة السجل الاجرامي والارهابي الاكبر في التاريخ.
وقد وجهت للولايات المتحدة عشرات التهم بارتكاب جرائم حرب، منها جرائم الحرب الأميركية التي قادتها ضد الفلبين، حيث قتل ما يقرب من مليون و500 ألف مدني، وقد اجريت تحقيقات دولية وثقت تلك الجرائم في الفلبين.
وفي الحرب العالمية الثانية ارتكبت واشنطن عشرات المجازر من خلال قصفها للمدن والقرى ما خلف نحو 2.5 مليون قتيل مدني قتلوا تحت القصف الجوي الأميركي والبريطاني، وهذا ما يضعها في دائرة الارهاب العالمي ويجعلها تتصدر المركز الاول في قائمة الخارجين عن الشرعية.
أما اليابان فقد كان لها النصيب الاكبر بالاجرام الاميركي عبر قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي، حيث تم قصف المدينتين بقنبلتين نوويتين لإرغام دول المحور على الاستسلام، وفي الحرب الكورية عام 1950 قامت الطائرات الحربية الأميركية بقتل ما بين 300 إلى 400 مدني خلال ثلاثة ايام، أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ في قرية نوجن- ري لم يتم التعرف على أغلب القتلى والمفقودين حتى اليوم.. أما فيتنام فقد بلغت أعداد جرائم الحرب الموثقة لدى البنتاغون 360 حادثة، ليس من ضمنها مجزرة ماي-لاي، والتي راح ضحيتها 347-504 مدنيين في فيتنام الجنوبية، أغلبهم نساء وأطفال في 16 شباط 1968. ومن ضمن جرائم الحرب الأميركية في فيتنام استخدام الرش الكيماوي لتدمير وحرق وإتلاف البشر والحقول والقرى، مثل الرش البرتقالي والأزرق والأخضر، وكمثال على ذلك عملية رانش-هاند والتي وقعت سنة 1962 واستمر تأثيرها حتى 1971.
وفي يوغسلافيا أدانت منظمة العفو الدولية القصف الجوي الذي قامت به قوات الناتو بدعم أميركي سنة 1999 حيث خلف القصف 5000 مدني قتيل.
وعلى صعيد المجازر الشخصية لأسرى الحرب فقد قتلت أميركا العشرات من أسرى الحرب كما حدث في مجزرة كانيكاتي بإيطاليا، ومجزرة داتشاوي في ألمانيا، ومجزرة بيسكاري بإيطاليا، ومجزرة أودوفيل لاهوبيرت بفرنسا، حيث تم قتل 80 جنديا ألمانيا أسيرا، ومجزرة ساحل أوماها بفرنسا حيث تم قتل 64 أسيرا ألمانيا.
وهناك العديد من جرائم الحرب في قتل الأسرى وقعت في ألمانيا واليابان لم يتم التحقق فيها وقد أكدها باحثون مختلفو الجنسيات ووثقوها في كتب ومصادر رسمية، وحتى الوقت الراهن مازالت أميركا ترتكب تلك الجرائم في عشرات الدول وكل ذلك يفضح انتهاكاتها لقوانين حماية أسرى الحرب.
وعلى صعيد انتهاك الحرمات هناك العديد من الادعاءات تفيد بأن القوات الأميركية اغتصبت النساء بعد معركة أوكيناوا باليابان سنة 1945، وهناك 1336 حالة اغتصاب تم التبليغ عنها في العشرة أيام الأولى لاحتلال ولاية كاناجاوا بعد استسلام اليابانيين فيها، وايضاً فقد قامت القوات الاميركية بارتكاب الفظائع من تنكيل وبطش اجرامي بالمعتقلين في حروبها في الشرق الاوسط والتي كانت تحت ذرائع واهية وكاذبة.
أما جرائم حربها المرتكبة في فترة مزاعم حربها على الارهاب والتي تستمر الى الوقت الراهن، فقد ظهرت العديد من تلك الجرائم على يد القوات الأميركية في حق المدنيين في سورية والعراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال، في صور قصف جوي ضد مدنيين عزل أو قتل أسرى حرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم أو إبادة جماعية أو استخدام أسلحة محرمة دوليا.
ففي جرائم الحرب على العراق قدرت بعض الجهات أن عدد الضحايا في العراق على سبيل المثال بلغ 2 مليون مدني منذ بداية الحرب في 2003 وقد شكل سجن ابو غريب، كما هو حال سجن غوانتانامو المثال الاعلى للوحشية الاميركية على مستوى العالم حيث ان التصرفات الاميركية والتي قام بها عناصر قواتها المسلحة خارج كلا السجنين صنفت بأنها ابشع انواع الجرائم على مر التاريخ وهي خارج الادراك البشري.
ولم يتم حتى الآن إجراء تحقيق عالي المستوى في الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في فترة ما يُسمى «الحرب على الإرهاب» بداية من 2001 إلى اليوم.
وفي سورية فقد كانت الرقة مثالا واضحا على الجرائم الاميركية الوحشية، حيث قتل التحالف الاميركي آلاف المدنيين الذين قضوا تحت نيران الاسلحة المحرمة دولياً، كالفوسفور الابيض والنابالم.. والى الان لم تؤكد الاحصائيات أعداد الشهداء والضحايا الذين سقطوا جراء تلك الهجمات الوحشية للتحالف الاميركي، فلا يزال البحث جاريا الى الان عن المزيد من الجثث التي لا تزال عالقة تحت انقاض المدينة المنكوبة.
كما امتدت يد اجرامها نحو مخيمات المهجرين السوريين بفعل الارهاب، في كل من مخيمات الهول والركبان اللذين شكلا نموذجاً حياً ايضاً من نماذج السادية الوحشية الاميركية والتلذذ بالتعذيب والتنكيل بحق المهجرين.