كما جدد الدعوة للعمل على إحلال السلام في سورية والاستقرار في لبنان في عظة له بكنيسة القديس نيقولاوس في بروكلن خلال زيارته لأبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية، وذلك ضمن زيارته الرعوية إلى الولايات المتحدة للمشاركة في تنصيب المطران جوزيف زحلاوي متروبوليتا لأبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية، كما شملت نشاطاته مقابلات صحفية مع عدد من وسائل الإعلام الأميركية نقل فيها إلى الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي صورة ما يجري في المشرق وثوابت ومبادئ الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية تجاه قضايا المنطقة.
دعوة أخرى للعمل والمساهمة بإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية دعاها البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس إلى الرئيس النمساوي هاينز فيشر والمسؤولين السياسيين والدينيين في النمسا.
وفي بيان للبطريركية: فإن البطريرك أفرام الثاني التقى في العاصمة فيينا الرئيس فيشر على رأس وفد من الكنيسة السريانية حيث تم استعراض وضع المسيحيين في الشرق الأوسط ولاسيما في العراق وسورية.
وطالب خلال اللقاء بإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية عبر استخدام العلاقات الدولية والسبل الدبلوماسية لكي تنتهي معاناة الشعب السوري ويعود الأمن والسلام إلى أرجاء البلاد، داعيا أن تعمل النمسا على عودة المسيحيين المهجرين قسرا من الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى إلى بيوتهم وتأمين الحماية الدولية لهم حتى يبقى وجودا لهم في أرضهم.
كما طالب بالمساعدة في ملف خطف المطرانين بولس يازجي متروبوليت حلب و الاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس ويوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس اللذين مضى على خطفهما أكثر من سنة ونصف السنة على يد المجموعات الإرهابية في سورية ؛آملا أن يؤول ذلك إلى معرفة مكانهما والعمل على فك أسرهما وأسر جميع المخطوفين، كما التقى أيضا محافظ مدينة فيينا ورئيس بلديتها ميخائيل هاوبل، وزار قبل يومين الكاردينال كريستوف شونبورن كاردينال فيينا.
الراعي: مواجهة الاعتداءات الإرهابية
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بدوره أكد أن على المسلمين والمسيحيين الذي عاشوا معا لمئات السنين في كافة الظروف الصعبة منها أو السهلة أن يواجهوا اعتداءات التنظيمات الإرهابية والواقع الذي يعيشونه اليوم مع بعضهم البعض في هذا الشرق. وخلال احتفال (لقاء مسيحيي المشرق) بالعيد الرابع لتأسيسه بحضور بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر وممثلين عن البطاركة أكد الراعي بكلمته أن البيان الصادر عن مؤتمر الأزهر الشريف والذي ضم جميع الرؤساء الروحيين مسيحيين ومسلمين من كل الشرق أكد إدانة كل التنظيمات الإرهابية وتشويه صورة أي دين، وهو ما يشير إلى استمرار التشديد على العيش معا وعلى بناء حضارة مشتركة في الشرق الأوسط.
من جهته قال ممثل بطريرك السريان الأرثوذكس عضو اللقاء المطران مار يوستينوس بولس سفر في كلمة له أن ما يحدث في العراق وسورية وفلسطين ولبنان هو اقتلاع مبرمج للمسيحيين عبر خلق الفوضى وزرع جماعات تكفيرية تقوم بأدوار تخطط لها دول قد تظهر وكأنها محاربة للإرهاب ومن ضمن الأدوار المرسومة لهذه الجماعات هو تغيير الديموغرافيا لخلق دويلات على أسس دينية للتوافق مع المشروع اليهودي بفلسطين.
ودعا لخلق تواصل مع دوائر صنع القرار في الدول الكبرى ليس لطلب الحماية بل لممارسة الضغوط لشرح الواقع كما نراه نحن لا كما تنقله دوائر الاستخبارات والإعلام الذي لا يخلو من نقص وتشويه ما يعكس صورة مخالفة ومنقوصة للواقع.
وفي السياق اعتبر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ان مؤتمر المرجعيات الروحية الاسلامية المسيحية الذي عقد في الازهر وما صدر عنه من اعلان حول ضرورة العمل من أجل السلام العالمي وادانة الإرهاب والتكفير وأعمال العنف هو بمضمونه وأبعاده مؤتمر ديني وفكري وانساني وان الافكار التي طرحت فيه والمقررات التي صدرت عنه جعلته مؤتمرا استثنائيا من حيث أهمية المرجعيات التي شاركت في أعماله من مختلف أنحاء العالم.
ورأى ان الموقف الجامع الذي صدر عن المؤتمر يفتح الطريق نحو صياغة موقف اسلامي وعربي داخلي وموحد انطلاقا من ضرورة العمل لنؤكد اننا كعرب قادرون بوحدتنا وتضامننا ان نكون رؤية واحدة عربية اسلامية مسيحية لبناء عالم عربي جديد له صورة سلامية وايمانية ويتطلع إلى كيفية وضع استراتيجية موحدة لمواجهة حالة الإرهاب وحالة ما بعد الإرهاب مع ما يتطلبه ذلك من جهوزية فكرية وميدانية.