ونقل موقع تروث اوت عن الكاتب قوله ان ما جرى في فيرغسون مؤخراً هو صورة لما يجري من تفاصيل كثيرة داخل الولايات المتحدة، مؤكداً آن هذه الحوادث هي جزء من نمط منهجي متزايد من العنف والإرهاب.
واضاف الكاتب: عندما تداس الأخلاق وأي أثر للمسؤولية الاجتماعية والصالح العام تحت حوافر دولة المال، لا يتبقى هناك مساحة للقيم الديمقراطية أو العدالة حيث نعيش في عصر السلعية وهي فترة تاريخية من زيادة الهمجية التي يحكمها وحوش المال، الذين لا يقدمون أي تنازلات سياسية منقادين بسيارة الموت.
وقال: إن الهدف من دولة إرهابية، ليس فقط لغرس الخوف، ولكن لتدمير قدرة الإدانات، بدلا من تعزيزها. وفي ظل هذه الظروف، ليست السلطة غير خاضعة للمساءلة فقط، ولكنها أيضا خالية من أي معنى للإدانة الأخلاقية والسياسية. وبالتالي، يأتي صعود الدولة كوسيلة عقوبة تحكم كامل مناحي الحياة الاجتماعية. وفي هذا السياق، تصبح الحياة المتاحة محدودة للغالبية وخاصة للأقليات الفقيرة. ويصبح الترهيب من التعرض للقتل، أو تعذيب، أو تخفيض مستوى البقاء على قيد الحياة سلاح الحكومة في الاختيار. وتقوم الدولة الإرهابية بتصنيع الجهل والاعتماد على العزلة التي يسببها وكذلك الخصخصة لتغرق البلاد في ليل مظلم من الهمجية والإرهاب والانفلات الأمني وهذا هو حال الولايات المتحدة.
واضاف: كتعبير لا حد له من الهمجية والقضاء المستمر على أي بقايا من المساواة والقيم الديمقراطية، يوضح قتل الشرطة الأمريكية للأطفال والبالغين السود الأبرياء حالة من الفوضى المطلقة وثقافة القسوة التي تقدم شهادة على أعمال العنف التي تعصف بسجل الحياة اليومي هناك.
وعلّق الكاتب على ما جرى في فيرغسون قائلاً: يبدو أن معظم المعلقين فوتوا الأسباب الأكبر وراء قتل اريك غارنر وأن المسألة ليست مجرد سوء سلوك أو أعمال عنصرية وحشية من الشرطة، ولكنها الاستخدام المتزايد للإرهاب النظامي.
وقال انه في عصر صار زر الحذف والثقافة السلعية والخصخصة يمحو كل ما تبقى من الذاكرة والالتزام، وأصبح من السهل للمجتمع حذف نفسه من تلك الذكريات الدنيئة التي تكشف عن الظلم المنهجي الذي يفضح وجود عنف الدولة والإرهاب. وليس فقط بذكريات خطيرة للهيئات التي تعدم، تضرب وتعذب وتختفي في ضباب ثقافة المشاهير ولكن في بؤر التوتر التاريخية التي تكشف ويلات السلطة غير الخاضعة للمساءلة وأعمال الهمجية النظامية التي درجت عليها الولايات المتحدة الأميركية.