المقداد قال في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر أمس : إن ممثلي الولايات المتحدة يعلنون خلال المؤتمرات العالمية ومؤتمراتهم الصحفية ذات الطابع التمثيلي الهوليودي أنهم غير قادرين على تحمل نتائج ما يرونه من حروب وكلها للمصادفة في الدول النامية وأن مسؤولي هذه الدول يجب أن يخضعوا للمحاسبة وهذا كذب ونفاق. وجدد المقداد التأكيد على أن سورية رفضت منطق استخدام أسلحة الدمار الشامل وأدانته واعتبرت أن هذا الأمر لا أخلاقي وكانت من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية عام 1968 وشددت دائماً على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل جميع أسلحة الدمار الشامل من نووية وكيميائية وبيولوجية وتعلن نهاراً جهاراً أنها لن تتخلى عنها، وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية الأخرى.
ولفت المقداد إلى أن سورية طرحت في عام 2003 مشروع قرار بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل إلا أن مبادرتها آنذاك اصطدمت بالرفض الأميركي والغربي وتهديد هذه الدول باستخدام الفيتو لإجهاض المبادرة وقتلها مبيناً أن المبادرة كانت ستقود فور اعتمادها آنذاك، إلى تصفية كل أسلحة الدمار الشامل.
وأشار إلى أنه وخلال المؤتمر التاسع عشر للدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الذي عقد مؤخراً في لاهاي، تسابقت الدول التي تستهدف سورية إلى إلقاء خطب نارية استخدمت فيها كلام الدمار الشامل من الكذب والتضليل حول ادعاءات لا أساس لها عن استخدام سورية لغاز الكلورين والتي ثبت أن المجموعات الإرهابية المرتبطة بأجهزة أمن تركية وسعودية وأميركية وفرنسية هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال المنحطة والمدانة بهدف وحيد وهو استمرار تشويه صورة الحكومة السورية واستخدام ذلك كأداة للابتزاز على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضح المقداد أن المكسب الغربي الوحيد الذي لا يشرفها هو انضمام نظام آل سعود ونظام أردوغان والأردن والإمارات إلى الجوقة الغربية في محاولة لإبعاد التأكيدات التي تشير إلى أن النظامين السعودي والتركي هما اللذان قاما بتزويد المجموعات الإرهابية بالمواد الكيميائية لقتل السوريين الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم لإشباع غرائزهم المتوحشة والمنفلتة من أي عقال أو ضمير أو رادع أخلاقي.
وشدد المقداد في ختام مقاله على أن سورية تمضي قدماً، وتكسب احترام الكثير من دول العالم لصمودها في وجه الإرهاب وتنفذ كل التزاماتها المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون جادون في إخلاء المنطقة والعالم من أسلحة الدمار الشامل فليبدؤوا بأنفسهم وبإسرائيلهم مؤكدا أن سورية، التي دفعت وما زالت تدفع ثمن صمودها وعزتها وكرامة شعبها وأمتها فإنها على العهد ماضية كي تؤكد أن العين يمكن أن تقاوم المخرز، وأن الشعوب هي التي تقرر مصيرها وحاضرها ومستقبلها.