ويعتبر معرض الباسل للابداع والاختراع تجسيداً حقيقاً لتوجهات القائد الخالد حافظ الأسد، في تطبيق شعار الاعتماد على الذات كموقف وطني وهو تظاهرة تعد بحق محطةمهمة لتشجيع المبدعين والمخترعين وحافزاً لهم لمواصلة جهودهم العلمية وتطوير اختراعاتهم ، وإيجاد الوسائل المناسبة لاحتضان عصارة فكر وتعب مخترعينا ،ومحاولة استثمار ابداعاتهم على أرض الواقع.وهو مرآة لانجازات أبناء سورية ،ورؤياهم الخلاقة والمبدعة.
وعن بدايات هذا المعرض وتاريخه يقول الاستاذ ياسر سعدة مدير المعرض : إن البداية كانت عام 1991 عندما بادرت وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع عدد من المخترعين ومؤسسة الإسكان العسكرية ، ومؤسسة معامل الدفاع ، لتنظيم معرض صغير يبرز ابداعات واختراعات المبدعين السوريين ، وكان شعارها «الاعتماد على الذات» من أجل محاربة الحصار الذي فرض على السوريين وكانت هذه نواة انطلاقة المعرض ، وأصبح يقام سنوياً لغاية الدورة الثالثة عشر حيث يقام كل عامين ، وابتداءً من الدورة الثامنة بدأت مشاركات بعض الدول في المعرض ، وفي الدورة الرابعة عشر ، أصبح معرضاً عالمياً تشارك في رعايته المنظمة العالمية للملكية الفكرية والاتحاد الدولي للمخترعين .
وعن أهمية المعرض قال السيد سعدة: يعتبر المعرض فرصة للتعرف على انجازات وابداعات المخترعين المشاركين وتشجيع المبدعين والمخترعين والمبتكرين لمواصلة اتجاهاتهم العلمية وتطوير ابداعاتهم ، ومحاولة الاستفادة القصوى من هذه الاختراعات ووضعها موضع التطبيق من أجل تطوير بناء قاعدة علمية ، كما يركز المعرض على توفير المناخ العام الملائم للمبادرة الفردية والعامة وتأمين مستلزماتها المادية والبشرية ، ورعاية المبدعين والمخترعين وحماية اختراعاتهم واشهارها ، وتنميتها واستثمار رؤوس الأموال، والاستفادة منها في متابعة مسيرة الابداع الوطني.
وفي دورته القادمة ، السادسة عشر والتي تقام الأسبوع القادم في 8-11 كانون الأول لهذا العام ،تم التركيز على دعوة المسؤولين عن دعم الابداع والاختراع ، ودعم المبادرات في كافة الجهات ، وكذلك المشرفين والموجهين التربويين ، والهدف توحيد الرؤية والجهود المشتركة في دعم المبادرات العلمية، إذ يعتبر تنظيم معرض الباسل جانباً واحدا من استراتيجية الابداع ، ويجب أن يكون هناك بنية صحيحة لتغطي العملية المعقدة ، من فكرة عبر الاختراع والانتاج إلى مكان التسويق.
وسيتيح المعرض الفرصة للمبدعين والمخترعين والباحثين وطلبة المدارس والجامعات ، والاطلاع على أحدث المعلومات في مجال الابداع والاختراع ، حيث سيركز المعرض على توعية المبدعين المخترعين السوريين بأهمية البحث العلمي ، باستخدام قواعد بيانات البراءات العالمية المجانية ويضيف السيد ياسر سعدة: أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، وفرت مجموعة متعددة من المعلومات ، تهتم بتوجيه العديد من الفئات العمرية ، ومن هذه المعلومات العلمية ، إعداد نسخة باللغة العربية ، من دليل استخدام قواعد بيانات مجانية تضم حالياً أكثر من ثمانين مليون وثيقة براءة واختراع ، ويمكن استخدامها من أجل مراقبة نشوء تقنيات جديدة ، وايجاد حلول للمشاكل التقنية ، واكتشاف ما يقوم المنافسون بتطويره.وسيعرف المعرض أيضاً في دورته القادمة ،بأهمية ربط الجامعة بالبحث العلمي ، وقد أطلقت الوزارة مبادرة للتنسيق مع الجامعات السورية تهدف إلى تشجيع المبدعين والمخترعين من الطاقات الشابة على الابداع والاختراع وإرشادهم إلى تسجيل اختراعاتهم حفاظاً على حقوقهم التي تمنهحا لهم براءات الاختراع ، إضافة إلى تسهيل مشاركاتهم في المعارض المحلية والدولية، والعمل على تخصيص جوائز تشجيعية لحثهم على مواصلة جهود البحث العلمي والابداع والاختراع ، وكذلك السعي لتعليم المليكة الفكرية في الجامعات ، وربط المواقع الالكترونية للجامعات السورية، مع موقع مديرية الحماية الفكرية ، وموقع معرض الباسل.
وبغية التركيز على الجانب العلمي تم إعداد دليل للمخترعين ودليل للتدريب على صياغة طلبات وادعاءات البراءات ودليل حول نقل وترخيص التكنولوجية وجميعها أصبحت متاحة باللغة العربية . وعن الجديد في معرض الباسل وفعالياته قال السيد سعدة: تمثل المعلومات العلمية التي تمت الإشارة إليها، نقطة البداية لتكوين فكرة عن الإبداع والاختراع وتطوير الأفكار لدى المبدعين والمخترعين ، وصياغتها في طلبات الحصول على البراءات.
أما عن الفعاليات الأخرى في المعرض فقد تم ولأول مرة إطلاق المسابقة الوطنية الأولى للإبداع والاختراع على مستوى القطر وشعارها «تشجيع الإبداع والاختراع في سورية ودعم المبدعين والمخترعين السوريين » وبداية المسابقة 8 كانون الأول 2013، والاعلان عن النتائج في نهاية شهر نيسان 2014.
وتهدف هذه المسابقة إلى رعاية المبدعين والمخترعين من كافة الفئات العمرية وتشجيعهم على متابعة مسيرتهم الإبداعية وذلك من خلال توفير المعلومات والخدمات المناسبة لهم لرفع السوية العلمية لإبداعاتهم واختراعاتهم وتدريبهم الاعتماد على المعلومات التقنية التي توفرها قواعد البيانات العالمية، وتسليط الضوء على الإبداعات الفائزة التي يمكن تحويلها إلى مشاريع مفيدة ،ذات جدوى اقتصادية والعمل على ربطهم مع المستثمرين. وبين السيد ياسر سعدة: أن اطلاق المسابقة والمباشرة بتهيئة المشاركين حسب الفئات العمرية يتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، وبالتنسيق مع المنظمات الشعبية التي ترعى كل فئة عمرية. وتضم المسابقة ثمانية أنواع: مسابقة أفضل مبدع ومخترع صغير، ومسابقة أفضل مبدع ومخترع شاب.. ومسابقة أفضل مخترع من طلاب الجامعات، وأفضل مخترعة ومبدعة ومسابقة الأعمال الإبداعية بالتنسيق مع الاتحاد النسائي واتحاد الحرفيين، ومسابقة أفضل اختراع جماعي ويكون الحد الأدنى للمشاركين في الاختراع الواحد ثلاثة مخترعين، ومسابقة المخترعين من جهات القطاع العام، ومسابقةأفضل مشروع يعتمد على تطوير حالة تقنية سابقة لبراءة اختراع.
وبذلك يتم تغطية كافة الفئات العمرية وكافة المجالات بحيث يمكن لكل جهة دعم ممثليها ومشاركتها في المسابقة .
معرض الباسل إذاً حاضنة للابداع والاختراع السوري وهو طريق لايجاد المبدعين والمخترعين في سورية ، ومساعدتهم تطبيقاً لقول القائد الخالد حافظ الأسد أنه « في كل بلد مبدعون علينا أن نبحث عنهم وأن ندفعهم باتجاه المزيد من الإبداع». وأن « إبداع الإنسان وعمله أهم ثروة».