فقد تأكد أن نسبة مرتفعة من القراء يقبلون على مثل هذه الكتب، ولذلك فإن دور النشر لا تتردد في استغلال أي حدث ترى أنه يمثل مادة دسمة لشريحة من القراء، فتكلف من يكتب عنها أو ترسل من يجري لقاء مع صانع أو صانعة الحدث ونشره في صيغة سؤال وجواب في كتاب. ولهذه الدور «طواقم» متخصصة تترصد المواضيع الساخنة والمثيرة لتأليف كتب عنها. والغربيون يطالعون وينفقون على شراء الكتب، ودور النشر تخرج في فرنسا، على سبيل المثال، كل يوم مئات الكتب.
نجود اليمنية
وفي هذا السياق، على سبيل المثال لا الحصر، استدرجوا الطفلة اليمنية نجود فأصدروا قصتها في كتاب باللغة الفرنسية عنوانه «أنا نجود، 10 أعوام، ومطلقة. والعنوان كما يلاحظ القارئ ـ اختير بعناية لغايات تجارية ترويجية، ولكن العنوان يخفي بلا شك غايات أخرى كثيرة مبطنة. ويروي الكتاب قصة الطفلة اليمنية نجود علي الأهدل، التي أرغمها والدها على ترك مدرستها وهي في العاشرة من عمرها، وزوّجها قسراً من رجل يكبرها بعشرين عاماً.
وعلى الرغم من أنه جاء على غلاف الكتاب أنه من تأليف الطفلة نجود نفسها بالتعاون مع الصحفية الفرنسية دلفين مينيوي، إلا أن الحقيقة هي أن الطفلة روت بعض الجمل والأحداث، فنسجت منها الصحفية/ المؤلفة فصول الكتاب ولم تتردد لحظة في السفر إلى اليمن ثلاث مرات للالتقاء بنجود وأهلها لتستنتج أن الطفلة أغريت لقبول الزواج بثلاث فساتين جديدة، اثنان باللون الأصفر والفستان الثالث باللون البني!
..ومريم التونسية
وفي هذا السياق صدر كتاب جديد في الموضوع نفسه عن دار «ميشال لافون» الفرنسية عنوانه: «مذنبة لأنه تم اغتصابي/ نساء تونس: الحرية في خطر»، وهو من تأليف مريم بن محمد بالاشتراك مع الفرنسية إيفا جمسهيدي، ويروي قصة الفتاة التونسية التي اغتصبها شرطيان منذ أشهر، وقد أثارت القضية ضجة كبرى بلغ صداها دار النشر الفرنسية التي أسرعت إلى إيفاد مبعوثة عنها هي إيفا جمسهيدي ـ وهي في الأصل صحفية ـ لإنجاز كتاب عن حكايتها في قالب سؤال وجواب.