تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعاملـة التمييزيـة في الملكيـة العامـة للأعمـــــال الأدبيــــــة

 عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الثلاثاء 26-11-2013
دلال ابراهيم

دخل الكاتب موريس لوبلان, مبتكر شخصية اللص الظريف ارسين لوبين حيز الملكية العامة مطلع العام 2012. ومثله الفيلسوف هنري بيرغسون, الذي توفي أيضاً عام 1941.

أما الشاعر ابولينير, المتوفي منذ التاسع من شهر تشرين الثاني لعام 1918 بسبب الحمى الاسبانية فقد انضم إليهم للتو فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذه المعاملة التفضيلية؟‏

يعتبر الشاعر ابولينير رمزاً لتعقيدات قضائية تحيط بمفهوم الملكية العامة. المعروف أن حقوق الملكية الفكرية للمؤلف تبقى سارية المفعول لغاية مرور سبعين عاماً على وفاته (وجرى تمديد الفترة 20 عاماً إضافياً عام 1993بموجب توجيهات أوروبية) ولكن اقتضت الضرورة أحياناً منح مدة إضافية وفق القانون الفرنسي, ومدة أخرى بالنسبة للأعمال التي تأثرت بالحربين العالميتين. أي في كل مرة يستثنى كاتب بعد إجراء التصويت عليه من قبل المشرع بناء على طلب صاحب الحق وفق ما أكده بنيامين جان القاضي المختص بالحقوق الفكرية.‏

وفي مقال نشرته صحيفة ليبراسيون مؤخراً أجرى ثلاثة اختصاصيين عملية حسابية عن الفترة التي انقضت وتوجب بمقتضاها أن تدخل أعمال ابولينير حيز الملكية العامة في التاسع والعشرين من شهر أيلول المنصرم, ووجدوا أنه انقضى 94 عاماً و272 يوماً على وفاة الشاعر, بحيث أصبح من الممكن ترجمة ديوانه (جسر ميرابو) وقصائده الأخرى ومنها قصيدة (لو) دون دفع أي مبلغ إلى أصحاب الحقوق أو طلب السماح منهم في ذلك.‏

وتشير ميلاني دولونغ دو روزاني المختصة في الملكية العامة والمسؤولة عن البحوث في المركز الوطني للبحوث النفسية: «ثمة العديد من الأنظمة والاستثناءات تبعاً لكل بلد». في مصر, على سبيل المثال, يتم تمديد الحقوق التراثية بعد التبرع بها, وفي المكسيك, تبلغ 90 عاماً بعد وفاة الكاتب, أما فرنسا فهي جزء من دول حيث الوضع فيها معقد, إذ يوجد 14 مقترحاً لتغيير القانون وموائمتها نظراً لأنه, وفق ما تقول دو روزاني, هناك حالات طارئة. سواء أكانت حالات طارئة وظيفية بسبب وجود تشابك, أو حالات طارئة سياسية. ولم يندرج الملك العام ضمن القانون, بل يتوافق بشكل أو بآخر مع الحالة الطبيعية للعمل قبل ممارسة حقوق المؤلف أو لدى انتهائه. وبالتالي, فقد خضع الملك العام إلى تعريف سلبي, بسبب عدم وجود الحق الحصري الذي هو حق المؤلف. وقد أتاحت هذه (المنطقة الرمادية) حالياً بإجراء ممارسات تعود, وفق ما تقوله دو روزاني, إلى «نزع الملكية» لأعمال الملك العام. مثل «copyfraud» الذي يعني بالنسبة لمؤسسة أو فرد إضافة الحق الحصري على العمل الذي دخل حيز الملك العام, على غرار ما تفعل بعض المكتبات حين مراجعة أموالهم.‏

وتبقى (الحقوق المعنوية) للفنان على عمله, غير القابلة للتصرف, التي تفرض, على وجه الخصوص الحفاظ على الرابط بين شخصية المؤلف والعمل (الإشارة إلى الاسم أو الإبقاء على الاسم مجهولاً أو ذكر اسم مستعار كان يرغبه المؤلف) فضلاً عن الالتزام بسلامة العمل. ويقول بنيامين جان: «بإمكان أصحاب حقوق الملكية لمؤلف ما وهم ورثته منع العودة إلى عمله الذي يمكن أن يتعارض مع رغبته. والحالة الوحيدة التي شهدناها من هذا النوع في فرنسا كانت مع ورثة الكاتب الشهير فيكتور هوغو, الذين حاولوا, خلال مطلع أعوام الألفين منع إصدار تتمة لرواية البؤساء. وكانت القضية تلك موضوعاً لمناقشات ملحمية قضائية حقيقية, وانتهت عام 2008 بانتصار مؤلف رواية كوزيت أو زمن الأوهام وماريوس أو الهارب. ويبقى أن نعرف إن كانت أعمال ابولينير, القصائد منها والروايات المثيرة والمسرحيات والرسائل تخلص إلى مفاجآت أو تبقى ضمن العاديات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية