وجه الأديب الألماني الشهير غونتر غراس انتقاداً لاذعاً للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واتهمها بـ «الجبن السياسي» في التعامل مع قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على ألمانيا. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية نُشرت يوم السبت (23 تشرين الثاني 2013) قال صاحب قصيدة «ما يجب أن يقال» التي أثارت جدلاً واسع النطاق بمهاجمته (إسرائيل) بسبب تهديدها لإيران، في رده على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ميركل حسنة النية عندما أبدت دهشتها إزاء تنصت الولايات المتحدة عليها: «السيدة ميركل جبانة سياسياً، فهي ليست قادرة على الاستفادة من سيادة جمهورية ألمانيا الاتحادية التي نحظى بها منذ الوحدة».
وأضاف الكاتب الحائز جائزة نوبل للآداب: «أستطيع أن أذكركم فقط على سبيل المقارنة بالمستشار السابق غيرهارد شرودر الذي لم يشارك مع الولايات المتحدة وشركائها في حرب العراق، وقدم تعليلاً لذلك الأمر عرضه للغضب حتى من قبل الولايات المتحدة، في حين أن السيدة ميركل توجهت آنذاك إلى واشنطن وأساءت إليه هناك».
وطالب غراس المستشارة ميركل بحماية حقوق جميع المواطنين، مشيراً إلى أن الأمر لايتعلق في المقام الأول بالتنصت على هاتفها، فهذا مجرد وجه واحد فقط، لكن الفضيحة هي «أننا تعرضنا جميعاً كمواطنين للتنصت والمراقبة بما يخالف دستورنا وأحكام قضائنا».
وفي إجابته على سؤال حول كيفية تقييمه لإعلان حكومة بلاده عدم اعتزامها منح حق لجوء سياسي لإدوارد سنودن العميل السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية والذي كشف عن فضائح التجسس، قال غراس، الممنوع من دخول (إسرائيل): إن المشكلة الرئيسية تتمثل في إبراز مسألة تحالف ضفتي الأطلسي، وهذا بالنسبة للأمريكيين غير مهم «لأنهم يخالفون القوانين لمصلحتهم حتى على حساب حلفائهم، في حين أن ميركل تحجم ولم تستفد من سيادة بلادها. كما أنها لم تحم المواطنين من هذا التجسس الكبير». وأعرب غراس عن اعتقاده بأن على ألمانيا أن تمنح سنودن حق اللجوء شريطة أن يكون ذلك مرتبطاً بضمانات أمنية مناسبة.
**
«لسان النار» لأحمد الشهاوي مترجماً إلى التركية
صدرت في استنبول الترجمة التركية لديوان «لسان النار» للشاعر أحمد الشهاوي عن دار أرت شوب بترجمة الشاعر والمترجم التركي متين فندقجي الذي سبق له أن ترجم مختارات من شعر الشهاوي، صدرت عن الدار نفسه، بعنوان من وضع المترجم هو «مَشَيْتُ في أَحْرُفِكِ زَارِعًا زَمَاني» عام 2010.
وكان ديوان «لسان النار» قد صدر باللغة العربية عن الدار المصرية اللبنانية عام 2005، وفي صنعاء عن الهيئة العامة للكتاب في العام نفسه. ويقع الديوان في 260 صفحة تحتوي على واحد وسبعين نصاً شعرياً، توزعت أمكنة كتابتها بين القاهرة، حيث يعيش الشاعر، ومدينتي لندن وعمان.
وقد عاد الشهاوي في هذا الكتاب الشعري إلى الاستفادة من المسبحة كتقنية فنية، بعد أن كان قد استخدم المسبحة كبناء فني في كتابه الشعري «كتاب الموت» الصادر عام 1997، وهي المسبحة المكونة من تسع وتسعين حبة، إلا أنه هنا استخدم في جزء من «لسان النار» المسبحة المكونة من ثلاث وثلاثين حبة غير الشواهد وهو ما أسماه «مسبحة العاشق وشواهدها».
يذكر أن عدداً من كتب أحمد الشهاوي مترجمة إلى اللغات التركية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، وسيصدر في 2014 ديوانه «سماء باسمي» مترجماً إلى خمس لغات.
**
طبعة عربية جديدة من «الحرب والسلام» في ذكرى تولستوي
صدرت عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، طبعة جديدة من رواية «الحرب والسلام» للكاتب الروسي ليو تولستوي ضمن سلسلة «ذاكرة الكتابة» في أربعة مجلدات. وتولت نقل هذه الرواية إلى العربية نخبة من أسرة دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر، من ترجمات فرنسية وإنكليزية.
وتعد «الحرب والسلام» في رأي بعض النقاد من أعظم الروايات في تاريخ الأدب، ولا توجد رواية تُضارعها في الضخامة، وهي تعالج فترة حاسمة في التاريخ، ولا توجد رواية استطاعت أن تتناول هذا الحشد الضخم من الشخصيات والأحداث، كما يرى ستراخوف، الناقد الأدبي والصديق الشخصي للمؤلف.
الاسم الأصلي للكاتب هو الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي، ولد في 9 أيلول 1828، وتوفي في 20 تشرين الثاني 1910، ويعد من عمالقة الروائيين الروس في القرن التاسع عشر، والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.
قام ليو تولستوي بتأليف أعظم رواياته في ستينات القرن التاسع عشر وسبعيناته نابذاً فيها القيم الرومنطيقية للبطولة والحب العذري وأظهر بدلاً من ذلك اهتماماً عميقاً بالمراحل الطبيعية للنمو البشري، كالولادة والزواج والوفاة. أما روايته «الحرب والسلام» التي كتبها بين عامي 1866 و1869، فجذبت الانتباه إلى الاجتياح الفرنسي لروسيا عام 1812، علماً أن الرواية ترفض فكرة الحرب وتكشف عن رغبة تولستوي في حياة هادئة تنسجم مع الطبيعة.