وأكدت الدكتورة كندة شماط وزيرة الشؤون الاجتماعية خلال الافتتاح أن المرأة السورية مصممة على أن تكون شريكة في السلام وإنهاء العنف كما هي شريكة في العمل والكفاح ضد القوى الظلامية.
ملتزمون بدعم قضايا المرأة
وأشارت الشماط أن قضايا المساواة وإنهاء التمييز بين النساء والرجال للوصول إلى ما يسمى حقوق المرأة كانت في صلب توجهات الأمم المتحدة إلا أن دور المرأة في صنع السلام لم ينل الاهتمام المناسب على الصعيد الدولي أو الإقليمي رغم وجود أمثلة ناجحة على هذا الصعيد في العديد من دول العالم مبينة أنه في الحروب نشهد تراجعاً في تمكين المرأة وأدوارها، وفي سورية نشهد على المستوى المحلي تراجع قضايا المرأة بعد أن قطعت شوطاً هاماً في موضوع التمكين السياسي منذ الحركة التصحيحية إلا أن هناك من يريد أن يعيدها إلى ظلام الكهوف.
لفتت الشماط إلى أنه سيتم اتخاذ التوصيات الناتجة عن ورشة العمل كمبادئ توجيهية وتفرغ في خطط تنفيذية، معلنة الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة في دعم قضايا المرأة وتمكينها في شتى مناحي الحياة.
جهود لتنظيم العمل ومكافحة العنف
بدوره الممثل المقيم للأمم المتحدة يعقوب الحلو تلا رسالة أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة والتي تتحدث عن تأثير العنف على الأفراد وبالتالي تصيب الإنسانية جمعاء في الصميم، وتبين ما اتخذته الأمم المتحدة من خطوات لمواجهة هذا التحدي العالمي، ورحبت الرسالة بالأصوات التي تعالت مناديةً بإنهاء العنف الذي يطال ما يقدَّر بنحو واحدة من كل ثلاث نساء في حياتها.
تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية
لتحقيق السلام في سورية
وتحدثت السيدة ماريا رمان رئيسة بعثة منظمة الهجرة في كلمتها عن الأهمية البالغة لتعالي الأصوات المطالبة بتحقيق السلام والاستقرار في هذه الأزمة التي تعصف بسورية و التي طالت آثارها السلبية جميع أبناء الوطن مخلفة معاناة نفسية وجسدية بالغة.
وأوضحت رمان أن النساء والأطفال هم جل من يعاني من النزاعات مشيرة إلى بدء إقحام المدنيين في النزاعات المسلحة مع بداية القرن العشرين وهو ما دعا الأمم المتحدة إلى إصدار القرار1325 ليكون أول قرار يعترف بآثار النزاعات على النساء والأطفال بالأخص العنف الجسدي والنفسي ويدعو إلى تعزيز النوع الاجتماعي وتكافؤ الفرص والتركيز على دور المرأة في صنع السلام.
تكريم نماذج مشرفة لسيدات سوريات
تلا ذلك عرض فيلم قصير عن نشاطات سيدة السلام الأولى السيدة أسماء الأسد وتكريم نماذج مشرفة لسيدات من زوجات وأمهات الشهداء في سورية وهم السيدات جانيت أباظة، تميمة العباس، الدكتورة إنصاف الحمد، سميرة جبريل والسيدة ماريانا.
كما قامت الوزيرة بافتتاح معرض لرسومات الأطفال تجسد رؤية الأطفال للعنف ضد النساء والأمهات.
وتضمنت الاحتفالية ورشة عمل تهدف إلى إظهار تطور دور المرأة السورية خلال الأزمة وتحولها من التأثر إلى التأثير الايجابي على الصعيدين الإنساني والاجتماعي والدولي إضافة إلى تعزيز وعي المجتمع المحلي والمدني والدولي بدور المرأة الفعال في صنع السلام على المستوى المحلي والداخلي في ظل الأزمة.
حضر الاحتفالية الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة والدكتورة نظيرة سركيس وزيرة البيئة ومبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وعدد من السادة أعضاء مجلس الشعب.
** ** **
.. واحتفالية بالمناسبة في السويداء.. دور بارز للمرأة في تربية الأجيال على حب الوطن
السويداء- رفيق الكفيري:
أقامت مديرية الشؤون الاجتماعية بالسويداء وبالتعاون مع دائرة المسرح والموسيقا في مديرية التربية بالسويداء أمس احتفالية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة وذلك في صالة المركز الثقافي العربي بالسويداء وتضمنت الاحتفالية تقديم العديد من الفقرات الفنية والتعبيرية والقصائد الشعرية التي تمجد الوطن والأمومة وافتتاح معرض ضم أكثر من 70 لوحة تبرز مظاهر العنف ضد المرأة وخاصة ما تعرضت له المرأة السورية من أعمال عنف على يد المجموعات الإرهابية المسلحة وأصحاب الفكر التكفيري الظلامي.
وأشار بشار نصار عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة السويداء إلى الدور الذي تضطلع به المرأة السورية في تربية الأجيال على حب الوطن وهي الأخت والزوجة والأم التي قدمت فلذة كبدها شهيداً من أجل عزة وكرامة وسيادة الوطن مؤكداً أن حرائر جبل العرب الأشم كما حرائر سورية الأبية كن وما زلن المدافعات والمضحيات الأوائل عن عزة الوطن وكرامته وسيادته واستقلاله وربين أبناءهن على حب الوطن ورسخن مفاهيم الحب والخير والتجذر بالأرض.
بدورها أشارت بشرى جربوع مديرة الشؤون الاجتماعية في السويداء إلى دور المرأة في التصدي للحرب الكونية التي تتعرض لها سورية وتربية الأجيال على حب الوطن والذود عن حياضه لافتة إلى الانجازات التي تحققت للمرأة في ظل الحركة التصحيحية المجيدة التي عززت دور المرأة في المجتمع وتبوأت المناصب العديدة وأصبحت شريكا فعالا في بناء الوطن وإعلاء صروحه.
المرشدة النفسية نغم القنطار أشارت إلى مفهوم العنف والجوانب النفسية له ودور الأسرة والمثقفين والمؤسسات التربوية والتعليمية والمجتمع المحلي في نشر ثقافة اللاعنف وتربية الأطفال على اللاعنف ونوهت بدور الإعلام الكبير في صناعة ثقافة متطورة تجاه المرأة ومكافحة العنف ضدها.
وتحدثت الآنسة منتهى العربيد عن مظاهر العنف ضد المرأة الجسدية والنفسية والجنسية وأنماطه الأسرية والاجتماعية والسياسية مبينة أسبابه بالنظرة القيمية الخاطئة للمرأة والتخلف الثقافي العام وما يفرزه من جهل بمكونات الحضارة والتوظيف السيئ للسلطة في الأسرة والمجتمع والعادات والتقاليد الاجتماعية الخاطئة التي تحول دون تنامي دور المرأة وإبداعها، ضعف المرأة نفسها بالمطالبة بحقوقها، ثقل الأزمات الاقتصادية الخانقة والتي تشكل ما نسبته 45 % من حالات العنف ضد المرأة.