بتأمين متطلباته الأساسية وتحسين أحواله وتقديم الحلول لمشكلاته المستعصية يظن الأول أن عهد المعاناة قد ولّى وأن أيام الشدّة ستذهب إلى غير رجعة، لكن سرعان ما تتبدد أماله بعد طول انتظار لترتطم بالواقع من جديد.
فمنذ بضعة أيام تخرج وزارة الاقتصاد لتصرح بتمديد مدة صرف قسيمة مادة البرغل وهو ما جعل منها مادة للتندر لدى الكثيرين في الصحافة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي كون المادة المذكورة إحدى أربع مواد وعدت الحكومة بإضافتها إلى قائمة المواد المدعومة ( البرغل و الزيت والسمن و الشاي ) بموجب القسائم 71 و 72 بحيث تضاف إلى المواد سابقة الدعم وهي الرز و السكر و لم يتم صرف أي منها حتى هذه اللحظة.!
كما أعلنت وزارة التجارة الداخلية قبل أيام في تصريح مماثل عن توريد كميات وافرة من الفروج المستورد بأسعار مخفضة (350) ليرة للكغ وإتاحة فرصة الحصول عليها لكل مواطن ، في حين عجز الكثير من المواطنين عن الحصول على مستحقاتهم من الدفعات المستوردة في وقت سابق، الأمر الذي وضع مصداقية تلك الجهات على المحك و دفع المواطن للتساؤل عن سبب إطلاقها وعوداً معسولة لا تستطيع الوفاء بها على المدى المرتقب على أقل تقدير.
نتمنى أن تتريث الجهات الحكومية في إطلاق وعودها قبل أن تستطيع تدبر أمر إمكانية وضعها موضع التنفيذ حتى لا تبقى هذه القرارات حبراً على ورق .