تمكنت إيران من الانتصار بالحصول حقها في النشاط النووي للأغراض السلمية التي تخدم الشعب الإيراني ورغبته في التطور كباقي الشعوب في العالم.
ومن منطلق القوة والحق الذي حاربت من أجله طهران بطريقة دبلوماسية حضارية رضخ الغرب واعترف بإيران في النادي النووي كدولة نووية عظمى ولاعباً رئيسياً في المنطقة والعالم، وبدأ تساقط الحصار والعقوبات.. ولم يسجل التاريخ المعاصر أن تتوصل أكبر القوى العالمية دون استثناء إلى اتفاق على الاعتراف بحق تخصيب اليورانيوم لدولة في العالم، وهو حلقة من حلقات التطور العلمي المتقدمة، لبلد يعارض هيمنة وتبعية وتدخل هذه القوى في شؤونه الداخلية ويناهض ويقف كالصخرة في وجه هذه السياسية في أكثر منطقة من مناطق العالم.
ورغم سعار بعض الاطراف وعلى رأسها الكيان الصهيوني والسعودية، وبذلهم الجهود المضنية والكبيرة لعرقلة عجلة التفاهم والاتفاق لبلوغ التسوية مع طهران وإظهار صورة غير حقيقية عن الشعب الايراني.. إلا أن مساعيهم للتأثير على مسار المفاوضات قد أخفقت بشكل مهين لهما.
ومع أن اتفاق جنيف ليس إلا خطوة صغيرة على طريق طويل لبناء الثقة بين إيران والغرب، الذي أراد حرمان الشعب الايراني من حقه في التحرر من التبعية والانعتاق من التخلف، إلا أنه يمكن النظر إليه كتمرين أولي وعملي للغرب على الحوار مع هذا الشعب وقياداته، بعد ان كانت طاولة الغربيين تفوح منها على الدوام رائحة البارود التي لم تزكم إلا أنوفهم.. فالغرب أيقن بعد عقد من المفاوضات النووية أن لغة العسكرة ليست ناجعة ولا تجلب سوى الصداع والخسائر.. والحوار هو الطريق السليم والاقصر والأنفع وهذه حقيقة بات يدركها الجميع وفي مقدمتهم أوروبا.
إيران سابقت الزمن وحصلت على حقها المشروع في الطاقة النووية لأغراض سلمية بعد جهود سياسييها وعلمائها وتعب استمر على مدى سنوات في ميادين العلم والعمل، وأصبحت عضواً اساسياً في النادي النووي.. وما زال بعض العرب يغوصون في جاهليتهم وحقدهم على كل ما هو انساني وحضاري وعلمي.. ويتغنون بإقامة مهرجانات لأجمل تيس وأغلى عنزة في ممالك الرمال المتهالكة.
daryoussi@hotmail.com