هذا التطور لا بد وان يواجه بمرحلة جديدة من التحرك على كافة المستويات التي تعيش اسرائيل والسعودية حالة من التخبط والانزعاج ،وهذا من شأنه أن يغير مجرى اللعب في أوراق المنطقة بأسرها ، وفي هذا الاطار اعتبرت شخصيات لبنانية أن إيران شكلت انتصاراً هو الاول على المستوى الدولي وطبعاً ستكون لسورية حصة كبرى فيه من خلال ضرب الارهاب وغيرها من الداعمين والممولين لهؤلاء وسيكون الانتصار قريباً .
فقد أوضح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن الاتفاق بين ايران وبين معظم دول الغرب النووية التي تتسيّد العالم، إن « هو اتفاق إطار وليس اتفاقاً نهائياً وأمامه جولاتٌ تفاوضية حتى تُستكمل كل بنود جدول أعماله، لكن الأساس الذي ارتكز عليه هو إقرار العالم واعترافه بحق إيران في التخصيب النووي على أرضها لغاياتٍ سلمية، وتقديم إيران ما يثبت أنها ليست بواردة أنها متجهة لصناعة سلاح نووي، وما بين هذين الضابطين رسمت نقاط تفصيلية سيتم التفاوض حولها في جولات مقبلة ثنائية وثلاثية ومع 5 +1 ومع كل الأطراف الذي يعنيها التوصل إلى هذا الإتفاق».
وأضاف رعد أن «الذين يريدون التيخفف من المقاومة في لبنان هم من منظومة أصحاب المنهجية المفضية إلى تقديم التنازلات للعيش بسلامة حتى ولو كان هذا العيش بسلامةٍ تحت سقف التبعية والاستسلام والتخلي عن الحقوق والكرامة الوطنية والإنسانية للعدو». وقال: «نحن واثقون إن هذا العمل لن يحصد أي نتائج لأصحابه ولن يغيّر المعادلات في لبنان ولن يُسقط مشروع المقاومة، بل سيعزز من التفاف الناس حول المقاومة وسيزيدها تألقاً من خلال تبيّن الناس لتمايز نهجها ونموذجها عن بقية النماذج التي تُعرض عليهم في لبنان وسورية والعراق أو في غيرها، المطلوب أن نصبر ونصمد ونثق أن من حاول أن يلغي دوراً للمقاومة في رسم مستقبل لبنان قد أذعن مؤخراً، وبات مستقبل لبنان لا يستطيع أحدٌ أن يرسمه من دون مشاركة المقاومة وحضورها».
بدوره دعا الوزير فيصل كرامي إلى وحدة الصف والكلمة لمواجهة الأخطار التي تواجه لبنان والمنطقة، وشدد على ضرورة رأب الصدع في المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى، والالتزام بما يصدر من اتفاقات عن رؤساء الحكومات السابقين.
وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكرية، أن «هناك إدانة دولية ضد الإرهاب والعالم بأجمعه ضد تنظيم «القاعدة».
ولفت إلى أن «العملية الإرهابية على السفارة الإيرانية مدانة من الجميع وقد تكون هذه الهجمة بهدف دعوة حزب الله للخروج من سورية، وإذا كان الخطر سيطال لبنان مستقبلاً ولا سيما ان الصراع هو للقضاء على القوى المقاومة في المنطقة، فحتماً سيطال المقاومة في لبنان».
وأكد سكرية أن «ايران تتنازل عن برنامجها النووي كاملاً ولا تضحي بالمقاومة ،فهناك أمن لبنان وأمن سورية في وجه الخطر الإسرائيلي. لن تضحي بشيء بعد هذا الاتفاق وقد قدمت كل الضمانات ان برنامجها النووي لن يتحول الى أغراض عسكرية وهذا ما يكتفي به الغرب».
ورأى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أننا مقبلون على مرحلة ستكون فيها بلاد الشام في معركة شاملة واحدة بين الأنظمة وما يسمى حركات التطرف، وهذه المعركة ستتماهى فيها الحدود وستكون بغطاء من المجتمع الدولي».
وعن التفجير الذي استهدف السفارة الايرانية، لفت الفرزلي إلى أن «هناك بيئة واحدة في المنطقة العربية والاسلامية ولا يمكن التمييز بين لبنان والعراق وسورية، ومن المنتظر ان تنتج البيئة اللبنانية أيضا حالات كما في غير بيئات ،ولكن المستغرب حالة الانكار التي كانت تعيشها بعض القيادات بأنه لا يمكن خلق هكذا حالات».
من جانبه هنأ نائب وزير خارجية البرلمان الدولي للامن والسلام السفير هيثم أبو سعيد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ حسن روحاني في رسالة وجهها حول توقيع إيران والمنظمة الدولية للطاقة الذرية على إتفاق يحفظ لإيران التخصيب وتسويق الطاقة النووية.
واعتبر السفير أبو سعيد أن «الدول التي باركت الاتفاق بين الغرب وإيران تدرك مدى أهمية دخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى النادي النووي واستغرب السفير أبو سعيد امتعاض بعض الدول العربية بالإضافة إلى إسرائيل الذين كشفوا عن الوجه الحقيقي والنوايا المخفية في عدم رؤية الشرق الأوسط يهنأ بالطمأنينة والسلام.
وأكد النائب السابق إميل إميل لحود أن «اتفاق جنيف بين إيران والدول الست الكبرى أتى ليؤكد ما كنا نشدد عليه منذ سنوات، وخصوصاً بعد اندلاع الأزمة السورية، لجهة عدم الرهان على الغرب في تحديد السياسة اللبنانية».
وقال: «من كان يمني النفس بضربة غربية على سورية قبل أشهر قليلة، صدم في الأمس بمشهد توقيع الاتفاق وما تبعه من مواقف ورافقه من خطوات، إلا أنه لن يتعلم على الأرجح نتيجة تبعيته الكاملة للمتضررين من هذا الاتفاق، وهم باتوا معروفين، دولاً وتنظيمات تدور في فلكها، أعلنت إحداها أن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد توقيع الاتفاق، في حين كانت تدعي المطالبة بالاستقرار والسلام وسياسة الاعتدال».
من جهته اكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن جميع المراهنات والمؤامرات على سورية والمقاومة فشلت مشيرا إلى ان هناك أنظمة في المنطقة شاركت في هذا التآمر وانتهت كما هو مصير كل الذين تآمروا على المقاومة ومحورها وعلى سورية ولبنان.
واعتبر صفي الدين في كلمة له أمس ان مشروع التخريب والتدمير الذي نراه في سورية أو لبنان اوالعراق أو في مناطق أخرى هو مشروع محدود لا يحمل قابلية التمدد ولا الثبات وليس له مستقبل ونتيجة هذا الواقع فالمقاومة طوال كل المراحل الماضية تجاوزت الكثير من المطبات الصعبة مؤكدا ان هذه المقاومة ستتحمل المسؤولية باخلاص.
وقال صفي الدين ان ما يجري في لبنان هو نتاج ما يجري وما يحصل في المنطقة المنقسمة بين ثلاثة مشاريع أولها المشروع الصهيوني وخلفه الاميركيون والغرب وبعض دول المنطقة العربية والاقليمية التي لعبت أدوارا خبيثة في احباط المقاومات التي نشأت وأرادوا تطويعها وضيعوها وأغرقوها في المصاعب وفي الحصار وانتهى مفعولها فيما المشروع الثاني هو مشروع العرقلة والتجاوز والدمار والتفتيت والقتل وله من يدعمه بالمال والسلاح والقدرات وأما المشروع الثالث فهو مشروع المقاومة الذي نفتخر ونعتز به وتلتف حوله دول وشعوب لان معظم الشعوب هي مع مشروع المقاومة وتؤمن بالانجازات التي حققتها هذه المقاومة.