تستهدف حاضرها ومستقبلها وارثها الحضاري والتاريخي وتسعى للنيل منها ومن كل ما تمثله كبلد تختزن ذاكرته التاريخية حضارات متعاقبة طوت الاف السنين وكرمز للمحبة والسلام والعيش المشترك بين كافة ابنائه في وقت يتصاعد فيه التطرف في بلدان عديدة في المنطقة.
وبينت الخارجية في رسالتيها اللتين تلقت سانا نسخة منهما انه نتيجة للفتاوى المتطرفة الخارجة عن مبادئ الاسلام السمحة التي لم تكن يوما الا داعية لنبذ الفرقة والتعادي والتي يطلقها شيوخ فتنة ترعاهم وتحتضنهم دول معروفة مثل قطر والسعودية تقوم تنظيمات إرهابية متعددة ترتبط بالقاعدة تنظيميا او فكريا
وتنهل من عقائدها المتطرفة التي ترفض وجود الاخر وتعمل على اعادة سورية الى عصور الظلام والتخلف باستهداف سورية دولة وشعبا من خلال تفجيرات إرهابية انتحارية واستهداف عشوائي للاحياء الامنة بقذائف الهاون التي توقع العديد من الضحايا المدنيين يوميا دون تمييز بين رجل أو امراة او طفل او عجوز وتبث الذعر والخوف في صفوفهم.
وقالت الخارجية وقد كان من بواعث القلق بشكل خاص خلال الاشهر القليلة الماضية انخراط المجموعات الإرهابية المتطرفة بشكل منهجي في مخطط يستهدف المسيحيين في المنطقة عموما وفي سورية خصوصا عبر استهداف الاحياء التي يقطنها مواطنون سوريون من اتباع الديانة المسيحية في دمشق وحلب بشكل خاص بقذائف هاون يتم اطلاقها بكثافة وتواتر يومي لتطال بيوت المواطنين وممتلكاتهم ومدارسهم وكنائسهم ودور العبادة في تلك الاحياء بهدف بث الذعر بينهم ودفعهم الى ترك بلدهم والهجرة مشيرة الى ان هذه القذائف العشوائية التي طالت المدارس وحافلات نقل الطلاب اودت بحياة العديد من الطلاب والمدرسين الابرياء مؤخرا ويتزامن استهداف هذه الاحياء السكنية في المدن الرئيسية مع اعتداءات متكررة على بعض المدن والقري في ريف دمشق وريف حمص ذات الاغلبية المسيحية بين قاطنيها الذين تقوم تلك المجموعات الإرهابية بالاعتداء اللفظي والجسدي عليهم وبسرقة وتدمير بيوتهم وكنائسهم كما حدث في مدن معلولا وصدد ودير عطية مؤخرا.
واكدت الخارجية انه من المثير للريبة والاستغراب ان الدول التي تدعي حرصها على الشعب السوري ومصالحه تلتزم الصمت المطبق ازاء هذه الجرائم الإرهابية ضد المدنيين العزل لا بل ان بعض الدول تقوم بتقديم الدعم المادي والعسكري واللوجستي الى هذه المجموعات الإرهابية لتمكينها من الاستمرار في جرائمها التي تطال الشعب السوري بمختلف مكوناته وتعمد في الوقت نفسه الى تسهيل تهجير هؤلاء المواطنين من سورية لتوطينهم خارجها.
وقالت الخارجية في رسالتيها.. انه وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة السورية ان الحوار الوطني بين السوريين وبقيادة سورية دون تدخلات خارجية هو الكفيل بتمكين الشعب السوري صاحب الحق الدستوري الوحيد في تقرير مستقبل بلده واختيار قيادته من التعبير عن خياراته وعبر صناديق الاقتراع وانطلاقا من هذه القناعة فان الحكومة السورية اكدت مرارا استعدادها للمشاركة في مؤتمر جنيف وللمساهمة في انجاح اعماله بما يكفل احترام خيارات الشعب السوري وفي الوقت نفسه فانها تؤكد كذلك على حرص الدولة السورية على ممارسة واجبها الدستوري في حماية مواطنيها مسلمين ومسيحيين من جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة.
واضافت الخارجية.. ومما لا شك فيه ان مكافحة الإرهاب الذي يستهدف المواطنين السوريين هو امر حاسم لنجاح اي حل سلمي للازمة في سورية ولاعطاء العملية السياسية مصداقية في اعين الشعب السوري ويتطلب وقف العنف والإرهاب امتناع الدول المتورطة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة وابرزها السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى معروفة على راسها فرنسا عن تقديم اي نوع من انواع الدعم العسكري والمالى واللوجستي والايواء والتدريب الذي توفره لهذه المجموعات.
واختتمت الخارجية رسالتيها بالقول تتطلع سورية الى قيام مجلس الامن بدور اساسي في مكافحة المخططات الرامية الى اخلاء الشرق الاوسط من ابنائه المسيحيين المتجذرين تاريخيا في المنطقة والتنبيه من المخاطر الجسيمة التي تحملها هذه المخططات على الوحدة الوطنية في العديد من دول المنطقة وعلى امنها واستقرارها وتؤكد ان مكافحة العقائد المتطرفة والضغط على الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تستهدف قيم المواطنة والعيش المشترك هي السبيل الوحيد للحفاظ على هذا التنوع الذي كان على الدوام مصدر قوة ميز سورية وحضارتها المتعاقبة عبر التاريخ.