تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لأول مـرة.. دليـل إرشـادي للمكتبـة المدرسية السـورية

ثقافة
الاثنين 2-12-2013
 فاتن دعبول

القراءة كانت دائما النافذة الأولى للمعرفة وليس أدل على ذلك من أنها الكلمة الأولى التي خاطبت بها الملائكة الرسول ليبتدئ بنشر المعرفة بقوله اقرأ، هذه الكلمة لخصت خطاب رب العالمين إلى البشر عبر نبيه لأهمية القراءة،

حسب الدكتور طاهر سلوم عميد كلية التربية ويضيف: عندما درس الباحثون أيضاً مسألة المعرفة ومنهم «بلوم» ورفاقه أكدوا أن المدخل الأول هو القراءة لأنها مفتاح المعرفة الأول، والقراءة على مستويات منها القراءة العابرة وهناك أيضا القراءة المتفحصة الناقدة، وهنا نلفت إلى أن المعرفة ليست كما ظنها السابقون بأنها موجودة في دماغ الإنسان والمربون يولدونها من هذا الدماغ كما ذكر ذلك سقراط عندما تحدث عن والدته التي كانت مولِّدة فقال: «أنا معلم أولد المعرفة التي هي من الدماغ ووالدتي كانت مولدة تولد النساء» والحقيقة أن المعرفة ليست كامنة في دماغ الإنسان وإنما القدرات هي الكامنة، ويختلف البشر فيما بينهم بقدراتهم على عملية القراءة والتعلم ولا يختلفون في مسألة ماذا يمتلكون من معارف سابقة.‏

وقد يرتقي الإنسان بمستوى القراءة إلى التحليل والتركيب ليصل إلى وضع الأفكار في ضوء قراءاته ويتفحص ما بين السطور ليصل إلى إبداعات جديدة وطبعا هذا لا يكون إلا بالدربة والاطلاع المستمر، ونلفت هنا إلى أهمية أن تتيح المناهج لأنشطة قرائية يقوم بها المتعلم إضافة لما هو في الصف لتتسع معرفته ويضيف إلى ذلك الدخول إلى مراكز مصادر التعلم كالمكتبة والمواقع البحثية والنت، ليصل في النهاية إلى رؤية جديدة وأفكار حديثة لأن الانشطة القرائية اللاصفية تشكل جزءاً من الدرس وهذا يتطلب أن يتواجد المعلم مع الطلبة في المكتبة والدخول إلى مباحث عديدة يتعلم الطالب من خلالها كيف يقدم أفكاراوكيف يكون ناقدا وكيف يكتب في ضوء ما يقرأ وهذا بالطبع لا يأتي إلا عبر التخطيط من قبل المدرس وعبر المنهج نفسه الذي يجب أن يتضمن مسبقا أنشطة قرائية صفية ولا صفية.‏

وحول سؤال هل تتوفر هذه الميزة في مناهجنا، يقول الدكتور سلوم:‏

هناك محاولة في مناهج وزارة التربية ولا أقول أنها وصلت إلى الحد الذي الذي يكفي، ربما لوحظت هذه الميزة في التأليف لكنني لست متأكداً أنها قد لحظت في عملية التعليم وتنفيذ الدروس، لأن المدرسين لم يصل إليهم التدريب الكافي الذي يمنحهم مهارات تعليمية تواصلية لينفذوا بها هذا المنهج وفق ما خطط له.‏

ويبين بدوره أن هذه المسألة تتطلب إعادة تأهيل المكتبة المدرسية لتكون مطورة في ضوء المنهاج، وأن يكون أمين المكتبة خبيراً متخصصا يقدم ارشاداته السليمة لاأن يكون مريضا ومحالا من الوسط التعليمي أو له واسطة تدعمه، بل يكون خريج قسم المكتبات وخبيرا بتصنيف المكتبة، وإضافة إلى ذلك ضرورة وجود تخطيط في إطار مصادر التعلم من قبل الوزارة نفسها وللأسف لم يصل هذا الأمر إلى الحد الذي هو مطلوب أي أن المكتبة المدرسية لم تواكب المناهج الحدثة.‏

قريباً دليل إرشادي لمصادر التعلم‏

يقول الدكتور طاهر سلوم عندما كنت مديراً للمركز الوطني لتطوير المناهج في سورية كانت الخطوة الأولى التي قام بها المركز أن أعد دليلا ارشاديا لمصادر التعلم وهي المكتبة، الوسائل التعليمية، تقنيات التعليم والانترنت ،ولأول مرة وضعنا دليلا ارشاديا للمكتبة المدرسية السورية.‏

وأضاف وبدأنا بدليل آخر هو مركز لمصادر التعلم لكنه يتعلق بالتقنيات ودليل ثالث يتعلق بالمعلوماتية ايمانا منا بأهمية القراءة التي توصلنا إلى المعرفة وأن عمليات التفكير يجب أن تواكب عملية القراءة وعلى وجه الخصوص القراءة الواعية الناقدة المتفحصة، لأن ذلك يعتبر أساسا في العملية التربوية بهدف تشكيل مهارة قرائية لدى الطلبة وعادات لارتياد المكتبات والدخول إلى مواقع القراءة.‏

دور الجامعات في تحفيز الطلبة‏

لاشك الجامعة المكان الأمثل الذي يكمل الطالب به رسالته القرائية ويقدم ابحاثه في ضوء قراءاته عبر حلقات البحث في معظم المواد التدريسية الذي يتوسع من خلالها في مجال معين وما أتمناه من الجامعة الا تقتصر على الكتاب الجامعي بل يكون هناك مراجع للطالب والأستاذ، والكتاب الجامعي أحد مصادره وليس المصدر الوحيد ليتاح لذلك الطالب الاطلاع على اراء مختلفة ومدارس عديدة لتشكيل حصيلة قرائية ترتقي في عملية الامتحانات نفسها، ولا تكون الاجابات محدودة ومؤطرة بل تتيح الفرصة للإبداع وهذا ما نصبو إليه في جامعاتنا، ولا ننسى هنا أن نركز على حلقات البحث على أهميتها وإن كانت متعثرة في بعض الاحيان لكنها فرصة يبحر الطالب من خلالها في عوالم المعرفة المختلفة ليصل إلى مبتغاه بطريق سليم ويصبح قادرا على التمييز بين الغث والسمين من المعرفة.‏

اقتراحات تحفيزية‏

ويقف الدكتور سلوم عند اهمية احتساب القراءات في عملية التقويم كما حدث في مراكز المتميزين التابعة لوزارة التربية حيث خصصت 40% من الدرجات لقراءات الطالب وتوسعاته فأصبحت القراءة جهد لا يغفل في الدرجات والتقويم وهي شكل من أشكال المكافأة في التحفير لعملية التعلم.‏

وبدورنا نتوجه إلى الجامعة لأن ترتقي بالأسئلة والأخذ بعين الاعتبار القراءات التي يقوم بها الطلبة، وبالتالي يتميز من لديه قراءات عن غيره، وفي كلية التربية نسعى لتسير الامتحانات في هذا المنحى لأنها الآن ليست بالمستوى الذي نطمح اليه وكذا الأمر في وزارة التربية فأظن أن هناك تخلف في الأسئلة الامتحانية سواء في اسئلة الشهادات أو الصفوف الانتقالية فهي لم ترتق إلى سوية المناهج التي تضم أنشطة عديدة وهذا بالطبع يتطلب دراية طويلة للمدرسين، أما في الجامعة فالأمر قيد المتابعة في مركز القياس والتقويم الذي قامت به وزارة التعليم العالي للارتقاء بالاسئلة لتصل إلى السوية التي تأخذ بعين الاعتبار القدرات التي يمتلكها الطلبة عبر قراءاتهم الجادة خارج إطار المعلومات المحددة في الكتاب الجامعي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية