تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الصمود السوري وتآكل مخططات العدوان الغربية

شؤون سياسية
الاثنين 2-12-2013
 محرز العلي

بات معروفا لدى مختلف القوى الدولية ان الصمود السوري الأسطوري شعبيا وسياسيا وعسكريا أمام اكبر مؤامرة دولية تحاك ضد سورية قد ساهم بخلق نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب،

وأعطى رسالة للعالم اجمع ان سورية مهد الديانات وصانعة الحضارات كانت وماتزال عصية على قوى التآمر والغدر والعدوان ولا يمكن أن ترضخ للإملاءات والشروط مهما بلغت التضحيات لأن قرارها الوطني المستقل والسيادة والاستقلال ورفض التدخل الخارجي هي خطوط حمر لا يمكن المساومة عليها أو المساس بها .‏

إن صمود الشعب السوري في مواجهة قوى التآمر وعملائها واذرعها الإرهابية افشل مخططات القوى الاستعمارية التي تسعى إلى تدمير الدولة السورية، وحطم رهانات العملاء العرب والإقليميين لاسيما حكام السعودية وقطر وتركيا الذين ارتضوا ان يكونوا أدوات لقوى الاستكبار الغربي، حيث باتت أحلامهم وطموحاتهم في مهب الريح نتيجة قراءتهم الخاطئة للواقع السوري وجهلهم بتاريخ سورية التي كانت وماتزال مركز إشعاع حضاري وجبهة مقاومة لكل مخططات الأعداء، ونتيجة اعتقادهم الساذج أن فائض عائدات البترول يمكن أن يحقق لهم ما يحلمون به ويجعلهم قادرين على إخضاع الشعوب الحرة عبر شراء الضمائر أو استخدام المجموعات التكفيرية الظلامية من اجل بث الفوضى وارتكاب الجرائم بحق النساء والشيوخ والأطفال، وتدمير البنى التحتية للدولة السورية ومحاولة تعطيل الحياة العامة، ولكنهم تناسوا أن الجيش العربي السوري يحمل عقيدة وطنية وقومية راسخة وقد أقسم على حماية امن الوطن والمواطن ووقف بالمرصاد لهؤلاء التكفيريين، وهو الآن يذيقهم مرارة ما صنعت أيديهم من جرائم عبر القضاء عليهم واجتثاث إرهابهم وملاحقة فلولهم وتطهير المناطق التي تسللوا إليها خلسة وعاثوا فيها فسادا وقتلا وتدميرا دون رادع أخلاقي أو ديني أو إنساني حيث تشير الجرائم التي ارتكبها هؤلاء التكفيريون أنهم لا ينتمون إلى الجنس البشري إلا بالشكل فقط .‏

الصمود السوري الأسطوري وتراكم انجازات الجيش العربي السوري والقرار الحازم من القيادة السورية بتطهير الجغرافيا السورية من رجس الإرهابيين مهما كلف ذلك من تضحيات، دفع الدول الغربية إلى تدوير الزوايا في سياستها تجاه الأزمة المفتعلة في سورية، بعد أن اقتنعت تماما أن إخضاع الدولة السورية عبر استخدام العنف والإرهاب ودعم التطرف بات مستحيلا رغم استقدام عشرات آلاف الإرهابيين من أكثر من 83 بلدا عربيا وأجنبيا، ما انعكس تحركاً دبلوماسياً نحو عقد المؤتمر الدولي في جنيف من أجل حل الأزمة في سورية عبر الحوار، حيث سارعت العديد من الدول لحجز مقعدها في المشهد الدولي القادم قبل ان يفوتها القطار وتصبح على قارعة الطريق بدون أي دور أو فعالية تجاه قضايا المنطقة، وبالتالي فقدان مصالحها ومن هذه الدول على سبيل المثال لا الحصر تركيا التي سارعت حكومتها المتواطئة إلى الاتصال بإيران والعراق في محاولة لفتح قنوات اتصال مع القيادة السورية، بعد فشل اردوغان في تحقيق حلمه العثماني حيث بات مستقبله السياسي على المحك لا سيما وانه أمام استحقاقات مهمة في الأشهر القليلة القادمة، وهو يدرك جيداً أن الشعب التركي قد سئم سياسته الخرقاء في المنطقة وخاصة تجاه سورية .‏

وبالطبع ليست تركيا الدولة الوحيدة التي تحاول الاستدارة وتأمين خط الرجعة بعد تورطها في سفك الدم السوري فثمة دول أخرى وقد كشف دبلوماسيون أوربيون لوكالة الصحافة الفرنسية أن عددا من سفراء ومسؤولي أجهزة الاستخبارات الأوربية بدؤوا بسلوك طريق دمشق لإحياء الاتصالات مع سورية، ويبرز في هذا السياق بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي يطلب من الدول المؤثرة في الجماعات الإرهابية المتواجدة على الأرض السورية الضغط على هؤلاء المجرمين ومحاولة وقف العنف، كل ذلك يشير إلى ان الكثير من العملاء وأسيادهم بدؤوا بتدوير زوايا سياستهم تجاه ما يحدث في سورية وذلك ليس كرماً في الأخلاق طبعا وإنما نابع من الحرص على مصالحهم التي تقتضي التعاون مع الحكومة السورية في محاربة الإرهاب خاصة وان ارتدادات الإرهاب بدأت تقلق شعوب الدول التي تم استقدام الإرهابيين منها وخشيتهم من عودتهم إليها، وقد أكسبتهم خبرتهم بالإرهاب المزيد من الإجرام واستباحة الدماء وقتل كل من يخالف فكرهم الظلامي التكفيري.‏

وفي هذا السياق أقر دبلوماسي أوروبي بوجود أكثر من ألف جهادي قدموا من أوروبا للقتال في سورية في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة مؤكدا ان ذلك يقلق الدول الأوروبية التي أتوا منها بشكل جدي لذلك تريد هذه الدول استئناف تعاونها مع السلطات السورية وهذا يؤكد ما ذهبنا إلى استنتاجه ان الاستدارة الغربية ليست من كرم الأخلاق وإنما من حرصها على مستقبلها السياسي والتخفيف من ارتدادات الإرهاب الذي احتضنوه ودعموا أدواته أو غضوا النظر عنه.‏

في كل الأحوال هذه الاستدارة لبعض الدول تتطلب تجفيف منابع الإرهاب عبر الضغط على من فقد عقله ولم يتعظ حتى الآن ويواصل دعمه للإرهابيين بالمال والسلاح ولا سيما حكام السعودية وذلك لثنيهم عن أعمالهم الإجرامية بحق الإنسانية والعمل الجاد من اجل المساهمة بإيجاد آليات تسهم في محاربة التطرف وتشجيع الحوار باعتباره السبيل الوحيد الذي من شأنه حل المسائل الخلافية وبغير ذلك فان ارتدادات الإرهاب سوف تطال كل من ساهم بدعمه، وسورية إذ تواصل حربها على الإرهاب و الإرهابيين قد أعلنت مرارا ترحيبها بكل جهد دولي من شأنه المساهمة في حل الأزمة في سورية عبر الحوار وبما يحقق تطلعات السوريين دون تدخل خارجي .‏

">mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية