تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أهناك انعطافة تركية حقاً ؟

شؤون سياسية
الاثنين 2-12-2013
 بقلم: نواف أبو الهيجاء

حتى بداية العام 2011 كانت حكومة اردوغان تتباهى بنظرية ( صفر مشاكل ) مع الجوار . و في غضون عامين تحولت القضية الى ( كتلة مشاكل ) بين تركيا و جوارها و مع اكراد تركيا كذلك، و مع سورية و العراق و إيران بالدرجة الأساس . و ما زاد في انتفاخ أوداج و ريش اردوغان ما حدث في مصر بصعود الإخوان المسلمين على سدة الحكم .

لقد ظن اردوغان ان الوقت ملائم تماماً ليعيد بناء الحلم الامبراطوري العثماني، فقد داعبته أحلام هيمنة الإخوان على سورية اضافة الى مصر و ظن ان الحلم في متناول اليد خلال اسابيع قليلة لا اكثر .‏

وبعد عامين تماماً وجدت حكومة أردوغان أن مشاكلها مع الجيران ازدادت تأزماً و أحلام الهيمنة العثمانية تبخرت. سقط حكم الاخوان في مصر، و لم تصدق عيون أركان اردوغان ما تراه في الشارع المصري . و سقط حلم الهيمنة على سورية تماماً و وجدت حكومة اردوغان أنها باتت على الرف في المشكلات و القضايا الدولية عامة، و قضايا المنطقة خاصة. بعد أقل من عامين على بداية الحلم تبخر الحلم .‏

فالاتفاق الامريكي الروسي حول الملف الكيماوي السوري لم يكن في حسبان أردوغان ولا أوغلو . والأدهى ما حصل من تقارب أمريكي إيراني، و من الطرف الامريكي تحديداً في اثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. و كما حدث مع السعودية أصيب أردوغان بالدوار، و هو يجد أنه أصبح خارج إطار الحدث الدولي عموماً. و كان عليه ان يتحرك خصوصاً لوضع حد لمشكلاته مع المحيط المجاور .‏

ثالثة الأثافي كانت في الاتفاق النووي بين إيران و الدول الست. و كان على تركيا أن تفهم أنها يمكن أن تكون بعيدة، حتى عن المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف ما دامت مصممة على مواقفها، وعلى جر تركيا إلى المعمعة الارهابية، و هي التي ساندت بالمال و الدعم اللوجستي والإعلامي و السياسي كل من هب ودب للدخول في الأتون السوري. و مع اكتشاف حقيقة ما يجري على الارض السورية حقاً من أن سورية تواجه إرهاب القاعدة، و إن هذا الارهاب لايمكن ان يكون بعيداً عن تركيا في القادم من الزمن، و الامن القومي التركي في خطر كان لزاماً التحرك نحو معالجة العلاقات مع الجوار .‏

هكذا طار أوغلو الى بغداد لترميم العلاقات المتأزمة و استقبل اردوغان البارزاني في المنطقة الكردية التركية . كما أن أوغلو طار الى طهران بعد إبرام الاتفاق مع الدول الست و أطلق تصريحات تقول: إن تركيا تريد حلاً سياسياً للوضع في سورية و إنها تتفق مع ايران بضرورة العمل على وقف اطلاق النار في سورية حتى قبيل انعقاد او موعد جنيف .‏

ماعدا ما بدا ؟‏

أهي انعطافة حقيقية هذه التي تحدث ؟ هل تستدير تركيا في سياساتها بعد اللطمات التي تلقتها على ( اليأفوخ ) في مصر و سورية و العراق و مع الاكراد ؟‏

وجد أردوغان انه صار على الهامش عالمياً، و أن الأصدقاء الأمريكيين يتصرفون وفق مصالحهم القومية، أرضي حليفهم في انقرة أم غضب، أرضي حليفهم في الرياض أم غضب، أرضي حليفهم في تل ابيب أم غضب .‏

امريكا ليست على استعداد لخوض مزيد من الحروب في المنطقة لا من اجل السعودية ولا من اجل تركيا ولا حتى من اجل اسرائيل . هذه الحقائق كلها دعت وتدعو تركيا الى اعادة النظر في سياساتها حيال سورية والعراق وايران، ومن هنا نفهم معنى ان يقول اوغلو: إذا عجزت إيران وتركيا عن حل مشكلات المنطقة فان الحلول ستفرض عليها وتكون لمصلحة الكيان الصهيوني .‏

كلام في منتهى الغرابة لو كان قد صدر عن اوغلو قبل نحو عامين ونيف، أما الآن فهو كلام يراد منه اقناع الجوار أن سياسة اردوغان تبدلت واصبحت اكثر واقعية، والآتي من الزمن سيرينا ان كانت انقرة جادة في ( تكويعتها السياسية ) ام انها تناور ليس إلا .‏

Nawaf.m.abulhaija@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية