تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحلول السلمية العدو الأول لأميركا والصهيونية

شؤون سياسية
الاثنين 2-12-2013
 منير الموسى

هل خُطَط الاستعمار الجديد الاستباقية ببث التفرقة في العالم العربي والإسلامي ستتوقف فيجعلون مستولديهم الصهاينة والوهابيين الفاسدين يوقفون لعبة الإرهاب؟

أعداء سورية لديهم مخططات استراتيجية متقدمة، ولديهم خطط كثيرة، كلها لإسقاط محور المقاومة وعندما تخفق إحداها ينتقلون إلى غيرها، ولا شك أنهم وضعوا للمؤتمر الدولي بشأن سورية سيناريو أو خطة جديدة خاصة بهم توزعت فيها أدوارهم، وما دام أعداء سورية كلهم سيأتون إلى المؤتمر فسيكون بينهم ممثلون رئيسيون، وكومبارس، وحلف التخاذل العربي، والغلمان مما يسمى مجلس اسطنبول وائتلاف الدوحة، ومن المستهجن أن تدعو الحكومة الفرنسية نائبين لبنانيين من 14 شباط للمؤتمر، خروجاً على مقولة النأي بالنفس. ولا يعرف أحد ما دورهما؟‏

وربما ستقول الدبلوماسية الأميركية لوفد الجمهورية العربية السورية من تحت الطاولة تخلوا عن دعم المقاومة وستصبح سورية الدولة المفضلة لدى الغرب، وكل ذلك كرمى لإسرائيل معبودة الأنظمة الغربية الحاكمة المتصهينة في هذا الزمان من تاريخ اللاتين في أوروبا والأنكلوساكسون في العالم، ولو وافقت سورية على الشروط التي وضعتها واشنطن منذ بداية العدوان الإرهابي عليها، وتحققت أهداف إسرائيل، لكان العدوان توقف ولتوقف آل سعود عن تمويل جبهة النصرة ولتوقف الغرب عن دعمهم بالسلاح والعمل الاستخباراتي. وهي الشروط ذاتها التي وضعت على سورية بعد احتلال العراق، وبعد اغتيالهم لرفيق الحريري وبهذا فإن حلف العدوان سيدأب على فعل كل ما بوسعه لاستهداف سورية ما لم تتحقق مراميهم في إيقاف الدعم السوري للمقاومة.‏

وقد بات العالم كله يعلم أن الوهابية والصهيونية والإخوان المسلمين ولدوا من رحم شيطاني واحد، والوهابيون منذ نعومة أظفارهم أي منذ بداية احتلالهم لبلاد الحجاز وهم يناصبون العداء كل من يعادي بريطانيا وإسرائيل، ومؤشر العداء كان يرتفع ولكن ليس للخط البياني الذي وصل إليه شدةً في السنوات الأخيرة وأمثلته مواقفهم المعادية لمصر منذ ثورة 23 تموز حتى عام 1970 التي لا تحصى، ومعاداتهم لكل ما هو قومي أو مقاوم للهيمنة الإمبريالية والصهيونية، ولأول مرة يعترف الوليد بن طلال آل سعود قبل أيام قليلة في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال بالمصالح المشتركة بين السعودية وإسرائيل، وقال بشأن اتفاق 5+1 مع إيران، إن ضربة عسكرية (لإيران) أفضل من اتفاق سياسي سيئ (معها)، وللوهابيين والصهاينة أيضاً مصالح مشتركة في استهداف سورية التي يخسرون معركتهم فيها بعد الثمن الباهظ الذي دفعوه لإسقاطها، وإذا خسرت الوهابية هذه المعركة فلا مكان لها في العالم وستلحق بها الصهيونية. وكلتاهما تريان في محور المقاومة تهديداً وجودياً، الأولى لدكتاتوريتها وطغيانها، والثانية لدولتها العنصرية الفاشية.‏

آل سعود، عندما يخلقون الفتن في العالم العربي لا يدافعون عن الإسلام كما يزعمون ولا عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل يدافعون فقط عن مصالحهم ومصالح حلفائهم في إسرائيل والغرب. والوهابيون سيذهبون إلى المؤتمر في جنيف إن عقد في 22 كانون الثاني القادم وأيديهم ملطخة بدم آلاف السوريين، هم وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب الذين يلعبون اللعبة الصهيونية الكبرى في تقويض معاقل المقاومة لجعل إسرائيل صاحبة اليد العليا في المنطقة، والذين سيحرقون صاحب كل موقف عادل من فلسطين إن استطاعوا. فالهدف الأساسي للغرب حماية أمن إسرائيل وهو الشرط الأساسي في أي مؤتمر.‏

وقيام دولة وهابية كان من ضمن المخطط الغربي في المنطقة ومن ملحقات سايكس بيكو التي ترافقت مع تفشي الصهيونية في فلسطين، وكلتاهما احتلتا أرضاً مقدسة، القدس ومكة المكرمة، لتخدما الغرب الجشع، فلا مصداقية لدى الأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان، بل إن ثمن حقوق الإنسان في هذا الزمن الرديء هو أمن إسرائيل، فأي إنسان في المنطقة إذا أراد حقوقه كإنسان، فيجب أن يوفِّر الأمن لإسرائيل, ومعروف أن الولايات المتحدة مثلما هي أكثر بلد في العالم تسبب بالنزاعات فهي أيضاً أكثر بلد قوَّض في تاريخه الحلول السلمية، فالسياسة الحربية الأميركية تسببت بنتائج كارثية على الشعب الأفغاني، والعراقي، واليوغسلافي، والكوسوفي، والليبي، والسوري، وغيرهم. وهذا الكلام للقول إن المستعمرين لن يتخلوا ببساطة عن مطامحهم العدوانية تجاه المنطقة، وقد يتخلون عن إرهابييهم في سورية بسبب ضغوط القطب الجديد الصاعد في العالم الذي ظهر إثر انتصارات الجيش العربي السوري.‏

وسينتقل المستعمرون إلى خطط أخرى ولأنهم فهموا أن لا جدوى من خطط الإرهاب وقد قال الصحفي الغربي آلان جيل: «كم من الصعب أن يكون المرء إرهابياً في سورية، نعم تزداد أكثر فأكثر صعوبة الوجود مع الإرهابيين الذين يموتون في سورية، النهاية قريبة والعالم كله يجب أن يشكر ويشجع الجيش العربي السوري. ويجب تهنئة هذا الجيش على قوته وإخلاصه لوطنه وتهنئة كل الوطنيين الذي فهموا أن الوهابيين السلفيين الإرهابيين دجالون».‏

والدجل أيضاً في المؤسسات الدولية الراعية لميثاق الأمم المتحدة وقد حث المحلل السياسي الكندي كين ستون، الأمين العام للأمم المتحدة بصفته أول المعنيين باحترام الميثاق أن يستخدم سلطته لإيقاف تدخل البلدان التي تشن عدواناً عسكريا سرياً وإرهابياً في سورية. لأنه ما لم تُعاقب هذه البلدان على دعمها للإرهابيين، فإن هؤلاء سيمنعون كل حل سياسي، وبالتالي وقف الإرهاب عن قتل الشعب السوري أهم من زيارة معسكر أوشفيتز في بولونيا، الذي زاره بان كي مون الأسبوع الماضي، ليكسب رضا وبركات إسرائيل!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية