تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أميركا .. أكثر من استخدم ورقة حقوق الإنسان وأول من انتهكها

شؤون سياسية
الاثنين 2-12-2013
 دينا الحمد

في كل شهر وربما اقل من ذلك تظهر للعلن فضائح وفظائع يرتكبها جنود اميركا المحتلون لافغانستان و العراق و الذين يتدخلون في باكستان و غيرها من البلدان و تمر هذه الجرائم دون أي عقاب و دون أي اعتذار من قبل الاجهزة الاميركية المختصة ،

و ربما هذا ما يفسر حقيقة اميركا التي تدعي حرصها على حقوق الانسان و ترفع صوتها عاليا و بشكل صاخب مدافعة عن حريات الشعوب في الوقت الذي تنتهك هذه الحريات مع انها الدولة الاكثر استخداما لورقة حقوق الانسان في سياساتها الخارجية و الاكثر انتهاكا لهذه الحقوق على مر التاريخ .‏

و اخر فضائح اميركا في هذا الاطار الاساءات الموثقة لعناصر السي أي ايه التي اثارت بلبلة و انتقادات بسبب قيامهم بأعمال و ممارسات منافية للآداب من بينهم اشخاص يتولون امن الرئيس الاميركي باراك اوباما وقد كشفت معلومات عن علم كبار المسؤولين بتلك الفضائح التي يقوم بها العملاء و عن قيامهم بأعمال غير شرعية مع مواطنين في بلدان اخرى .‏

و اكدت هذه المعلومات صحيفة «واشنطن بوست» التي قالت ان موظفين ومسؤولين في اجهزة استخبارات اميركية ادينوا بسبب سوء التصرف في 17 بلدا في السنوات الاخيرة .‏

ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن مخبرين في لجنة في مجلس الشيوخ تشرف على اجهزة الاستخبارات .‏

ولا ينسى العالم جرائم و غرائب التعذيب في سجن ابو غريب او السجون الاخرى التي انتشرت في كل مدينة عراقية حتى تلك التي لم تكن بها سجون في السابق ، والتي قام بها الجنود الاميركيون و بتعليمات مباشرة من قبل الرؤساء المباشرين لهم في وزارة الدفاع و التي كشفت عن شخصية الجندي الامريكي و مكوناته النفسية في القضاء على تاريخ الشعوب و نهب ثرواتهم و تدمير مكتسباتهم بمحو من يقف في وجههم و تعذيبه بشكل وحشي .‏

حيث عامل الاميركيون الابرياء كالحيوانات ومارسوا بحقهم ابشع انواع التعذيب وعندما خرجت هذه الفظائع الى العلن ونشرت صورها الصحافة الاميركية نفسها مر الامر مرور المستعجل ولم يعاقب احد من المجرمين بل ان ادارة بوش لم تكلف نفسها عناء الاعتذار من الشعب العراقي ووجدت لجنودها الاعذار السخيفة لتبرئهم من هذه الافعال المشينة.‏

وبعد ذلك نشرت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» الاميركية مجموعة صور تظهر عددا من جنود الجيش الاميركي يقفون بجانب اشلاء بشرية لقتلى افغان ومن ثم نشرت صور اخرى لجنود يبولون على جثث لمواطنين افغان في ابشع منظر يعبر عن تفكك القيادة وانعدام الانضباط و بطبيعة الحال خرج البنتاغون ليبرر هذه المشاهد زاعما انه سيقوم بالتحقيق في الواقعة للوقوف على حقيقة ما جرى.‏

ولا شك ان هذه الصور استدعت الى الاذهان التهاون الامريكي في معاقبة الضباط والجنود الذين اقترفوا جرائم سابقة سواء وقوف عدد من جنود الجيش الاميركي فوق جثث افغان او بقضية احراق نسخ من المصحف الشريف بقاعدة باغرام ، او عدم محاسبة هؤلاء المسؤولين عن فضائح سجن ابو غريب السيئ السمعة في العراق بما يتجاوز كل الحدود و يعتدي على حقوق الانسان و آدميته ورغم ان هذه الفعلة الشنيعة مر عليها اعوام فلم يتخذ اجراءات تأديبية بحق الجنود المذنبين وهم معروفون .‏

ان كل هذه الجرائم و غيرها المئات الاخرى المعروفة و غير المعروفة بدءا من معتقل غوانتانامو و ليس انتهاء بالسجون السرية داخل اميركا و خارجها تؤكد زيف الشعارات التي تنادي بها الادارات الاميركية التي تدوس على الانسان و تنتهك حرماته و حقوقه و كرامته .‏

لكن الشيء الثابت ان هذه الاعمال المشينة اصبحت مثار استنكار واستهجان عالمي و اصبحت صورة الولايات المتحدة في الحضيض نتيجة هذه الممارسات اللاانسانية حيث خسرت سمعتها و مكانتها ولم يبق الا ان يصحو الشعب الاميركي و يلفظ هذه الصور التي كرستها قيادته و التي اساءت لتاريخه و اخلاقياته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية