تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المكفوفون بصرياً.. تحديات وصعوبات..وآليات للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة

مجتمع
الاثنين 2-12-2013
محمد عكروش

تأهيل المكفوفين ودمجهم في المجتمع له أبعاد ثقافية واقتصادية واجتماعية ؛ذلك لأن المكفوفين يمثلون طاقات بشرية عظيمة إذا ما تم توجيههم التوجيه الصحيح، ليكونوا قوى منتجة وخلاقة يستطيعون من خلالها المشاركة في التنمية المجتمعية

،ولاسيما مع تكنولوجيا التعليم لمساعدتهم على التواصل مع العالم الخارجي والاطلاع على ابرز ما توصل إليه العلم في هذا المجال . إلا انها لا تزال تسير بخطوات بطيئة نحو ادماجهم في هذا العالم وخاصة في المجال التربوي.‏

وهذا ما أشارت إليه الباحثة الهام اسماعيل المتخصصة في تكنولوجيا التعليم...‏

أجهزة خاصة‏

وعن أهمية استخدام التكنولوجيا مع الأفراد ذوي الإعاقة البصرية بينت انها تضم مجموعة من الطرق تستخدم أجهزة خاصة لتحويل المادة المكتوبة إلى ذبذبات خاصة يمكن للمعوق بصرياً أن يميزها وبالتالي يتمكن من قراءة النص المكتوب واستخدام الحاسوب وربطه مع أجهزة (برايل) المطورة إضافة إلى استخدام أجهزة الاوبتكون لتساعد المعوقين بصرياً على قراءة النصوص المكتوبة وعلى الحركة والتنقل في الاتجاه الصحيح والعمل على إرشادهم في حال وجود العقبات أمامهم.‏

وتلفت الباحثة: إلى أن الحاسوب يقدم عدداً من الخدمات للأفراد المعوقين بصرياً وخاصة في مجال التربية والتعليم والمتمثلة في قراءة الرسائل والتقارير المدرسية والمتطلبات المدرسية بطرق لفظية مسموعة وذلك من خلال تحويل تلك المواد المطبوعة إلى مواد منطوقة مسموعة.‏

وتتحدث اسماعيل عن جهاز آخر يمكن للمعوقين بصرياً الاستفادة منه وهو الدائرة التلفزيونية المغلقة حيث يصور هذا الجهاز ما هو مكتوب أو مطبوع أو مصور على ورقة الكتاب عن طريق كاميرا مرفقة مع الجهاز ويعرضه بشكل مكبر على شاشة التلفزيون ويقوم الشخص المستخدم له بتعديل العدسة ويكبر الطباعة على النحو المرغوب فيه.‏

ومن الأجهزة التي يستفيد منها المعوقون بصرياً جهاز الأوبتكون الذي يعمل على تحويل المعلومات المطبوعة أو المكتوبة إلى ذبذبات كهربائية تؤدي إلى وخزات خفيفة على سبابة إحدى اليدين حيث توجه كاميرا صغيرة يمسكها الشخص المستخدم ويحركها فوق المادة المكتوبة بيده بينما توضع اليد الأخرى على طرف الجهاز وتوجه سبابة اليد على المكان المناسب للإحساس بالذبذبات التي تشكل صوراً للحروف المكتوبة على الورقة.‏

علم كاف‏

وتشير بدورها الباحثة: إلى إن عملية التدريب على استخدام هذا الجهاز ليست سهلة وتتطلب أن يكون الكفيف على علم كافٍ بكل أشكال الحروف المكتوبة بالطريقة العادية ويستغرق التدريب على هذا الجهاز وقتا طويلاً وتوصف القراءة عن طريق الأوبتكون بأنها أبطأ من القراءة عن طريق (برايل) كما يمكن استخدام هذا الجهاز للقيام بالعمليات الحسابية لأنه يسمح بقراءة المعادلات المعقدة التي يصعب القيام بها عن طريق آلة برايل.‏

أما جهاز فيرسا (برايل) فيحول الكلام المسجل على شريط آلي نقاط (برايل) البارزة، ويوجد على الجهاز صفيحة تبرز من خلالها نقاط (برايل) عندما يعمل المسجل حيث يقوم الفرد بالقراءة كما هو الحال عند القراءة بطريقة (برايل) العادية وعندما ينتهي الفرد من قراءة سطر الموضوع على الصفيحة بلمس مفتاح خاص فيتغير السطر وهكذا ويستخدم هذا الجهاز للقراءات البسيطة.‏

رجوع عند الضرورة‏

وتطرقت اسماعيل إلى أهمية الأشرطة والمسجلات في تعليم المكفوفين مبينة أن استخدام المواد التعليمية المسجلة على أشرطة من الطرق الشائعة الاستخدام وهي من الطرق الأكثر قبولاً لأنها تسرع في وصول الفرد إلى المادة التعليمية غير المتوفرة بطريقة (برايل).‏

وتستخدم المسجلات الأخرى للملاحظات الصفية وتسجيل الحصص ويستطيع الفرد الرجوع إليها عند الضرورة وهناك أجهزة تسجيل خاصة للمكفوفين تعمل على ضغط المادة المسجلة في حيز قليل ولهذه الأجهزة إمكانات تسريع المادة بالقدر الذي يستطيع الكفيف متابعته وهذا يقلل الوقت إذا كانت المادة التي يجب مراجعتها سمعياً كثيرة.‏

وما يجدر الإشارة إليه بالقول: علاقة المكفوفين بمجتمعهم تحكمها أطر متباينة: إما أنهم عبء عليه، أو يعتبرهم قصرًا تحت الوصاية، أو النظر إليهم كأعضاء عاملين به، وهذا الإطار الأخير حرص المجتمع على الأخذ به، وعمل على حسن دمجهم فيه، إذ إن كف البصر ليس عائقًا للكفيف، فهو يحمل من القدرات ما يؤهله للعمل الذي يتفق مع ميوله واستعداداته، وهو قادر، على المساهمة في العطاء والمشاركة في البناء الحضاري والتنموي إذا تم تأهيله التأهيل المناسب، الذي لا يقل بحال عن الاهتمام بغيرهم من ذوي البصر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية