في حضرته وفي ذكره تخشع الأفئدة ..تعلو الجباه ،تسمو العبارات
إنه الوطن كيف لا ،بالأمين المؤتمن ،يدفئك،يطعمك، يروي ظمأك ،يعلي جبينك ،يحرسك صغيرا وكبيرا ،يوهبك ويهبك سلامك وأمنك،كبرياءك ومجدك
فما أنت فاعل أيها الإنسان ..ألا تخشع ،ألا تصمت ،ألا تخجل،عندما يهمس ..
مجرد أن يهمس الوطن في قداسة الحروف،تفيض المعاني نبلا وشرفا وكرامة وإيمانا
اسمه سر مكنون مخّزن ومخزون في ضلوع وجذور قيامة الحروف..
حروف من وطن وإلى الوطن وباسم الله والوطن يكون الوجود..
فما أنتم فاعلون أيها الطارئون ،العابثون ،الهاربون ،الغادرون الخائفون ،الخائنون ،الفارون ،من بين أسوار هذا الوطن ..
ألا تعلمون ..أنكم لاتستحقون أن تنالوا حتى توصيف مواطن ينتمي لهذا الوطن .
فوطني جمهورية عربية سورية جد الأوطان وفي صفحات تاريخه لامكان للخذلان ،وفي أطلس بره وبحره وجغرافيته لامكان إلا للأوفياء والشجعان..
أيها العاشقون لهذا الوطن ، المتشبثون بقرار عزه المكين، المستميتون زحفا على أسواره ،ليبقى سياجه محصنا ،وتبقى شرفاته، تستقبل أشعة الضياء وحبالها المتناثرة المتسللة من أنوار الكون الزائرة من كل فضاء وفسحة لاتضيق ..
أنتم السابحون في فلكه شهداء كرام وجيش لايعرف إلا لغة الانتصار ،وشعب تمرد على الحزن على الخوف ،لفظ الجوع ونفض التعب وغبار الأوهام وأعلن بشرف القسم أن الوطن عبادة وإخلاص وحياة..