في تلك الحديقة
حيث يتلهى الخواء فوق حدود المكان
يهبني صمتك
لمدن لا تعرف إلا الجنون
فأتدثر بليل يعرفني،
وأسرع إليك كريح
يلذّ لها العبور.
تنشد شدود قصائدها تحت وطأة الإيقاع الداخلي، محملة كلماتها بفيض مشاعرها، ومستخدمة الرمز في أحيان كثيرة، مشحونة بألفاظ ومعان صوفية:
الريح اللئيمة تدفعني للغروب،
وأنا بي شوق لشروق
يبشر نوافذ وحدتي
بأني سر الوجود.
ليس في المجموعة قصائد طويلة، بل مقطعات صغيرة، ولا تعتمد صاحبة المجموعة على الجمل الطويلة، وإنما على عبارات بسيطة وسلسة. ويعبق جو المجموعة بحزن خفي لامرأة تفتش عن أمل وسكينة لروح معذبة. وفي غمرة تأملاتها تفصح عن عذاباتها، وعن آلامها قائلة:
غابات كثيرة تنمو داخلي
فأزداد غربة
.. ..
في الغابة
تتبعني دوائر ظل ونور
الريح تبعثرني ورقة.. ورقة
وغريب يلم تويجي
ليبعثره.
إنها المجموعة الأولى للأديبة لينا شدود، وقد ضمت 49 قصيدة، وجاءت في 96 صفحة من القطع المتوسط.