وسكّةُ الليلِ تعبرُ عتمتي
وأنا
أضمُّ جانحي اليتيم
خلفَ وسادةٍ من دموعي
عربةُ الذكرياتِ تعبر صحرائي
جيادي تلهثُ خلفَ الريح
وأنا لا أملُّ الانتظار
من سهادٍ
تعِبَ منهُ القمر
أمعِنُ في سريرِ الليلِ الحزين
أوشّي فراشَهُ بالأحزان
أضمِّخُه من عطرِ الحنين
علّهُ يستحضِرُ تلك السنوات
أمدُّ أصابعي المنكسرة
وكفاً ألِفَ الشقاء
لا أجدُ سوى عروقٍ باردة
وكلماتٍ تاهت بها قطعانُ النياق
ألوذُ بأوهامي
بشيءٍ من سلال الافتراء
ربما تحملُني غربتي
إلى فضاءٍ أبعدَ من الجنون ..
ربما ألاقي من ضلّت بهِ الطريق
ووهَنَ فوقَ أشواكِ الدروب
بعد رهانٍ
ولعبةٍ
نبشَتْ مساكنَ القبور
ليتني ألحَقُ قافلتي العابرة
وأختزِلُ عمرَ المسافات
فتتكحل أصدافي
ببريقٍ من صباحاتِ النهار
حتى إذا أشفقتْ خيولُ البدر
وجنحَتْ بها أمواجُ الشطآن
قرأتُ لك ألحاناً
لم يعزفها دفٌّ ولا وتر
كأني أسمعتُكَ
بعضاً من بقايا الكلام
عن رحيلِ الغبارِ والكثبان
فهلْ تسمِعُني قليلاً
من هذا الاعتراف