الثورة التقتها وكان الحديث الآتي:
- هذه مجموعتك الثانية.. هل ثمة تجاوز إبداعي لما كان في الأولى؟
----- اترك مهمة الحكم على ما أكتب لغيري من متلقين ونقاد, أما أنا فاكتب فقط ما يدور بداخلي ولكن استطيع القول: إن هناك ثمة فرقاً بين الأولى والثانية من حيث الواقع الذي عشناه خلال سنوات الحرب..
في ديواني الأول «العابر في كانون» غلب عليها حالات الحب الأنثوي والعاطفة بالإضافة إلى التعلق بالأمكنة, وكان عبارة عن قصائد وجدانية.. أما في الثاني «بالأمس كنا» بالإضافة إلى ما ذكر في الأولى فهناك حالات عشق للوطن والدفاع عنه.. فالكتابة هي عبارة عن فكرة مستوحاة مما نعيش لذلك لا يمكننا الانفصال عنه، فقد عشنا حرب مريرة في السنوات الماضية وكنا نراقب الاخبار اليومية ونلاحظ الاستبسال من قبل جنود الجيش للدفاع عن الأرض وتحريرها من رجس الارهاب, وكنا نرى يوميا الشهداء الذين يرتقون دفاعا عن الأرض, لذلك ربما أضفت شيئاً إلى مجموعتي الثانية عن الشهادة وحب الوطن والدفاع عنه, وهذا ماسيلاحظه القارئ والمتلقي.
- ما صدى المجموعة الاولى؟
--«العابر في كانون» كانت مجموعتي الأولى عام 2017 وتلقاها القارئ - كما لاحظت - بحب شديد لأن ما بداخلها من عشق ومشاعر أنثوية صادقة «اقتراب.. كيف تظنني أنساك.. قبلك.. معركة وفنجان قهوة.. لست قلبي واحداً كنّا» وفيها ايضاً حب المكان والتعلق به «أيقونة الخالق.. غرفتي».
- تكتبين للمرأة وللوطن وأوجاعه وآلامه.. ماذا يعني لك هذا؟
--- أحيانا تولد الفكرة وتبدا القصيدة في التكوين وافكاري تتدلى من الذاكرة ومن الطبيعي أن اكتب عن المرأة ومشاعرها من حزن وفرح وعشق, والكتابة عن المرأة في مجتمع شرقي محكوم العادات والتقاليد ليس بالامر السهل، وقد يراه البعض تمردا.. لكن الحب هو ذاك الشعور المقدس والقوي بالرغم من نعومته ورقته ويجب أن نسمو بوجوده بداخلنا لا أن نخجل منه ونخفيه، خاصة المشاعر الأنثوية التي تظهر تجاه الرجل لذلك كتبت «اقتراب.. كيف تظنني أنساك.. معركة وفنجان قهوة» في المجموعة الأولى وفي الثانية «أحبك كما أنت.. ياروح حياتي.. أسيرة هواك..» أما عن الوطن وهو قطعة من القلب, ومحبته تجري في الشريان مع الدم, وحبه هو الحب الأقوى والأبقى، وكتب عنه في مجموعتي الثانية في ظل ما عشناه من حرب أثرت على الجميع وخلفت غصة حزن في أرواحنا، ففي كل بيت شهيد أو مفقود أو جريح فحاولتُ في تلك المجموعة أن أطرح جزءاً من تجربتنا الواقعية ومن حالات كانت تمر أمامك يومياً من دمار وقتل وشهداء، ولكن مع هذا لم نفقد الأمل بالنصر، وثقتنا بحُماة الوطن كانت وستبقى كبيرة، مع الإصرار على المقاومة والحفاظ على الأرض: «من جراحي أجمل الحكايا.. حين جاؤوا ليلوثوا ثوبك.. نجمة الصباح».
- هل يمكن الحديث عن مشروع آخر تعملين عليه من حيث توثيق الشخصيات الإبداعية؟
-- صدر لي كتابان من سلسلة (أعلام ومبدعون) التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة الأول (أبو خليل القباني) وفيه نبذة حياة (أبو خليل القباني) وأعماله ومسيرته المسرحية في سورية ومصر وما تعرض له من مضايقات وحرق لمسرحه في سورية ومصر، ومن ثم عودته إلى سورية ووفاته في دمشق, والكتاب الثاني (نهاد قلعي) كذلك نبذة عن حياته ومسيرته الفنية «مسرح وتلفزيون» ومن ثم مرضه ووفاته.
- ماالسبب وراء اختيار هاتين الشخصيتين نهاد قلعي و(أبو خليل القباني)؟
-- كنا نتذكر ونسمع حتى الآن عبارة «إذا كنت تعرف ماذا في إيطاليا يجب أن تعرف ما في البرازيل» مقولة يرددها الجميع في كافة المواقف كبارا وصغارا.. منذ الصغر كنت من أشد المعجبين بهذا الفنان ذي الملامح الطيبة، واخترت الكتابه عنه كهدية لروحه فهو الفنان الذي قدم العشرات من الأعمال الفنية بروحه المحببة للجميع وإبداعه المتميز، وهو المكافح والعصامي وعمود من أعمدة الفن السوري الذي ترك بصمة لاتنسى فيه، أما (أبو خليل القباني) فيذكر التاريخ أن السوريين عرفوا المسرح منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة.. والمسرح في منطقة بلاد الشام بدأ بخيال الظل والفرجة.. ومن هنا تأتي أهمية (أبو خليل القباني) كونه قدم مسرحياته أمام الجمهور عامة ومباشرة, وباختصار هو رائد المسرح الغنائي والمؤسس الأول لما عرف بالمدرسة الشامية التي اعتمدت على دمج التمثيل بالغناء والرقص.
ammaralnameh@hotmail.com