تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«من الذي دفع للزمار..؟»

الإثنين 1-12-2014
سليم عبود

عندما قال السيد الرئيس بشار الأسد في جامعة دمشق، منذ سنوات، وقبل الأزمة : إن ماتتعرض له الأمة بشكل عام، وسورية بشكل خاص من حملات في السنوات الأخيرة، أمر في غاية الخطورة..

ومكمن خطورته أنه يستهدف البنية المعرفية، والنفسية، والمعنوية للإنسان العربي، في إطار حرب إعلامية وثقافية، ونفسية، تتركز على أجيالنا الشابة بصفة خاصة، بهدف فصلهم عن هويتهم، وتراثهم، وتاريخهم..‏

كان بكلامه يقدم أكثر من قراءة للواقع، ولمخططات الغرب، والصهيونية،‏

كان كلام السيد الرئيس بمثابة إنذار للأمة، وللجهات العاملة في الحقلين الإعلامي والثقافي للتنبه، والعمل على مواجهة هذا المخطط التدميري الخطير للثقافة والفكر.‏

يقول نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق» برتوريوم:‏

كل ثقافة لاتصب في مصلحة أهدافنا.. «هي ثقافة معادية، نحاربها بكل الطرق.. وبكل الوسائل لتغييرها..»‏

والثقافة كما يقول إيجلتون.. بمفهومها العام، ليس ماتبدعه أمة من أدب، وفكر، وشعر، وحسب وكذلك العادات، والتقاليد، والقيم، والمفاهيم، أسلوب الإنسان في المأكل والمشرب، والنوم، والتعامل مع محيطه الاجتماعي.. وفي إلقاء التحية على زوجته، أو صديقته، أو على زميله في العمل..»‏

بهذا المفهوم الواسع.. تكون حياتنا كلها هدفا للتفكيك.‏

يقول كاتب أمريكي في معهد « انتر امبرايز»: إن مافعلته محطات التلفزة الأمريكية من تغييرات في العالم العربي، أكثر مما فعلته الجيوش الأمريكية على مدى عقود ، لقد أحدثنا تغييرات جوهرية في المجتمعات العربية، تصب في مصلحة أهدافنا.‏

في العالم العربي اليوم مئات الوسائل الإعلامية، التي تتحدث باللغة العربية، وتتبنى الرؤية المعادية، وتمرر استراتيجيات معادية، وهي مرتبطة بجهات ترسم استراتيجيات خطيرة.‏

الكاتبة الإنكليزية «فرانسيس ستونر سوندر» قدمّت كتابا يظهر الدور الخطير للمخابرات.. الأمريكية C IA في التخريب الثقافي .. بعنوان «من دفع للزمار»..؟!‏

ونشر في امريكا تحت عنوان « الخرافة صنعت إلها، والإله قد فشل» في اللحظة التي كان فيها الجندي السوفييتي يصافح فيها الجندي الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية على ضفاف نهر « ألبي» كان الأمريكيون يشعلون نار الحرب الثقافية « الباردة» لبناء نظام عالمي تكون فيه أمريكا سيدة هذا العالم..‏

وكان القرار بأن الطريق إلى ذلك العالم الجديد.. يقوم على بناء منظمة ثقافية، لتمرير الأنماط الثقافية الأمريكية على أنقاض ثقافات الشعوب.. فنهضت في ظل المخابرات الأمريكية المركزية: «منظمة الحرية الثقافية.» وهي السلاح السري في الصراع الأمريكي أثناء الحرب الباردة، وهو سلاح له نتائج واسعة في ميدان الثقافة، ينهض على جهود الكتَّاب والشعراء والفنانين والمؤرخين والعلماء والنقاد في أوروبا، والعالم، باسم حرية التعبير، بغرض السيطرة على عقول البشر.‏

وهم جميعهم يندرجون تحت مظلة مايسمى « جوقة الزمارين»‏

إن 90% من ساعات البث التلفزيوني الدرامي والوثائقي في العالم،‏

تنتجها شركات أمريكية، وصهيونية، لتمرير الدعاية لما تسميه الكاتبة:فرانس « الخرافة التي صنعت إلها أمريكيا.‏

وتقوم المخابرات الأمريكية والصهيونية.. بتكريس ترسانة من الأسلحة الثقافية « صحف، ومجلات، وكتب، ومؤتمرات، وندوات، وزيارات ، ومعارض، وحفلات موسيقية، وفنون تشكيلية، وجوائز علمية، ودرجات زمالة أدبية وعلمية والسيطرة على المواهب الأدبية والشعرية. ويتم استئجار كتاب يساريين سابقين، لخوض حروب ثقافية، بوضعهم وأعمالهم ونشاطاتهم وتحريكهم كتحريك البيادق على رقعة الشطرنج.‏

يقول شمعون بيريز «لايمكننا اختراق نسيج المنطقة القائم على الانتماء للعروبة، إلا بتدمير تلك الثقافة، وتفكيكها».‏

ويقول بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني: إن هجوما كبيرا يشن على العرب بين الحين والحين، لايؤدي إلى كسر مقاومتهم فقط، بل سيقتل فيهم الشعور بالوجود والانتماء إلى أمة واحدة، وهذا هو هدفنا..‏

يقول ادوارد سعيد: إستراتيجية إسرائيل وأمريكا تقوم على تحطيم انتماءات الأمة العربية.. ليقوم على أنقاضها الكيان الصهيوني.»‏

من هنا نجد أن على الجهات الثقافية الوطنية والقومية استنهاض الثقافة الوطنية والقومية عبر الكتاب والمثقفين الوطنيين، وتنظيم هذا الاستنهاض في مشروع كبير يشمل كل أبناء الوطن، لمواجهة هذه الحرب الشرسة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية