ذات الغباء والحماقة والتخلف العقلي، حين يعتقد الأول أن جيوبه المنفوخة بالمال الأميركي تقوده إلى موسكو كما واشنطن وغيرها.. في زمن تكسير العظام السياسي الدولي، ويتوهم أن الوصول الأميركي إلى سواد النفط في جزيرة العرب لابد أن يمر بسواد عينيه، وحين يعتقد الثاني أن سيارته المنفوخة بالمتفجرات الأميركية أيضاً ستقوده إلى نبل أو الزهراء ومنها إلى دمشق مباشرة.. في زمن الجيش العربي السوري، ويتوهم أن لا محطات في الطريق إلى دمشق سوى لقاء حورياته الغواني!
لا فرق بين الفيصل والجزرواي، فالعقل واحد والحقد مثله وإن اختلفت الأدوار والوظائف والتكليفات الأميركية لكليهما.. وإلا ما كان لآل سعود أن يلعبوا بورقة النفط وأسعاره وإنتاجه خفضاً وزيادة كما تجار الدكاكين والبسطات، وفي ظنهم أن المردة الروس والإيرانيين والصينيين ذاهبون إلى الانحناء.. وهم من علم أسياد آل سعود الأميركيين الانحناء بعد طول انتصاب.. فبماذا يلعبون وعلى من يلعبون؟
هنري كيسنجر يعيد تصويب البوصلة الأميركية إذ يخبر الدير شبيغل الألمانية أنه “كان لا بد لواشنطن من إجراء حوار مع روسيا قبل أن تصوغ استراتيجيتها وتعتمد على شركاء غير موثوقين “!
أجل غير موثوقين.. وإلا فماذا كان بوسع أردوغان أن يفعل طيلة أربع سنوات على حدود تزيد عن تسعمئة كيلومتر مع سورية، حين اهتز العالم ودمشق لم تهتز، وماذا كان بوسع آل سعود أن يفعلوا بالمليارات من عائدات نفطهم ومثلهم آل ثاني بعائدات غازهم المسال ككراماتهم وماء وجوههم طيلة السنوات الأربع.. لو لم تكن طريقهم إلى دمشق أكثر وعورة بما لا يقاس من عقولهم؟
يتابع كيسنجر بأن أميركا أخطأت تجاه سورية منذ البداية حين قطعت بيديها طرق الحوار مع دمشق، وينبغي لها “ألا تفرض إملاءاتها على العالم أو تعتقد أنه يمكن أن تفعل ذلك” ليختم الثعلب الأميركي الحكيم بالقول “الولايات المتحدة يمكن أن تصبح قوة عظمى ليس فقط عبر امتلاك القوة بل من خلال تمتعها بالحكمة وبعد النظر أيضا فلا توجد دولة قوية وحكيمة بما يكفي لخلق نظام عالمي وحدها”
وإذا كان هذا شأن إدارة الرئيس أوباما وعتاولة السياسة المحيطين به في عيني هنري كيسنجر.. فبالله عليكم كيف يكون شأن أردوغان وآلات سعود وثاني في ذات العينين؟؟